مؤتمر الجامعات في مواجهة التحديات العالمية: الأمن الغذائي واستدامة البيئة في خدمة الصحة البشرية

إفتتحت كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس- الكسليك بالتعاون مع الاتحاد العالمي لمؤسسات التعليم العالي في العلوم الزراعية وعلوم الحياة GCHERA ، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤتمر GCHERA الدولي الثامن بعنوان “الجامعات في مواجهة التحديات العالمية: الأمن الغذائي واستدامة البيئة في خدمة الصحة البشرية”، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في ٢٤ حزيران ٢٠١٥.

وحضر الافتتاح وزير الإعلام رمزي جريج، وزير الاتصالات بطرس حرب، النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب إميل عقيقي، ممثلاً الرئيس العام للرهبانية الأباتي طنوس نعمة، الأب المدبر طوني فخري، رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، سفير النوايا الحسنة في المنطقة العربية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئةالفنان راغب علامة، رئيس الإتحاد العالمي GCHERA البروفسور جون كينيللي، نائبة رئيس الإتـحاد العالمي GCHERA وعميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة د. لارا حنا واكيم، الوزير السابق عادل قرطاس، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام السيدة لور سليمان،الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية- UNIDO الدكتور كريستيانو بازيني، السفير هانري قسطون (Foreign Affairs) سفير الفاو في لبنان الدكتور موريس سعادة، مدير مصلحة الأبحاث الزراعية الدكتور ميشال أفرام، السيدة ماري ضاهر مستشارة المواصلات والتوعية في اليونيب_ UNEP ، إضافة إلى حشد من السفراء وممثلي المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الزراعية والصناعية، وأعضاء مجلس الجامعة وشخصيات دينية وعسكرية وسياسية وإعلامية وتربوية واجتماعية…

صفا
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة للإعلامية رولا صفا التي قدّمت المتحدثين. وأشادت في كلمتها بالإنجاز العظيم للكلية المنظمة، لافتة إلى “أنه قد عمل القيمون بشكل دؤوب طيلة أشهر لتنظيم هذا المؤتمر، وذلك حرصًا منهم على مواكبة التحديات العالمية المتعلقة بسلامة الغذاء”. وأكدت “أنه سيكون للجلسات المنعقدة أثر كبير لمواجهة التحديات المتعلقة بموضوع الغذاء وسلامته واستدامة البيئة”، مشددة على ضرورة تضافر جهود الدول والتفكير بالحلول من أجل بيئة سليمة.
واكيم
ثم كانت كلمة لنائبة رئيس الإتحاد العالمي GCHERA، وعميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة د. لارا حنا واكيم شدّدت فيها على أهمية “إنعقاد هكذا مؤتمر، للمرّة الأولى، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحديداً في لبنان. وفي هذا الزمن من التحديات ، إنّه لمن الضروري أن نناقش قضايا طارئة تتطلّب أهتماماً من كل أصقاع الأرض”.
واعتبرت أنّ “العقود الماضية، شهدت تقدماً ملحوظاً بتقليص نسبة الفقر. ولكن، وبالرغم من هذا التقدّم، يبقى عدد الفقراء في العالم مرتفعاً بشكل غير مقبول. فبحسب البنك الدولي، يعيش حوالى نصف سكان الأرض بأقل من 2.5$ يومياً، فيما تشير إحصاءات اليونيسف أنّ 22 ألف طفل يموتون كل يوم بسبب الفقر. هذا وتؤكّد منظمة الغذاء العالمية الفاو أنّ ارتفاع أسعار الغذاء، من جهة، يزيد من حدّة الفقر وسوء التغذية، ويفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي، ولكنّه من جهة أخرى، يحفّز الاستثمارات الزراعية الطويلة الأمد ما قد يعزّز القدرة على التأقلم مع التغيّرات المناخية ويحسّن مستوى الأمن الغذائي العالمي. فواجبنا، كأكاديميين وقطاع خاص وقطاع عام و ومؤسسات زراعية وهيئات وطنية وعالمية ، أن نناقش هذه القضايا، ونتبادل الخبرات، ونخرج بتوصيات عمليّة ونرسم خططاً استراتيجية بهدف تحسين الإنتاج الزراعي ونوعية الغذاء ومحاربة الجوع وتقليص الفقر”.
ودعت “رؤساء الجامعات والعمداء إلى دراسة مختلف المقررات التي ستعلن في نهاية المؤتمر بهدف تحسين المناهج الأكاديمية في مؤسساتنا التعليميةلتواكب التحديّات المحليّة والإقليمية والدولية. وجهت العميدة كلمة للطلاب مشددةً على الأمل الذي تضعه فيهم كقادة لمستقبل واعد.
ويبقى السؤال الأساسي: كيف تحافظ الجامعات على استداميتها في زمن التحديات الصعبة؟”
كينيللي
وتحدث رئيس مؤتمر GCHERA البروفسور جون كينيللي عن تاريخ لبنان العريق، مشيدًا بحفاوة شعبه وطيبته وحبّه للحياة، رغم كل العوائق التي يواجهها وقد تمكن بفضل إرادة شعبه من التغلّب عليها. كما أعرب عن سروره لانعقاد مؤتمر الاتحاد في رحاب جامعة الروح القدس المتميزة التي أكدت التزامها الدائم بالنجاح. وأمل “أن يشكّل هذا المؤتمر محفّزًا لجميع الطلاب والكليات والجامعات في الشرق الأوسط وشممال افريقيا للعمل مع الاتحاد لإحداث تغيير ملموس من أجل تقدّم مجتمعنا”، مشددًا على أهمية تأسيس الشراكات لتحسين ظروف شعوب المنطقة. كما نوّه بأهمية موضوع المؤتمر، خصوصًا أن التوقعات تشير إلى ارتفاع ملحوظ لعدد السكان في العالم، ناهيك عن التحديات الهائلة التي يواجهها العالم اليوم من تغير مناخي، وتدهور بيئي وفقر وانعدام الأمن… من هنا أهمية ضمان الاستدامة البيئية والزراعية ودور الجامعات في البحث بهذا الموضوع كبير. وتحدث عن GCHERA، الإتحاد الذي يضمّ أعضاء من مؤسسات التعليم العالي للعلوم الزراعية وعلوم الحياة. فيجمع أكثر من 400 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي المختصة بالزراعة حول العالم. ومن أبرز مهامه تعزيز قدرة جامعات العلوم الزراعية وعلوم الحياة على إيصال رسالتهم في التعليم، البحث، الإبتكار والتوسّع من خلال عقد المؤتمرات عالمياً وإقليمياً وتبادل أفضل الخبرات…
دياز
ثم عرض على الشاشة شريط فيديو بثت من خلاله كلمة للدكتور فرانكلين شانغ دياز، وهو رائد فضاء سابق في الـناسا، صاحب الرقم القياسي لأكبر عدد رحلات فضائية للعام 2014، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة Ad Astra Rocket، في الولايات المتحدة الأميركية، تحدث فيها عن التشوّهات البيئية في الأرض التي لاحظها أثناء رحلاته الفضائية.
علامة
ثم كانت كلمة لضيف الشرف في المؤتمر وسفير النوايا الحسنة في المنطقة العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الفنان راغب علامة أكّد فيها دعمه لهذا المؤتمر نظراً إلى المواضيع الجوهرية التي يطرحها في مجال سلامة الغذاء.
وأضاف: “في إطار يوم البيئة العالمي، شاركتُ بدعم حملة توعية بشأن موضوع بقايا الطعام فضلات الطعام والقضاء على الجوع في المنطقة العربية نظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمكتب الإقليمي لغرب آسيا ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، إضافةً إلى حملة “فكّر، كُل، وفّر” التي تُعتبر جزءاً من مبادرة الأمم المتحدة لمحاربة الفقر. فأحد أهمّ الرسائل التي أريد إيصالها هي تغيير المفهوم الشائع في العالم العربي بأنّ شراء كمية كبيرة من الطعام يدلّ على الكرم. فمحاربة الفقر في العالم هي ثقافة لابدّ لنا من تعليمها للجيل الشاب لأنهم يعيشون في ثقافة الفائض والفضلات”.
وجدّد دعمه لمؤتمر GCHERA 2015 الذي “يؤثّر إيجاباً على مناهج الجامعات واستراتيجياتها التعليمية ويساهم في تشجيع الأجيال الصاعدة على مواجهة هذه التحديات يوماً بعد يوم”، داعياً “الجامعات كلّها إلى المشاركة في “الشراكة العالمية للجامعات بشأن التنمية والاستدامة” التي ينظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.
وختاماً، نوّه “بمبادرات الأمم المتحدة الخضراء الصديقة للبيئة التي تنظّمها في العالم بهدف المحافظة على كوكب الأرض، كوكبنا الوحيد”.
الأب محفوظ
ثم أعلن رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ إفتتاح مؤتمر GCHERA الثامن شاكراً كل من ساهم في إنجاز هذا المؤتمر. وقال: “لقاؤنا اليوم يسلّط الضوء على مسؤوليتنا الكبيرة لنحافظ على كوكب الأرض، “بيتنا المشترك”، تماماً كما جاء في آخر رسالة عامة بابوية كُنْ مُسَبَّحًا Laudato si’ لقداسة البابا فرنسيس حول العناية بالبيت المشترك والتي نُشرت تحديداً قبل شهرٍ واحد في 24 أيار 2015”. وشدّد على “دور هذا المؤتمر لصون واجبنا الأساسي الذي يقضي بخلق “وحدة للعناية المركزة” والحفاظ عليها بهدف اكتشاف وسائل جديدة ووضع استراتيجيات حديثة تواجه التحديات الكبيرة التي يطرحها الأمن الغذائي”.
وأعرب عن “سروره لرؤية هذا العدد الكبير من المنظمات الزراعية والجامعات من مختلف أنحاء العالم تثبت، عبر هذا الحدث، تعلّقها بالأصول المهمة التي ورثناها واستعدادها لبذل الجهود اللازمة لإيجاد وسائل الحفاظ عليها لأجيال المستقبل”.
كما اعتبر أنّ “مؤتمر GCHERA بنسخته الثامنة، هو دليلٌ قويّ على تحمّل المسؤولية والالتزام لتحسين نوعية الحياة في عصرنا هذا، فيما نترك للأجيال القادمة حياة أفضل. وجاءت رسالة البابا فرنسيس الأخيرة لتذكر أيضاً هذه المسؤولية وهذا الالتزام”.
وفي الختام، أمل أن “يصل هذا المؤتمر وجلساته إلى أفكارٍ تخدم الخير العام وتكون نموذجاً مثالياً عن عمل الجامعة تجاه توفير نوعية حياة أفضل، حياة البشر كلّهم من دون تمييز، وحياة كل إنسان بكافة أبعاده”.
أعمال المؤتمر
وتخلّل جلسة الافتتاح الإعلان عن الجائزة العالمية للزراعة (WAP)_ GCHERA 2015 التي فاز بها البروفسور ارميتوس بول سينغ من جامعة كاليفورنيا، دافيس، في الولايات المتحدة الأميركية. إختتمت الجلسة بلوحات راقصة تعكس الفلكلور اللبناني قدّمتها فرقة “رماح”.
ويستمر المؤتمر لغاية 26 الجاري، فتُعقد جلسات مغلقة تتمحور حول أربعة المواضيع أساسية، هي: الزراعة المستدامة: تغذية 9 مليار شخص من خلال بقعة بيئية ضيلة، ودور التغذية في تحويل الرعاية الصحية من داء إلى نظام صحي قائم بحد ذاته، دور التعليم والأبحاث: من الأمن الغذائي إلى النوعية الغذائية ، الإبتكار من خلال الشروع بتنفيذ نظام عذائي-زراعي.
ويشارك فيه عدد من الشخصيات الرفيعة المستوى آتية من 17 بلدًا، من رؤساء جامعات وعمداء كليات العلوم الزراعية وعلوم الحياة، وباحثين وعلماء وخبراء في مؤسسات زراعية وغذائية وصناعية، كما هناك مشاركة فاعلة لعدد من الوزراء اللبنانيين والمدراء العامين في الوزارات المختصة.

الآراء

اترك رد