ينظم مركز أديان للبحث والترجمة- المحمدية- المملكة المغربية، ندوة دولية في موضوع: “المشروع الفكري للأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد، مقاربات نقدية”
وذلك يومي 23/24 مارس 2011م بمقرالمركز بالمحمدية، بمشاركة ثلة من الباحثين والمهتمين بفكر الاستاذ حاج حمد(ت2004م بالسودان).
الورقة التقديمية:
يعد الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد (ت2004)، من رواد الفكر الإسلامي المعاصر، و واحد من كوكبة المفكرين العرب الذين ساهموا في تطوير المداخل التأسيسية والمنهجية لهذا الفكر؛ ومن الذين أثروا الخزانة العربية والإسلامية بكتب قيمة، كان أبرزها كتاب “العالمية الإسلامية الثانية: جدل الغيب والإنسان والطبيعة” و الذي يضم بين دفتيه تفاصيل مشروعه الفكري، وكذا مجمل اجتهاداته المبثوثة في قالب منهجي متكامل. تميزت كتاباته بطابع نظري مبدع، وتناول غني لجملة من القضايا الفكرية الشائكة، بروح نقدية تحليلية من منظور قرآني متجدد.
فقد وضع الأستاذ حاج حمد رحمة الله عليه مطلقاته الثلاث: القرآن، الإنسان، الكون، وفوقهم إله أزلي. ومن هنا انبثقت الجدلية الثلاثية لديه: الغيب والإنسان والطبيعة، ومعرفيتهما الجامعة بين القراءتين، فضلا عن منهجيتهما القرآنية المعرفية وصولا إلى عنوانها الأكبر العالمية الإسلامية الثانية المحكومة بخصائص وضوابط منهجية ومفاهيم محددة ومؤصلة من داخل بنية القرآن اللغوية والمنهجية. وتنطوي بعض المفاهيم عنده على معان لم تكن سائدة ولامتداولة في الفكر الإسلامي قديما وحديثا؛ ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مقولة إسلامية المعرفة؛ فهي ليست عنده بمعنى أسلمة العلوم، والجمع بين القراءتين ليس عنده حالة تحليلية انفصامية ثنائية (قراءة القرآن وقراءة الكون). كما فرق بين المقدس والحرام؛ فمثلا الأرض المقدسة ليست هي الأرض الحرام، وميز بين الاستخدام الالهي للغة العربية وبين الاستخدام الإنساني / العربي لها. كما تناول مفهوم الحاكمية بأنواعها (… ) وضم مشروعه في شقه التطبيقي مواقفه وآراءه من قضايا مجتمعية عديدة؛ كالقضية الفلسطينية، والعولمة، والعلمانية، والمدارس الفكرية الغربية، والتراث ومدارسه ومذاهبه وعقائده،… كما بث مشروعه مدلولات وتأويلات لنصوص قرآنية بنزعة صوفية عرضته لكثير من النقد؛ وقد استخلص مثلا مراتب الفعل الإلهي (عالم الأمر المنزه، وعالم الإرادة المقدسة، وعالم المشيئة المبارك) من النص القرآني”إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون” (يس : 82) وكل مرتبة لها خصائصها وسماتها التشريعية والعقائدية، وغيرها من القضايا المبينة في مجمل كتاباته.
واللافت للانتباه أن تلقي الباحثين والمثقفين لمشروع “العالمية”، لم يكن على درجة واحدة؛ فقد أعرض البعض عنه بدعوى غموضه والتباسه واستغراقه في الغيبيات، و اعتبره آخرون خروجا عن إجماع الأمة ومخالفة بينة للتراث الإسلامي، وأخذ منه آخرون ما يناسب مبتغاهم دون مراعاة لنسقه أو منهجه أو إطاره العام.
وبمعزل عن الاختلاف والاتفاق مع صاحب هذا المشروع العلمي الضخم، فإن المرء لا يملك إلا أن يقدر هذا المجهود، وينظر إليه بموضوعية وإنصاف، في ظل الأزمة الفكرية والمنهجية التي ترزح تحتها الأمة. فالمشروع في حد ذاته تعامل فريد مع النص القرآني غير مسبوق بآلية من داخل النص ذاته، وبمنهجية فعالة. والأمة محتاجة إلى مجهودات كل أبنائها من المفكرين والباحثين في هذه اللحظة الحضارية العصيبة التي تجتازها.
وفي صباح يوم الاثنين8 ذو القعدة 1425هـ الموافق20دجنبر2004م رحل المفكر محمد أبو القاسم حاج حمد إلى دار البقاء، وستحل الذكرى السابعة لوفاته، وبهذه المناسبة ارتأى مركز أديان للبحث والترجمة بالمحمدية-المملكة المغربية- تنظيم ندوة دولية تتناول المنجز الفكري لهذا المفكر العظيم تحليلا ونقدا. بعنوان: المشروع الفكري للأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد: مقاربات نقدية
انطلاقا من القيمة الخاصة لهذا العلم، وتقديرا لقيمة الأستاذ حاج حمد وعلاقاته الفكرية الواسعة بكل التيارات الفكرية والثقافية بالعالم العربي والاسلامي، وعلاقاته الخاصة بالباحثين والمثقفين المغاربة. ومن الحاجة الملحة لتناول الدرس القرآني دراسة وبحثا وتحليلا، باعتباره من الأولويات التي يجب الاهتمام بها في الوقت الحاضر. فرغم أن هذا الموضوع تم بحثه في الماضي من لدن الفرق الكلامية بشكل مبدع، بيد أنها درسته وفق نسق معرفي تاريخي، والنص القرآني ما زال منفتحاعلى مدارسات جديدة، وأسئلة متوغلة في حاجات العصر الحالي، وانتظارات الانسان اليوم، في ظل الفتوحات المعرفية والمنهجية الحديثة.
ويذهب مركز أديان للبحث والترجمة إلى أن حاج حمد من الذين حاولوا وضع اليد على المشكلة المعرفية والمنهجية، ومن الذين نفذوا إلى عمقها برؤية كونية مستمدة من النص القرآني، فقد قدم جهدا نظريا ومنهجيا اتسم بالعمق والجرأة والإبداع، و قدم حلولا لمشاكل الفكر الإسلامي التي ظلت عالقة لقرون، كما أن مشروعه أثارإشكالات أخرى تحتاج بدورها إلى بحث وتمحيص، وهو هم يحمل جزءا منه ملتقانا الفكري. ويبقى مجهود حاج حمد رحمه الله في حاجة إلى مزيد من النقد والتقويم والمراجعة والاختبار لتوسيع مجال العمليات الفكرية والبحثية، وتحقيق التفاعل المثمر بين الأفكار والمشاريع العلمية في بلادنا العربية والاسلامية.
محاور الندوة:
نأمل أن يتجاوب الأساتذة والباحثون مع هذه المبادرة التي تروم الانتقال من ذكرى “وفاة شخصية فكرية وثقافية ما” يقتصر تناول إرثها المعرفي على التعريف والإشادة إلى مستوى المقاربات النقدية لمحتويات هذه المشاريع الفكرية، واستشراف آفاقها المستقبلية.
وعليه نقترح على السادة الأساتذة الأفاضل الكتابة حول هذه المحاور:
I- النص القرآني: مناهج وضوابط: دراسة مقارنة بين حاج حمد ومشاريع أخرى ذات صلة.
II- المفردة القرآنية عند الأستاذ حاج حمد.
III- منهجية القرآن المعرفية في الكتابات الإسلامية “حاج حمد نموذجا”.
IV- المرويات الإسلامية والتراثية عند حاج حمد.
V- قضايا التقكير المنهجي عند حاج حمد.
VI- إسلامية المعرفة عند الأستاذ حاج حمد.
VII- المناهج و الفلسفات الغربية الحديثة في مشروع حاج حمد.
استمارة المشاركة في الندوة الدولية بالمغرب في موضوع:
“المشروع الفكري للأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد: مقاربات نقدية”
23/24 مارس2011م
الاسم الكامل:……………………………………………………………………………………..
الإطار العلمي:……………………………………………………………………………………
العنوان الشخصي:………………………………………………………………………………..
البريد الالكتروني:…………………………………………………………………………………
الهاتف:……………………………………………………………………………………………….
محور المشاركة:………………………………………………………………………………………
عنوان العرض:…………………………………………………………………………………………
ملخص العرض:………………………………………………………………………………………………………………….
……………………………………………………………………………………………………………………………………
تنبيهات:
يرسل عنوان العرض المقترح وملخصا عنه، لا يتجاوز 500 كلمة، إلى اللجنة المنظمة قبل 10دجنبر2010م وكذا الاستمارة، عبر البريد الالكتروني:
يرسل البحث كاملا قبل28 فبراير2011م ، إلى العناوين الإلكترونية المذكورة أعلاه.
تخضع البحوث للتحكيم.
يتحمل مركز أديان: تذاكر السفر، ونفقات الإقامة أيام الندوة فقط؛ لأصحاب البحوث المقبولة.
اترك رد