مدخل:

أسهمت ثورة الاتصالات والإعلام الجديد في إحداث تغيرات مهمة على صعيد معرفة الشعوب المختلفة بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، فبات للصوت الفلسطيني أثره وصداه وسط المجتمعات الأخرى، ولعب الإعلام دوراً مهماً في القضية الفلسطينية التي تعتبر من أهم قضايا المنطقة العربية والعالم، فأثر ذلك في الرأي العام العالمي الذي كان يعتبر خصماً للفلسطينيين وحليفاً للإسرائيليين، الأمر الذي أدى إلى حلحلة المواقف السياسية لدول غربية، وتغيير مواقف بعضها، واختلاف خطاب أخرى تجاه الفلسطينيين. ومع اندلاع حرب غزة عام 2014، شهدت المواقف الشعبية والرسمية بعض التحولات التي عكست انعطافة في الرأي العام الغربي ومحاولاته فهم القضية بصورتها الحقيقة، والتي كان للإعلام دور مهم في بلورتها.

ويهدف هذا البحث إلى مناقشة مظاهر التحولات في الرأي العام الغربي تجاه القضية أثناء الحرب على غزة، من خلال تحليل بعض الاستطلاعات المسحية التي نفذتها جهات إعلامية أو مراكز بحثية غربية، ودور الإعلام في هذه التحولات.

القضية الفلسطينية:

تعد القضية الفلسطينية من أهم قضايا العرب والمسلمين، بل والعالم المعاصر أجمع، إذ إن الصراع العربي الإسرائيلي ما زال يستجمع القوى السياسية في العالم للبحث عن حلول لم تؤت أكلها حتى اليوم. وتعتبر القضية الفلسطينية ذات الأبعاد المتشابكة والمتعددة، فهي تحمل بعداً سياسياً، وأبعاداً دينية واقتصادية، ومع هذه التعقيدات فإن أكثر من ستين عاماً على الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأرض كانت مليئة بالأحداث، وخصبة بمجريات يومية شهدتها الأراضي الفلسطينية، ومليئة بالمنعطفات التاريخية التي تستوقف الباحث، فلم يخلو عام منذ عام 1948، من وقفات سجلتها سجلات التاريخ الفلسطيني.

• – بحث منشور في مجلة دراسات شرق أوسطية، العدد 70.
• للاطلاع على النسخة الكاملة