واقع البحث العلمي في الأردن

قال مدير عام صندوق دعم البحث العلمي الدكتور عبد الله الزعبي إن انفاق النسب المفروضة في موازنة الجامعات على البحث العلمي والايفاد يشكل ركيزة تقدم وتصنيف الجامعات على مستوى الاقليم والعالم.

وأضاف الزعبي في حوار إذاعي في برنامج (بلا تردد) الذي بثته إذاعة الجامعة الأردنية وتقدمه الإعلامية أمان السائح أن البيانات الختامية لعام 2014 وموازنات الجامعات لعام 2015 والتي صادق عليها مجلس التعليم العالي كشفت أن هناك عدد من الجامعات الرسمية والخاصة لم تلتزم بصرف النسب المخصصة للبحث العلمي والايفاد استنادا لنص المادة 26 من قانون الجامعات الذي ينص على تخصيص كل جامعة 3% من موازنتها لأغراض البحث العلمي والمؤتمرات و2% لأغراض الإيفاد.
وأشار الزعبي إلى أن عدم الالتزام بانفاق النسب المخصصة يشكل خللا حقيقيا وخطرا يداهم مستقبل التعليم العالي في الاردن، مؤكدا أن أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية والبيئة المحيطة كلها أسباب اجتمعت وأدت إلى إحداث الخلل الحاصل.
ولفت إلى أن نقص الأموال لا تشكل جزءا من منظومة الخلل التي تسببت في تراجع مستوى التعليم العالي في الأردن مؤخرا بالرغم من قطعه لأشواط كبيرة في السنوات السابقة، باعتبار الأردن من أوائل الدول العربية في الإنفاق على البحث العلمي.
وبحسب الأرقام والمؤشرات أوضح الزعبي أن قيمة الأموال غير المصروفة على البحث العلمي من قبل الجامعات والتي ستؤول لخزينة الصندوق خلال الثلاث سنوات الماضية من قبل الجامعات تزيد على ( 15) مليون دينار أردني، معربا عن استياء إدارة الصندوق لعدم صرفها رغم محاولاته الدؤوبة لتحفيز الجامعات على انفاقها وتقديم المزيد من الدعم المادي للارتقاء بالبحث العلمي.
وأوضح الزعبي أن جامعتا (الأردنية والهاشمية) الوحيدتان اللتان أنفقتا الأموال التي خصصت لأغراض البحث العلمي بحسب تقارير مجلس التعليم العالي، معربا عن أمنياته في أن تحذو باقي الجامعات حذوهما وأن تدفع بعجلة البحث العلمي والإنفاق عليه ما يسهم في رفع تصنيف الجامعات وتقدمها على الجامعات الاقليمية والعالمية.
وفي مداخلة هاتفية له، قال نائب رئيس الجامعة الأردنية لضمان الجودة والبحث العلمي الدكتور محمد وليد البطش أنه تم صرف نحو خمسة ملايين دينار للعام 2014 على البحث العلمي، أي ما يمثل تقريبا نسبة (3%) المخصصة، حيث خصصت مليون و 900 الف دينار لعمادة البحث العلمي و مليون و239 الف دينار للمراكز البحثية و 3مليون و 800 الف لقواعد المعلومات والمؤتمرات العلمية وقضايا أخرى ذات العلاقة.
وأشار البطش إلى أنه لغزارة انتاج الجامعة العلمي، فقد حصلت عام 2014على نصيب الاسد من الصندوق، ادراكا منها لدور البحث العلمي كمحور رئيس في العملية التعليمية والتعلمية .
وزاد أن الجامعة اتخذت عدة اجراءات لتحفيز البحث العلمي مثل دعم الباحثين للنشر في المجلات العالمية مقابل مكافآت مالية تصل إلى 1250دينار، إلى جانب إتاحة الفرصة لعضو هيئة التدريس للتفرغ مدة فصل دراسي كامل مدفوع الأجر وتذاكر السفر لإجراء البحوث في المراكز البحثية العالمية في الخارج، لافتا الى شروع الجامعة باعادة النظر في التعليمات الناظمة للبحث العلمي والابتكار لتسهيل مهمة الباحثين في شراء الأدوات والمواد اللازمة لبحوثهم.
ونوه البطش الى حصول الجامعة على دعم لـ11 مشروعا في قضايا الطاقة المتجددة والتدريب المهني من قبل الاتحاد الأوروبي ( مشروع ايراسموس بلس) سيبدأ العمل بها منتصب تشرين الأول المقبل، من اصل 16 مشروعا جرى دعمها هذا العام، في حين بلغ مقدار الدعم للمشاريع الخارجية قرابة مليوني دينار.
من جانبه قال رئيس جامعة مؤتة الدكتور رضا الخوالدة إن الجامعة قامت بإيفاد )100) طالبة وطالبة فيما يستعد (150) اخرون للابتعاث، إلى جانب زيادة نسب الانفاق على البحث العلمي سنويا للحيلولة دون تراجع مستواه، مرجعا أسباب ضعفه إلى زيادة الأعباء التدريسية على عضو هيئة التدريس نظرا لعدم توفر العدد الكافي لإجراء بحوثه.
رئيس جامعة الزيتونة الأردنية الخاصة بالوكالة الدكتور تركي عبيدات عرض في مداخلته واقع البحث العلمي في الجامعات الخاصة، لافتا إلى تدني مستواه فيما إذا قورن بالجامعات الحكومية.

ودعا العبيدات إلى ضرورة إيجاد آلية لتوسيع التشاركية بين الجامعات الحكومية والخاصة من جهة والصندوق من جهة أخرى لدفع عجلة تطور وتقدم البحث العلمي، وانعكاساته على البيئة المحيطة.

المصدر


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد