تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2015
مقدمة :
تقتضي اللعبة الديمقراطية تمثيلية متوازنة، لخلق جو من الثقة بين جل الفاعلين والمتدخلين سواء في الحقل الاجتماعي أو الاقتصادي.
– إذن السؤال المطروح ما الغرض من الديمقراطية ؟
وهل المشاركة السياسية للمواطن يتم التعبير عنها من خلال الكتلة الحزبية فقط ؟ أم أن هناك بنيات أخرى يتم العمل من داخلها ؟
ومدى كذلك حضور الوعي الجماعي داخل هذه التنظيمات الحزبية بضرورة تمثيلية الناخب وتحقيق المطالب ؟
وهل كذلك دخول الإدارة وأخذها القرار محل السياسي، هو تعبير عن أفول وضعف هذه النخب السياسية، أم أن اكتساح الإداري لمراكز القرار يعد اغتصابا للديمقراطية ؟
إذا كان الغرض إذن من الديمقراطية هو عدم مركزة القرار في أيدي قلة من الفاعلين ، وجعل فرصة اتخاذه شائعة بين جميع المواطنين ، كل حسب موقعه ، من خلال تمثيلية منتخبة ، على أساس مبدأ المساواة حفاظا لحق المشاركة في إدارة الشؤون العامة بتحويل السياسة إلى شأن عام والعمل السياسي إلى حق عمومي . فالحقوق المدنية والسياسية لا معنى لها في غياب تعددية سياسية ، على أساس مبدأ التمثيل الذي يؤمن المشاركة السياسية ، والتي هي شرط وجوب للديمقراطية ، والذي يتحقق به كذلك قيام السلطة الدستورية والتشريعية بوصفها ركنا من أركان الدولة الحديثة .
من هنا يبرز الدور الأساسي للأحزاب السياسية ، ليس فقط بكونها منظمات سياسية فحسب ، بل بوصفها المؤطر والفاعل في صناعة السياسات العامة ، سواء من خلال أغلبية برلمانية أو بواسطة آلية قوية للمعارضة تعمل على التأثير في كل قرار رسمي.
إذن فالحديث عن هيمنة الإدارة على القرار والمجال السياسي ، منها ما يعود إلى طبيعة المشاكل ونوعيتها ، الشيء الذي يعمق من الظاهرة في تزايد تغلغل النخب الإدارية داخل النظام السياسي (فقرة أولى)، ومنها ما يرجع إلى وضع رجل الإدارة على مستوى مراكز القرار (فقرة ثانية).
اترك رد