كانت المرأة عند العرب في الجاهلية علی أسوأ حال، فحقوقها مهدورة وكرامتها ضائعة والمجتمع لا يعترف بإنسانيتها وكثيرا ما كان يتألم العربي إذا بشِّر بأنثى “وِاذَا بُشِّرَ اَحدُهم بِالأنثى ظَلَّ وَجهه مُسوَدّاً وهو كظيم. يتوارى من القومِ من سُوء مَا بُشِّر بِه يمسِكه عَلی هونٍ أم يدسُّه فِي التُّرابِ ألا ساء مَا يحكمُون”.
وكانت بعض القبائل تئد بناتها من خشية الفقر و العار و قد نهى الله عن هذه الفعلة البغيضة، و خير مصداق لقولنا ما جاء به القرآن الكریم “وَلاَ تَقتُلُوا أَولادَكم خَشية ِاِملاقٍ نَّحنُ نَرزُقُهم وَ ِإياكم ِانَّ قَتلَهم كانَ خِطأً كبيراً.” وقال ’’وإذا المَــوؤدَة سُئلت بِــأي ذَنبٍ قُـتِلَت”
فالمرأة العربية في الجاهلية قد حرمت الكثیـر من الحقوق و يرسم لنا نابغة العصر العلامة السید أبو الحسن على الحسني الندوي رحمه الله قائلا:
“وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف، تؤكل حقوقها و تبتزّ أموالها و تحرم إرثها، وتعضل بعد الطلاق و وفاة الزوج من أن تنكح زوجاً ترضاه، و تورث كما يورث المتاع أو الدابة”.
و مع ذلك كانت عنصراً بارزاً فی الحياة العامة، ساهمت فيها بنصيب موفور، فكانت تشارك الرجل في كثير من شؤون الحیاة فهي تحتطب وتجلب الماء وتحلب الماشية و تنسج الملابس و المسكن، واغلبهن سافرات يقابلن الضيوف و يتحدثن إليهم و یختون أزواجهن. وكانت المرأة في الجاهلية أيضاً تتبع الرجل في الحروب و تشجعهم و تؤيدهم و تعالج المرضى، و تحمل الماء إلی الجنود و تقاتل إذا اقتضى الأمر…
اترك رد