بمناسبة صدور ميزانية المملكة للعام المالي 1437/1438هـ قال معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر: تحف بميزانية المملكة هذا العام ظروف استثنائية وتحديات صعبة جعلت لها وضعاً مختلفاً ومساراً يراعي التغيرات الحالية، وأحداث المنطقة، وأوضاع الاقتصاد العالمي، ومستويات أسعار البترول. وبرغم شدة الظروف الحافة بالمملكة على المستويات السياسية والاقتصادية، والتوقعات غير المتفائلة من المحللين في الداخل والخارج حول الميزانية العامة للدولة، إلا أن النتائج خالفت التوقعات، فظهرت بيانات الميزانية كاشفة عن اقتصاد متماسك، يتعاطى مع الظروف المحيطة بحكمة، دون أن يكون لها تأثير سلبي كبير على اقتصاد المملكة، وهذا لا يعني أن بلادنا بمعزل عما يحيط بها من ظروف الاقتصاد العالمي، بل هي جزء منه، أو هي العامل الأكبر المؤثر في حركة السوق النفطية خاصة. وتابع معالي الدكتور بدران العمر حديثه قائلاً: ولقد أثبتت المملكة رجاحة فكرها الاقتصادي، ونجاح رسم سياساتها المالية في سنوات الوفرة، فكانت تحسب حسابات المستقبل الذي ربما تضعف فيه التدفقات المالية من سوق النفط، الأمر الذي جعلها تدخر الوفر المالي لديها تحسّباً لمستقبل يتحرك اقتصاده في منحى هابط، وهو ما حصل اليوم، فكان تأثير الانخفاض الحالي في سوق النفط على اقتصاد المملكة أقل من المتوقع لأن الاحتياطات المالية المدخرة من سنوات الوفرة كانت هي الحصن الحصين ضد الظروف الحالية العاصفة. إن هذه السياسة الحكيمة تؤكد مجدداً قوة الموقف المالي للمملكة، ورجاحة الفكر الاقتصادي الذي تتحرك بمقتضاه، وحكمة القرار في توجيه الإيرادات. وحول نصيب قطاع التعليم من ميزانية هذا العام قال معالي الدكتور بدران العمر: إدراكاً من حكومة المملكة –أيدها الله- لأهمية بناء أجيال متعلمة واعية، قادرة على المساهمة في صناعة نهضة الوطن بما لديها من تأهيل علمي ومهارات مكتسبة، فقد جعلت نصيباً كبيراً من الميزانية لدعم قطاع التعليم، إذ بلغت الميزانية المخصصة لهذا القطاع أكثر من (191) مليار ريال، وهذا القطاع هو الثاني من حيث قوة الدعم بعد القطاع الأمني والعسكري، ولا شك أن هذا الدعم الكبير سيساهم في تحسين جودة التعليم، وتنفيذ سياسات جديدة تراعي التحولات الجديدة في مسارات التعليم الحديث بشقيه العام والعالي، كما سيكون بإذن الله عاملاً مساعداً على انحسار دائرة البطالة بما سيعمل عليه من إمداد سوق العمل بالطاقات الشابة المؤهلة القادرة على الإبداع في أي موقع تتولاه. وعن الأدوار المنتظرة من جامعة الملك سعود مع الميزانية الجديدة قال معالي الدكتور بدران العمر: إن لدى جامعة الملك سعود مشروعات استراتيجية طموحة، ومبادرات علمية متنوعة ستستعين على إنجاحها بما ستتلقاه من الدعم من ميزانية هذا العام سعياً منها إلى تحقيق الأهداف التي ترضي قيادتنا وتحظى باستحسانهم. وستستمر الجامعة في مضاعفة جهودها لتحقيق الإنجازات المأمولة منها، والتركيز على الإنتاج المعرفي، وبناء مجتمع المعرفة، مستعينة على ذلك بإمكانياتها العلمية الكبيرة كوادي الرياض للتقنية، ومشروع أوقاف الجامعة، وبرنامج كراسي البحث، وبرامج الابتكار، وبحوثها المتقدمة في علم النانو، وتحالفاتها العلمية مع أكبر الجامعات ومراكز البحث العالمية، وعملها المستمر على جعل طلاب الدراسات العليا جزءاً من الحراك المعرفي، مساهمين بفاعلية في النشر العلمي وحصد براءات الاختراع. واختتم معالي الدكتور بدران العمر تصريحه برفع أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله- لما يقدمه للوطن وأهله من الرعاية والاهتمام، كما شكر سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله- لجهودهما الداعمة لمسيرة الأمن والرخاء التي تنعم بها المملكة، سائلاً الله أن يديم علينا النعمة ويرزقنا شكرها، وينصر جنودنا المرابطين، ويصرف عنا كيد الأعداء والمفسدين.
جامعة الملك سعود وتحسين جودة التعليم
الكلمات المفاتيح:
اترك رد