مؤتمر التغيير في نظرية المنهاج النبوي … د. أحمد الفراك

د. أحمد الفراك أستاذ باحث في الفلسفة والفكر الإسلامي -المغرب
د. أحمد الفراك
أستاذ باحث في الفلسفة والفكر الإسلامي – المغرب

مؤتمر التغيير في نظرية المنهاج النبوي: تنوع بحوثه، وتعدد باحثيه، وشرف ضيوفه…

مقدمة
نظمت مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات بشراكة مع جامعة صباح الدين زعيم، وبتعاون مع مؤسسة وقف دراسات العلوم الإسلامية باستانبول، ومؤسسة وقف الحضارة بنفس المدينة، مؤتمرا علميا عالميا في موضوع: “التغيير في نظرية المنهاج النبوي عند الإمام عبد السلام ياسين: مفهومه وإشكالاته وقضاياه” يومي 16 و 17 يناير / كانون الثاني 2016م.
ويُعد هذا المؤتمر هو الثاني من نوعه المختص ببحث ومدارسة ومناقشة نظرية التغيير عند الإمام ياسين رحمه الله على مستوى عالمي، بعد المؤتمر الأول الذي انعقد بتركيا يومي 1 و2 دجنبر 2012، في موضوع “مركزية القرآن الكريم في نظرية المنهاج النبوي”، بأيام قليلة قبل رحيل صاحبه إلى رحمة ربه في الدار الآخرة.

في نجاح المؤتمر
انعقد بحمد الله تعالى وتوفيقه المؤتمر الدولي الثاني في نظرية المنهاج النبوي بإسطنبول 16 و17 يناير 2016، وقد كان المؤتمر ناجحا من حيث دقة موضوعه، ودلالة مضمونه، وتنوع بحوثه، وتعدد باحثيه، وشرف ضيوفه، ويمكن للمتبع أن يدرك هذا النجاح الكبير في نظري من خلال الإنجازات الآتية:
1 بعدما أعلنت اللجنة العلمية المتابعة لبحوث المؤتمر أنها تلقت عشرات البحوث العلمية القيمة بثلاث لغات في الموضوع “التغيير في نظرية المنهاج النبوي عند الإمام عبد السلام ياسين”، وبعد تحكيمها وتنخيلها تم الاحتفاظ بثلاثين بحثا متميزا من الناحيتين المنهجية والمعرفية.
2- طبع البحوث العلمية في كتاب المؤتمر من مجلدين، أحدهما باللغة العربية في ما يقرب من 800 صفحة، والثاني باللغتين التركية والإنجليزية. من شأنه إغناء المكتبة الإسلامية ببحوث قيمة تفيد المفكرين والباحثين والدعاة في العالم، بعرضٍ هادئ لقضايا تربوية وعلمية وتعليمية واجتماعية واقتصادية وسياسية، وفق منهج يولي أولوية استراتيجية للإنسان قبل الأشياء، وللتربية قبل السياسة، وللعلم قبل العمل.
3- مشاركة واسعة لباحثين ومفكرين وعلماء ودعاة وضيوف من جنسيات مختلفة ومن مراكز علمية وجامعات متنوعة من أوربا وإفريقيا وآسيا وأمريكا، جمعتهم نظرية المنهاج النبوي من حيث عمقها وشموليتها ونموذجيتها.
4- التقاء مئات الباحثين والضيوف والمشاركين والمهتمين من أكثر من 26 دولة في يومين حافلين بالتواصل العلمي والفكري والمعرفي، قلما تسنح فرص للتلاقي والتذاكر وتبادل الخبرات والتجارب في مثل هذه الموضوعات الكبيرة خاصة في ظل الظروف الإقليمية التي تمر منها الأمة المسلمة اليوم.
5- تعميق النظر وتقليب الفكر في موضوعات التغيير في واقع الأمة المسلمة في الحاضر البئيس والمستقبل المنشود، وهي تنهض من غفلةٍ وسباتٍ وفتنةٍ لتتخلص من أدوائها الداخلية والدخيلة، لتبني ذاتها وتصنع كيانها وتنشر خيرها في العالمين، من حيث لا يريد لها أعداؤها التفكير في تغيير أحوالها فضلا عن تجميع أفكارها وتوحيد أقطارها.

6- تأكيد الجميع على أن كتابات الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله أغنت المكتبة الإسلامية المعاصرة بنظرية علمية متكاملة، عالجت موضوع التغيير بعمق وشمولية ومستقبلية عزَّ نظيرها في الكتابات المعاصرة. إذ “على هذا الأصل أسس الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله قوله المفصل في التغيير في نظرية المنهاج النبوي من حيث شمولية المفهوم وعمق المضمون واستراتيجية المعالجة، فليس مفهوم التغيير في نظرية المنهاج النبوي مجرد استبدال وضعية بأخرى في عاجل الزمن أو تحويل أشكال إلى أخرى تعجلا للنتائج، إنما التغيير في النظرية عمل قصدي مركب يتعلق بإعادة بناء أمة وتحصينها من الاختراق الثقافي، وهو ما يستلزم اعتماد استراتيجية ممتدة في الزمن عبر أجيال، تعمل على التعبئة الواسعة للأمة إقناعا لها بجدوى التغيير وضرورته وصعوبته، وتربية لها على المشاركة صبرا وتحملا، فللتغيير آلامه كما له آماله. فإذا كان قصد التغيير التماس أفضل الأحوال وأرقى المنازل والتحرر من أسوئها وأدناها، فذلك لا يتأتى إلا بالمعرفة الدقيقة بأصل الداء فينا المستوجب للتغيير.”[1]

حصد المؤتمر هذا النجاح رغم التوقيف غير المبرر الذي تعرض له من قِبل الأمن التركي مباشرة بعد انتهاء محاضرتين رئيستين تلتا الجلسة الافتتاحية.

[1] مقتطف من أرضية المؤتمر

المصدر: مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ د/ عبد التواب مصطفى خالد معوض
    د/ عبد التواب مصطفى خالد معوض

    مما يجب التأكيد عليه أن هذا المؤتمر كان بمثابة قفزة فريدة من نوعها حيث جاء الموضوع منسجما مع واقع الأمة الذي تحياه على عكس معظم المؤتمرات التي نراها تعالج موضوعات بعيدة عن واقع الأمة أو موضوعات أكاديمية بحتة لاعلاقة لها بواقع الأمة ولن تحرك لها ساكنا بينما جاء موضوع التغيير بثابة مطرقة حادة على رؤوس أمة كادت أن تموت من سباتها العميق الذي لم نشهد له مثيلا في تاريخها القديم والحديث إذ إن انتفاضتها من رقدتها التي طال عليها الأمد في غرفة الإنعاش لاتكون إلا بالتغيير الحقيقي الذي يجب أن يشارك فيه كل مسؤول في الأمة ولقد كان الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله واحد ممن أخذ على عاتقه منهج التغيير الفكري والحضاري والسياسي والاقتصادي بأسلوب دعوي وتربوي في آن واحد وهذا مايجب أن يكون.
    أخيرا أقدم خالص شكري وتقديري لمن قاموا بإدارة المؤتمر ومابذلوه من جهد مشكور أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم.

اترك رد