الندوة الدولية المبيدات وأثرها على البيئة وصحة الانسان والحلول البديلة

محمد نو – شبكة ضياء

احتضنت كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية التابعة لجامعة مولاي اسماعيل خلال 3 ايام ندوة علمية بمشاركة باحثين وخبراء مغاربة واجانب لتدارس التحديات التي تواجه استعمال المبيدات الزراعية واثرها على البيئة وصحة الانسان و الحلول البديلة.

وقد تطرق المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظم بتعاون مع الجمعية المغربية للبيئة والتنمية المستدامة الى تعريف مختلف انواع المبيدات والمواد المستعملة في المجال الفلاحي لوقاية الصحة النباتية وتحسين المنتوج وكذا اكراهات استعمال المبيدات والمخاطر المرتبطة بها على مستوى صحة المستهلك والبيئة على اعتبار انها من اهم واخطر ملوثات البيئة باحتوائها على مواد كيماوية تستخدم لمكافحة الافات كما تؤثر على جميع الكائنات الحية.

وفي افتتاح هذه المناظرة التي حضرها ثلة من الاساتذة الباحثين والطلبة الدكاترة الى جانب ممثلي بعض المصالح الخارجية، اكد عميد كلية العلوم والتقنيات احمد ايت حو على الاهمية التي يكتسيها تنظيم مثل هذه التظاهرات العلمية ودور الجامعة في التكوين ونشر المعرفة وتعزيز البحث العلمي خدمة للتنمية

وبدوره، أكد رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية المستدامة، عبد المالك دحشور أستاذ الكيمياء بمعهد الزراعة والبيطرة أن تنظيم الندوة يندرج في إطار التنوير والتحسيس والمحافظة على البيئة وصحة الإنسان. وقد سبق للجمعية أن شاركت في تنظيم تظاهرات دولية تناولت المبيدات والبيئة، التغيرات المناخية ، المواد المعدنية…

ومن الأهداف المتوخاة كذلك ، تجديد المفاهيم ، على اعتبار أن ميدان المبيدات جد متغير ، كما أن مستعمل المبيدات يعتقد أنها الخلاص من الأمراض التي تصيب الزراعة في حين أن توظيفها بطريقة مفرطة وعشوائية يؤدي إلى نتائج عكسية.

وفي هذا الصدد، أكد على ضرورة الاعتماد على مواد صديقة للبيئة لديها قابلية للانكسار في وقت قصير لتفادي التأثيرات الجانبية على صحة الإنسان والمحافظة كذلك على المحيط البيئي، بالإضافة إلى كون استعمال المبيدات غير مؤطر بما فيه الكفاية لأنها متنوعة واستعمالها جد معقد; فإن رئيس الجمعية دعا إلى ضرورة احترام القانون المؤطر وتقليص استعمال المبيدات من خلال اعتماد طرق وآليات تعمم عن طريق الإرشاد لتفادي مخاطرها.

وعلاوة على الغموض الذي يكتنف استعمال المبيدات التي تحتوي على مواد مركزة تؤثر على جميع الكائنات كما تستطيع ان تؤثر على الفرشة المائية، هناك بعض المبيدات الممنوعة التي لازالت تستعمل في المغرب مثل الكلور الذي يستعمل لمحاربة بعض الحشرات الا انها توظف عشوائيا في المجال الفلاحي. ومن بين النقط التي تناولها رئيس الجمعية كذلك ضرورة تنظيم لقاءات تواصلية وتحسيسية كما ان الدولة مطالبة بمزيد من الجهود لتاطير وتكوين المرشدين الفلاحين لمساعدة الفلاح على عقلنة استعمال المبيدات.

اضافة الى كون المصالح المختصة مطالبة بمراقبة المواد والسلع الموجودة في السوق على غرار المواد والموارد المهيأة للتصدير لطمأنة المستهلكين، يجب تنبيه المستعملين الى بعض المبيدات المهربة غير مرخصة تأتي من الشمال او من الجنوب نظرا لخطورتها الكبيرة.

ولتثمين المواد الفلاحية والموارد الوراثية والنباتات الطبية والعطرية التي تزخر بها جهة درعة تافيلالت، يجب ادراج لقاءات تواصلية تكوينية دراسية حول المبيدات الواجب استعمالها بالطرق المناسبة وذلك باشراك كل مكونات المنظومة الفلاحية والباحثين الرائدين في هذا المجال.

اما في مداخلته اكد لحسن الوثيق، استاذ باحث بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، منسق هذه التظاهرة العلمية، ان موضوع استعمال المبيدات اصبح يحضى اكثر من كل وقت مضى باهتمام الجميع وكل واحد يسهر على حماية جسده من خلال تناول مواد نظيفة وسليمة وبقدر ما تشكل المبيدات خطرا على البيئة وعلى صحة الانسان على اعتبار انها مصدر بعض الامراض التي تمس بالجهاز العصبي وتسبب حالات خطيرة بعد مرور 10 سنوات حسب الموروث الجنيي لكل فرد، فان استعمالها ضروري جدا لضمان منتوج احسن يلبي حاجيات السكان ويساهم في توفير التغذية .

وفي هذا الصدد اكد منسق التظاهرة ان الباحثين منكبين على البحث عن مواد بديلة توفر الانتاج الكافي بدون اضرار جانبية تهدد سلامة البيئة وتمس بصحة الانسان.

وانسجاما مع هذه الاهداف وغيرها، يتضمن برنامج اللقاء محاضرات مرجعية الى جانب اكثر من 40 مداخلة شفاهية و 50 عرضا في شأن الدراسات والبحوث التي هي في طور الانجاز بمساهمة من الطلبة الدكاترة على المستوى الوطني .

وفي المحاضرة الافتتاحية، اكد جون كلود استاذ باحث من اصل فرنسي متقاعد له تجربة في المجال، سبق وان اشتغل في العديد من البلدان لفائدة مجموعة من الهيآت الدولية عن انعدام التواصل الكافي في اوساط الفلاحين الذين يحتاجون الى التكوين المستمر. وفي هذا الصدد دعا الى ضرورة توظيف مرشدين لتولي مهمة التحسيس والتعبئة الشاملة لفائدة الفلاحين لعقلنة استعمال المبيدات واستحضار المخاطر الناجمة عن التوظيف العشوائي لهذه المواد في الانتاج الفلاحي.

وقد تناولت المداخلة الموالية المقاربة النفسية والاجتماعية في شان استعمال المبيدات مع تقديم نتائج الدراسات الميدانية المنجزة.

وحسب الطالبة بوشرى بريش، تخصص كيمياء، عن المركز الوطني لمحاربة التسمم، باحثة في المبيدات الحشرية، ان الهدف من المشاركة في هذه التظاهرة هو ربط جسور التواصل مع الخبراء والفاعلين في المجال كما يجب السهر على حماية المستهلك و الفلاح الذي يستعمل هذه المواد السامة يوميا في الحقل وكدا في المنازل. ومن بين التوصيات التي يمكن اقتراحها لضمان استمرارية النقاش خاصة في معالجة هذه المواضيع الحساسة في الدورة المقبلة معالجة الامراض الخطيرة التي تسببها هذه المواد كمرض السرطان والباركنسون وكل الامراض التي تمس الجهاز العصبي بالخصوص.

وخلال الجلسة الختامية التي خصصت لتقييم أشغال الملتقى وتدارس التوصيات، عبر المنظمون عن ارتياحهم بخصوص النتائج التي تم تحقيقها في هذا اللقاء كما شكروا اللجنة التنظيمية محليا وكذا كل الاشخاص والمؤسسات الذين واكبو وساهموا في التحضير المادي والمعنوي لهذه التظاهرة العلمية حول استعمال المبيدات وأثرها على الصحة والبيئة والحلول البديلة بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ مبارك محمد هرون

    نسعى أن شاء الله أن نحقق تنمية فى السودان

اترك رد