المنتدى العلمي الأول: بناء القدرات وتشجيع السلوك المسؤول للأبحاث السريرية

كشف رئيس المجلس الأعلى للصحة معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، العزم على تشكيل لجنة عليا مختصة بدراسة موضوع التجارب الإكلينكية باستخدام الخلايا الجذعية، “لكون هذا النوع من الأبحاث يتطلب خبرات علمية مختصة”،سيكون من مهامها رفع مقترح لوائح لإجراء البحوث السريرية”.
جاء ذلك خلال رعاية معاليه افتتاح المنتدى العلمي الأول المشترك حول الأبحاث السريرية تحت شعار (بناء القدرات وتشجيع السلوك المسؤول للأبحاث السريرية)، الذي عقد صباح امس الخميس في مبنى جامعة الخليج العربي في المنامة، بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية.
وأكد معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، على أن المجلس يدعم البحوث السريرية التي تهدف إلى النهوض بالخدمات الصحية، وتسهم بدعم وتوفير علاجات جديدة للمرضى، على أن يكون ذلك ضمن إطار ومعايير أخلاقيات ملزمة، ومن خلال تنفيذ لوائح مبنية على أسس صلبة تضمن حقوق المريض والباحث معاً.
وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة، إن المجلس سيعمل على مواكبة التطورات في مجال الأبحاث الإكلينيكية، لاسيما في مجال استخدام الخلايا الجذعية التي تعتبر تحدياً يتطلب إتباع لوائح مشددة تضمن الالتزام بأخلاقيات البحوث وضمن الأطر الشرعية، لافتاً إلى أن العمل على إعداد الآليات المنظمة للأبحاث السريرية ستجرى على ثلاث مراحل: الأولى تتمثل في إعداد اللوائح والأنظمة، والثانية بناء القدرات، والثالثة تطبيق الأبحاث.
هذا، ويهدف المنتدى الذي يجمع كوكبة من الخبراء الدوليين والإقليميين، للمساهمة في وضع الأسس لمشروع القواعد والاشتراطات والبنود التي سيعتمدها المجلس الأعلى للصحة لتنظيم إجراء البحوث السريرية ومتابعة جميع مراحل تنفيذ الأبحاث السريرية الذي تصدر موافقة من الهيئة على إجرائها، للتأكد من التزامها بالاشتراطات الفنية اللازمة والحرص على حماية صحة وحقوق المتطوعين خلال إجراء البحوث السريرية.
من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم الجلاهمة إن المنتدى يهدف إلى بناء القدرات الوطنية في مجال مراقبة البحوث الإكلينيكية والخروج بلائحة تتضمن المعايير التي تحكم عمل لجان أخلاقيات البحث العلمي في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، بحيث تكون هناك جهة موحدة تضمن إجراء البحوث السريرية في هذه المؤسسات ضمن الأطر المرخص لها وتضمن في الأساس سلامة المرضى المشاركين في الأبحاث، مشيرة إلى أن المعايير الوطنية لأخلاقيات البحث التي تحكم ممارسات الباحثين والتي يسعى هذا المنتدى للخروج بها، ستسترشد بمعايير منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية الأخرى، بحيث تضمن وجود لجان أخلاقيات البحث القادرة على توفير مراجعة مستقلة لجميع البحوث السريرية، وتوفر نظام رقابي مستدام لمراقبة الأخلاقيات البحثية الواجب على الباحث الإلتزام بها.
إلى ذلك، قال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي، إن هذه المبادرة التي تطلقها الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية خلال هذا المنتدى ستساهم في وضع القطاع الصحي في مملكة البحرين على مسار التوجه الحديث والذي تمضي فيه الكثير من الدول للانتقال من الطب العام إلى الطب الشخصي، بهدف توفير علاج ورعاية صحية فاعلة تقوم على خصائص البيئة والخلفية الجينية لمجتمع البحرين، مؤكدا “ان جامعة الخليج العربي ايمانا منها بهذا التحول الحديث في تقديم الخدمات الصحية اخذت على عاتقها الريادة بعدة مبادرات تنصب حول صناعة المعرفة الصحية للمساهمة في تطوير القطاع الصحي في مملكة البحرين وفي دول الخليج العربية”.
وفي السياق، استعرض الدكتور العوهلي جهود جامعة الخليج العربي في مجال دعم مسيرة البحوث العلمية في مملكة البحرين ودول الخليج العربية والتي أثمرت تأسيس الجامعة مركزا للابحاث الاكلينيكة، وهو ينفذ اليوم باكورة ابحاثه السريرية على دواء لتخفيف آلام مرض السكلر، كما إطلاق برنامج ماجستير الطب الشخصي كأول برنامج في هذا التخصص على مستوى الوطن العربي، وانتاج أول حيوان مخبري معدل وراثيا في إنجاز علمي رائد بفكر عربي وجهود عربية، موضحا ان جامعة الخليج العربي على استعداد للمشاركة بخبراتها وتخصصاتها في جميع المبادرات الرائدة والنيرة، خصوصا في مجال صناعة المعرفة الصحية.
شهد المنتدى على مدى جلستين مناقشة آليات إنشاء لجان أخلاقيات الأبحاث السريرية بمشاركة مجموعة واسعة من الأكاديميين والأطباء والباحثين والقيادات الإدارية الصحية في مملكة البحرين، وبمشاركة البروفيسور الأمريكي هنري سيلفرمان، أستاذ الطب بجامعة ميرلاند الأمريكية، الذي قدم ثلاث جلسات عمل حول خطوات تأسيس القواعد المنظمة للجنة أخلاقيات الأبحاث السريرية، إذ نسق أعمال الجلسات مدير مركز الأبحاث السريرية بجامعة الخليج العربي الدكتور عادل مذكور.
وفي جانب متصل، قدم مدير إدارة الدراسات السريرية بالهيئة العامة السعودية للغذاء والدواء، الأستاذ عبدالله حمد الحتارشة إستعراضاً لجهود الهيئة العامة السعودية للغذاء والدواء لتنظيم الأبحاث السريرية، مشستعرضا ما مرت به اللجنة من مراحل تضمنت وضع اللوائح والأنظمة الخاصة بإجراء الأبحاث السريرية، وإنشاء اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية، والمشاركة العالمية في المجلس الدولي لمواءمة المتطلبات التقنية للأدوية للاستخدام البشري، للاستفادة من الأدلة الإسترشادية التي توفرها المنظمة.
وفي ختام حفل الافتتاح كرم رئيس المجلس الأعلى للصحة معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة كلا من الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي والاستاذ الدكتور عبد الله حمد الحتارشه والبروفيسور هنري سيلفرمان لمساهمتهم في دعم تنمية الأبحاث الطبية والمشاركة في تطوير النظم واللوائح لحماية حقوق المرضى المتطوعين في إجراء البحوث في مملكة البحرين.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد