مراحل النقد الأدبي والتحديث فيه بمصر .. د. معراج الدين الندوي

الكاتب: د. معراج الدين الندوي  رئيس التحرير لمجلة التلميذ (كشمير)، الدوحة بدولة قطر البريد الالكتروني: merajnadvi@gmail.com
الكاتب: د. معراج الدين الندوي
رئيس التحرير لمجلة التلميذ (كشمير)، الدوحة بدولة قطر
البريد الالكتروني: [email protected]

النقد هو استعداد انسانی ومیل فطری فی أساسه، فما من شخص طبیعی إلا وله تصورات وآراء متنوعۃ تبدو معجبۃ أو متحفظۃ أو رافضۃ لمشاهد مختلفۃ وأفكار ونظریات یبدیها الآخرون. ومن هذه النوازع الفطریۃ بدأت فكرۃ النقد ولكنه یحتاج إلی موهبۃ خاصۃ، وإلی ثقافۃ منوعۃ ومنظمۃ، وهكذا یمكن أن نقول ان كل أدب إبداعی یصاحبه نقد وأنه علی قدر نشاط الإبداع الأدبی وتنوع أشكاله ودرجته من الجودۃ یكون النقد، ویمكننا أن نراقب هذا التوازی فی بدایات النقد القدیم دون صعوبۃ، فقد ظهر أرسطو ناقداً وألف كتابه ”الشعر” عن فن المسرح زمن ازدهار المسرح الإغریقی فی القرن الخامس قبل المیلاد، وفی النقد الأدبی العربی آثار المتنبی حول شعره حركۃ نقدیۃ ضخمۃ سواء لإبراز تفوق موهبته أم لإظهار إحالاته وسرقاته وأخطائه، أم لإجزاء الموازنات والوساطۃ بین ماتفوق فیه وما هو منذ ذلك.
لقد جری عرف الباحثین بأن العصر الحدیث یبدأ مع نزول الحملۃ الفرنسیۃ فی مصر (1798م) اعتماداً علی أن هذه الحملۃ حققت الاتصال بین أوربا والشرق العربی، هذا الاتصال الذی ترك آثاراً عمیقۃ فی الحیاۃ الثقافیۃ والإجتماعیۃ، والعلمیۃ والسیاسیۃ فی مصر وإن یكن من الواضح لكل أن هذا الامتداد الزمنی الذی تجاوز القرنین لم یكن كله مؤثرا فی العلوم الإنسانیۃ، وربما فی النقد الأدبی خاصۃ، الذی تأخر أخذه بأصول المناهج الغربیۃ ربما إلی أوائل القرن العشرین، وكذلك تختلف مراحل التأثر وصوره واتجاهاته، اذ كان تأثیر الثقافۃ الفرنسیۃ غالباً فی مرحلۃ، والإنجلیزیۃ فی مرحلۃ أخری. إن محمدعلی أرسل البعثات المصریۃ لدراسۃ العلوم الحدیثۃ إلی فرنسا، وكان رفاعۃ الطهطاوی بمثابۃ ”مقدمۃ“ للتعریف بالحضارۃ الغربیۃ وتبعه علی مبارك، وظل التأثیر الفرنسی غالباً فی مصر.
إن العصر الحدیث إذا رجعنا إن التقسیمات الغربیۃ، قدیبدأ من عصر النهضۃ الأوربیۃ، فی القرن الخامس عشر أو السادس عشر، وقد أعید فیه بناء الكلاسیكیۃ بما عرف بالكلاسیكیۃ الجدیدۃ وأعقبتها الرومانسیۃ ثم الواقعیۃ، فالرمزیۃ أما النقد الأدبی فقد تأخرت فیه حركۃ الحداثۃ حتی بدایات النصف الثانی من القرن ا لعشرین فإن میلاد النقد العربی الحدیث یعود فی الأساس وكما أشار إلی ذلك الدكتور یوسف نجم إلی ثلاثۃ أعمال وهی علی التوالی:
مقدمۃ إلیاذۃ هومیروس، لسلیمان البستانی وتاریخ علم الآداب عند الإفرنج والعرب و فكتور هوجو، لروحی الخالدی ومنهل الوراد فی علم الانتقاد، لقسطاكی الحمصی.
ومع أن أغلب هذه الكتب تندرج فی باب الأدب المقارن، فإنها تعد وثائق هامۃ فی تاریخ النقد العربی الحدیث نظرا لما تطرحه من تصورات ومفاهیم حول الأدب.

للاطلاع على المقالة


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد