الأدبُ التَّفاعليّ ودَوره في خِدمَة القضَايا العَربيّة .. د. محمد مبارك البندارى

د/ محمد مبارك البندارى عضو هيئة التدريس فى جامعتى الأزهر وأم القرى
د/ محمد مبارك البندارى
عضو هيئة التدريس فى جامعتى الأزهر وأم القرى

نُطلق على الأدب الإلكتروني ” الأدب التفاعلي ” ترجمة لـــ Interactive Literature ؛ لأنَّه في الحقيقة تبيان لحالة التَّوصيل ، أو وصف لأداة التَّوصيل وليس صفة للمادة المحمولة ؛ لذا نجد البعض يسمّ هذه الحالة بـــ ” بالحالة التّفاعلية لنقل النص الأدبي ” ، أو ” النّص المفعّل ” وليس ” النّص التَّفاعلي ” .
وعرفه الناقد / ” سعيد يقطين بأنَّه” : مجمُوع الإبداعات ( والأدب من أبرزها) التي تولَّدت مع توظيفِ الحاسُوب، ولم تكن موجُودة قبل ذلك، أو تطوَّرت من أشكالٍ قديمةٍ، ولكنَّها اتَّخذت مع الحاسُوب صُورًا جديدة في الإنتاجِ والتلقّي .
إذن فالأدب التفاعلي بيان للعلاقة القائمة بين الأدب والتكنولوجيا ،وهو جنس جديد في الإبداع الأدبي، يتمثل في مجموعة جديدة من الأشكال الأدبية، مثل الرواية الترابطية ، والمسرح الترابطي ، والشعر الإلكتروني… وتخضع هذه الأشكال في بنائها لمفهوم جديد من مفاهيم النصوص، وهو مفهوم النص المترابط، وهو مفهوم وضعه تيودور ه.نيلسون في العام 1960م ، ليشير إلى شكل للنص الإلكتروني، وتكنولوجيا المعلومات الجديدة بشكل جذري، وأسلوب النشر.
وانطلاقًا من هذا المفهوم يعد الأدب التفاعليّ أدباً إلكترونيًّا، يعتمد على النشر الإلكتروني، وعلى تكنولوجيا المعلومات المعاصرة بكل ما تتيحه من إمكانات الاتصال المتعددة: الصورة، والصوت، والحركة والكلمة المكتوبة .
ويبدو أن المستقبل لأدباء الإنترنت ؛ لأن هناك ثمّت ارتباط عِليّ بين الأدب التفاعلي وتكنولوجيا الاتصال المعاصرة، هذا الارتباط يضعنا في قلب الاتصال المعاصر تقنية ونظرية، ويربط تاريخ هذا الجنس الأدبي الجديد بتاريخ تكنولوجيا الاتصال ؛ فالأدب التفاعلي لم يكن ليظهر لولا التطورات التي شهدتها وسائط الاتصال، وخاصة الحاسوب الإلكتروني في الفترة الأخيرة .
وغالبًا ما يتضمن الكلام عن هذا الجنس الأدبي الجديد الإشارة الى رواية/ ميشيل جويس “قصة الظهيرة” التي ظهرت في العام 1986م،بوصفها أول رواية تفاعلية، ويعنينا تاريخ ظهورها لكونها مفتتح الأدب التفاعلي، ففي حقبة الثمانينيات حدث التَّحول العظيم في صناعة الحاسُوب ” الكمبيوتر “الشَّخصي الذي يرتبط به ظهور الأدب التَّفاعلي .

الأدبُ التَّفاعليّ ودَوره في خِدمَة القضَايا العَربيّة


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ محمد مبارك الشاذلى البندارى
    محمد مبارك الشاذلى البندارى

    قال المتنبي في قصيدته ” من الجآذر في زي الأعاريب :- :

    حُسْنُ الحِضارَةِ مَجلُوبٌ بتَطْرِيَ…
    ةٍوَفي البِداوَةِ حُسنٌ غيرُ مَجلوبِ
    أينَ المَعيزُ مِنَ الآرَامِ نَاظِرَةً…
    وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطّيبِ
    أفدِي ظِبَاءَ فَلاةٍ مَا عَرَفْنَ بِهَا…
    مَضْغَ الكلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ

  2. الصورة الرمزية لـ بوبكر
    بوبكر

    السلام عليكم …موضوع مميز وممتاز …حقيقة أن الوسائط التكنولوجية لتواصل أحدثت ثورة كبيرة وغيرت واقع الكتابة القصصية أو الرواية أو الشعر أو المقالة وأصبح الكاتب والمثقف لا يجد صعوبات في التواصل مع أكبر العلماء في مختلف التخصصات وقد يجد من يساعده ويشاركه في تنمية قدراته ويزده علما وربما نصحه وهذا من إيجابيات الوسائط التواصلية التي غيرت الكثير والكثير فقط يجب أن تكون هناك أخلاق في صحة مايكتب المثقف من أدب أو علوم ….لا يجب أن يسرق ويدعي أنه من إنتاجه وهذا والله لعار وهو عمل الصغار لا الكبار وهو من الصغار ومن حقارة النفس ومن هبوط الهمة وقلة الثقة بالنفس وعدم محاسبة الضمير يجب أن نستغل هذه الوسائط التكنولوجية الحديثة من التويتر والفياسبوك وغيرها من الوسائط التي ربما لا أعلمها في نشر العلم ونشر الإبداع ونشر الأخلاق ونشر الحب في الناس ونشر حيزا كبير من الوعي في الأمة حتى ينال الجر الكبير …أشكر صاحب النص لقد حاولت أن أقرأ النص رغم التشويش الذي حصل في ذهني محاول طرد أفكار كثيرة كانت تلا حقني شكرا لكم كما أشكر أصحاب ها الموقع الرائع الذي فتح لنا نافذة للحوار والكتابة والتعليق وقراءة المقالات بسهولة شكرا شكرا شكرا أبوبكر أم البواقي الجزائر من هواة كتابة القصة والمسرح …

    1. الصورة الرمزية لـ محمد مبارك الشاذلى البندارى
      محمد مبارك الشاذلى البندارى

      شكرا لك الأديب الجزائري الأستاذ أبو بكر
      ومقالي عبارة عن تسليط الضوء على مفهوم ومزايا ودور الأدب التفاعلي في العصر الحديث ، ومحاولة لتلخيص
      كتاب الأدب التفاعلي للدكتورة فاطمة البريكي
      وأدعوك لقراءته قراءة متأنية …
      شكرا لك مرة أخرى وسعيد بكلماتك الطيبة

  3. الصورة الرمزية لـ سلوى قنديل
    سلوى قنديل

    انظر بحث ( شعرية النص العنكبوتي) للفلسطيني عزالدين المناصرة في مجلة فصول المصرية عام 2011 المنشور في كتابه ( علم التناص والتلاص 2006)… حيث استخرج كل خصائص النص الالكتروني الفلسفية.

اترك رد