
عضو هيئة التدريس فى جامعتى الأزهر وأم القرى
نُطلق على الأدب الإلكتروني ” الأدب التفاعلي ” ترجمة لـــ Interactive Literature ؛ لأنَّه في الحقيقة تبيان لحالة التَّوصيل ، أو وصف لأداة التَّوصيل وليس صفة للمادة المحمولة ؛ لذا نجد البعض يسمّ هذه الحالة بـــ ” بالحالة التّفاعلية لنقل النص الأدبي ” ، أو ” النّص المفعّل ” وليس ” النّص التَّفاعلي ” .
وعرفه الناقد / ” سعيد يقطين بأنَّه” : مجمُوع الإبداعات ( والأدب من أبرزها) التي تولَّدت مع توظيفِ الحاسُوب، ولم تكن موجُودة قبل ذلك، أو تطوَّرت من أشكالٍ قديمةٍ، ولكنَّها اتَّخذت مع الحاسُوب صُورًا جديدة في الإنتاجِ والتلقّي .
إذن فالأدب التفاعلي بيان للعلاقة القائمة بين الأدب والتكنولوجيا ،وهو جنس جديد في الإبداع الأدبي، يتمثل في مجموعة جديدة من الأشكال الأدبية، مثل الرواية الترابطية ، والمسرح الترابطي ، والشعر الإلكتروني… وتخضع هذه الأشكال في بنائها لمفهوم جديد من مفاهيم النصوص، وهو مفهوم النص المترابط، وهو مفهوم وضعه تيودور ه.نيلسون في العام 1960م ، ليشير إلى شكل للنص الإلكتروني، وتكنولوجيا المعلومات الجديدة بشكل جذري، وأسلوب النشر.
وانطلاقًا من هذا المفهوم يعد الأدب التفاعليّ أدباً إلكترونيًّا، يعتمد على النشر الإلكتروني، وعلى تكنولوجيا المعلومات المعاصرة بكل ما تتيحه من إمكانات الاتصال المتعددة: الصورة، والصوت، والحركة والكلمة المكتوبة .
ويبدو أن المستقبل لأدباء الإنترنت ؛ لأن هناك ثمّت ارتباط عِليّ بين الأدب التفاعلي وتكنولوجيا الاتصال المعاصرة، هذا الارتباط يضعنا في قلب الاتصال المعاصر تقنية ونظرية، ويربط تاريخ هذا الجنس الأدبي الجديد بتاريخ تكنولوجيا الاتصال ؛ فالأدب التفاعلي لم يكن ليظهر لولا التطورات التي شهدتها وسائط الاتصال، وخاصة الحاسوب الإلكتروني في الفترة الأخيرة .
وغالبًا ما يتضمن الكلام عن هذا الجنس الأدبي الجديد الإشارة الى رواية/ ميشيل جويس “قصة الظهيرة” التي ظهرت في العام 1986م،بوصفها أول رواية تفاعلية، ويعنينا تاريخ ظهورها لكونها مفتتح الأدب التفاعلي، ففي حقبة الثمانينيات حدث التَّحول العظيم في صناعة الحاسُوب ” الكمبيوتر “الشَّخصي الذي يرتبط به ظهور الأدب التَّفاعلي .
اترك رد