شهدت مدينة الدوحة بقطر يومي 16 و17 فبراير 2016 أعمال المؤتمر الثاني عشر لحوار الأديان، المنظم من طرف مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، تحت عنوان: “الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية”، وذلك بمشاركة عدد كبير من المهتمين بالحوار الديني والتقارب الحضاري، والمؤمنين بقيم التساكن والتعايش والتقارب.
وقد شاركت ضمن أشغال هذا المؤتمر بورقة بحثية في موضوع: “فقه التعايش ودوره في تقوية الأمن الروحي وتعزيز التواصل الفكري”.
وهذا ملخص الورقة البحثية:
يعيش إنسان هذا العصر ويلات تطرف يجنح به إلى التقاتل والتصارع والبغضاء، ويقطع بما استنبطه بعقله المريض، وفكره السقيم جسور المحبة الإنسانية، والتواصل الفطري بين من خاطبهم الله تعالى بقوله: يَا بَنِي آَدَمَ؛ بما هي فضاء فسيح، ودائرة واسعة لتدبير الاختلاف الإنساني، وإرساء أسس التواصل الفاعل الباعث على احترام الآخر، وتقبل وجوده، واحترام معتقده، وتسيير العلاقات بين البشر على مدارج الخدمة والتسخير والتعاون.
وقد استند من سلكوا هذا المسلك على النصوص الدينية ليستبيحوا الأرواح والأعراض والأموال، ويستبلدوا العقول الكالة، والنفوس الضعيفة؛ ويُظهروا الإسلام ورسالته الحانية في صورة دين متعطش للدماء، مغرق في البطش والقتل والاعتداء، والدِّين منهم بريء مُنَزَّه عن أقوالهم وأفعالهم.
ولا شك أن من ينظر في تعاليم الإسلام، ويتفرس في نصوصه، ويتدبر حقائقه، ويستصحب مقاصده يجد روحا للتعايش والتواصل والتساكن تسري بين ثناياها، ويقف على قواعد ناظمة للعلاقات الإنسانية يطبعها التسامح والمودة والرحمة في سمو وتجرد يرتفع بالإنسان في مدارج الرقي الفكري، والصفاء الروحي. وهو ما سنعمد إلى استجلائه، وبيان دوره في تحقيق الأمن الروحي، والتقارب الديني، والتواصل الفكري، مبرزين أثر الدين وتعاليمه الداعية إلى التعايش في تقوية الأمن الروحي والفكري، وصيانة الحريات الدينية والفكرية.
وفي وقت تعالت فيه أصوات الإقصاء والذبح والتنكيل، وسالت فيه دماء تلو دماء باسم رب كريم، ودين عظيم، وأصبح للفكر الذي يلغي الآخر، ويصادر وجوده، ويقتل إنسانيته الحظوة والمكانة في نفوس البعض ممن ينتسب للإسلام، ويُنصب نفسه ناطقا باسمه، مدافعا عن قيمه، وارثا لتعاليمه؛ تمسي معه الحاجة ملحة للتصدي لبيان تهافت هذا الفكر الإقصائي، وانفراط ارتباطه بالإسلام، وتداعي أفكاره واعتقاداته.
وقد كان الباعث على الاشتغال على هذا الموضوع -إضافة إلى ذُكر- إظهار الوجه المشرق لرسالة الإسلام الذي حَجبت أنواره وسماحته أخبار القتل والذبح والتمثيل باسمه، ومنابر إنتاج الكراهية، وأدوات زرع الأحقاد والبغضاء والعداوة بين بني الإنسان.
وقد انتظم هذا البحث -بعد هذه المقدمة- إلى مبحثين:
– أبرزت في المبحث الأول أسس فقه التعايش والتواصل الإنساني في الإسلام ومنطلقاته، ومرجعيته الفكرية، وأساساته التشريعية التي تجلت من خلال نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وواقع المرحلتين النبوية والراشدية.
– عَمَدْت في المبحث الثاني إلى كشف دور هذه الأصول الشرعية الإنسانية الجامعة في تقوية الأمن الروحي، وتعزيز التواصل الفكري، والتفاعل الحضاري، وصيانة الحريات الدينية.
– ثم أتيت بخاتمة جمعت فيها عناصر البحث وتوصياته وخلاصاته.
فقه التعايش ودوره في تقوية الأمن الروحي وتعزيز التواصل الفكري .. د. المصطفى الحكيم
من طرف
الكلمات المفاتيح:
الآراء
-
موضوع مميز وهام ورائع ….كم نحن في حاجة ماسة للأمن الروحي والفكري وعندما تركنا اديننا الحنيف الذي جاء ليخرج الانسان من ظلم العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا لى سعة الدنيا والآخرة أصبحنا نتناحر ونتقاتل ونتباغض وقطعنا رحمنا وغشنا الغم والهم والحزن نأكل ونلبس ولا نشعر بالراحة والسعادة بل شقاء ….لكي نتعايش يجب ان نعرف أخلاق التعايش وقد كان رسولنا قدوة وأسوة حسنة ويكفي أنه كان يعامل أهل الذمة الذين كانوا يظلمونه ….نحن مطالبين أن نعود إلى الكتاب والسنة ونأخذ منهما كثير من التعاليم ….
-
موضوع ممتاز ويشكل أهمية في الوقت الراهن .
فالإسلام قد دعا إلى التوحد، فالشريعة الإسلامية تخاطب جميع بني آدم بدون تميز بسبب الأصل أو الجنس أو اللغة. فمن المعلوم لدى فقهاء الشريعة الإسلامية أن بلاد المسلمين جميعها تعتبر دارًا واحدة مهما تعددت أقاليمها. -
شكرا لكم على هذه المبادرة الطيبة وخصوصا في مسالة اختيار . ونرجوا من سيادتكم المحترمة أن تعلمونا مبكرا بهذه الملتقيات قصد المشاركة فهي تهمنا كثيرا …
-
شكرا لهذه الشبكة الرائدة الداعمة لمسارات التميز العلمي والإشعاع الفكري وتحية عالية لمديرها الدكتور المكرم زكريا السرتي والعاملين بها
اترك رد