لما كانت هوية العمران العربي تعاني – تماما كمجتمعنا – من فقدان الوعي بمعنى ضبابية الرؤية الكلية للماضي والحاضر والمستقبل ، وتئن من التخبط في تيه اشكاليات الاصالة والمعاصرة ، المحلية والعولمة ، الوحدة والتجزئة ، الظاهر والباطن ، المادية والانسانية … وغيرها الكثير الذي يعاني منه مجتمعنا العربي ..
ولما كانت الهوية التي نعنيها أبعد ماتكون عن تلك الاشكال والزخارف الظاهرية .. بل انها تعد الانعكاس الصادق للانتماء للذات الانسانية وطبائعها والمجتمع و قيمه وأعرافه والاحترام العميق للمكان وخصائصه وأن الهوية تولد من داخلنا وبداخلنا وتنمو وتتشكل بما نعاصره
ولكي تعيش معنا وتواجه تحديات واقعنا فهي تحتاج الى الكثير من المرونة بدرجة تكفي للتوافق مع متغيرات حياتنا ومستجداتها وفي الوقت نفسه الصلابة التي تفرض استمرارية ثوابت قيمنا ومبادئنا ..
و لعله بات محتما علينا أن نراجع انفسنا لنعي اسباب فقداننا لهويتنا ودور كل منا في هذا الفقد وبالتالي مسئوليته تجاه تجاوز تلك الازمة التي تواجه مجتمعنا و عمراننا منذ عقود ..
من اجل هذا حرصت كلية الاداب والعلوم الانسانية بالاشتراك مع مركز بحوث التراث والحضارة وكلية الهندسة وكلية السياحة والفنادق ومركز تحقيق المخطوطات على معالجة هذه الاشكالية بعقد المؤتمر العلمى الدولى الثالث لدراسات التراث والحضارة تحت عنوان الثقافة العربية والعمران فى الفترة من 8-9 مارس 2016 فى رحاب جامعة قناة السويس بالاسماعيلية وتحت رعاية كريمة من الاستاذ الدكتور ممدوح مصطفى غراب رئيس الجامعة والاستاذ الدكتور عاطف محمد ابو النور نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على كليتى الاداب والعلوم الانسانية و السياحة والفنادق وتحت رئاسة الاستاذالدكتور حسن عبد العليم يوسف والامانة العامة للمؤتمر الاستاذ الدكتور مرسي السيد مرسي الصباغ وبمشاركة اكثر من خمس واربعين باحثا وعالما من سبع دول عربية بالاضافة الى مصر ….
وبعد مناقشة أبحاثهم والتى دارت حول خمسة محاور متنوعة أوصى الباحثون والمشاركون بالتوصيات التالية:-
اولا – ضرورة الاستفادة من العلوم الحديثة فى تطوير بعض القضايا فى التراث والثقافة ولا سيما تلك القضايا التى لم يرد فيها نصوص قطعية
ثانيا – ضرورة احترام رأى الآخر وعدم مصادرته والانكار على المتشددين فى مسائل التراث والثقافة المختلف عليها
ثالثا – ضرورة العناية بالمخطوطات التراثية وتوجيه طلاب الدراسات العليا نحو تحقيق وتوثيق ودراسة هذه المخطوطات
رابعا – ضرورة ربط التخطيط العمرانى للمدن والمعمارى للمساكن بالتراث الأدبى المدون فى كتب الرحالة الجغرافيين والمعماريين العرب القدامى
خامسا – ضرورة اعادة النظر فى اليات التخطيط العمرانى والتعامل معه بالتقنيات الرقمية
سادسا– ضرورة مراعاة الرؤية المستقبليىة فى التخطيط العمرانى والوضع فى الاعتبار الاهمية التاريخية والدينية والمقومات الطبيعية والخدمات السياحية للموقع العمرانى الجديد
سابعا – ضرورة تأهيل المجتمع المحلى للمحافظة على الهوية الثقافية والاستثمار السياحى البيئى والاثرى
ثامنا – ضرورة التوظيف الاكاديمى والسياحى لعمارة المساجد واعدادها لتكون ارثا حضاريا ومنارة علمية
تاسعا – ضرورة وضع الحلول للمشاكل التى تواجه تنمية مناطق السياحة الاستشفائية لتنشيط المنتج السياحى بها
عاشرا – ضرورة استخدام الفن المعمارى والزخرفى لكل هوية ثقافية خاصة حسب طبيعة كل منطقة
حادى عشر – ضرورة اعتماد العمارة التقليدية كفن لجذب السياحة من جهة وللمحافظة على الهوية الثقافية المعمارية والعمرانية من جهة اخرى
ثانى عشر– ضرورة أن يكون هناك جدية فى حماية التراث العمرانى للحفاظ عليه باعتباره قيمة حضارية
ثالث عشر– ضرورة تسهيل الاجراءات القانونية لفتح المجال للاستثمار السياحى بمناطق التوسع السياحى
رابع عشر – ضرورة الحد من البناء التلقائى العفوى غير المهندس
خامس عشر – ضرورة الاعتماد على مواد البناء المأخوذة من خامات البيئة وعناصرها من اجل ارساء قواعد التنمية المستدامة البيئية
سادس عشر – وبمناسبة اليوم العالمى للمرأة يوصى المؤتمر بضرورة دراسة قضايا المرأة والطفل ضمن اطار المشكلات التى تتحدى التراث الفكرى فى العالم المعاصر
اترك رد