أصدرت عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة-مكتبة الدراسات اللغوية، كتاباً جديداً لرئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس مرشد عمرو، الباحث وأستاذ علوم اللغة في جامعة القدس المفتوحة.
ويقع الكتاب (وهو من منشورات جامعة القدس المفتوحة 2016م-1437هـــ) في (163) صفحة من القطع المتوسط.
وفي التمهيد للكتاب قال مؤلفه أ. د. عمرو: “لا ريب في أن البحث في العلوم اللغوية قد قطع شوطاً بعيداً في الدرس والتدوين…، وهكذا تستمر الدراسات والبحوث وحركة التأليف في هذا الميدان–البحث اللغوي-عند العرب إلى يومنا هذا، ولعل هذا يجعلنا أمام واجب علمي لا مفر منه، باعتبارنا أحفاداً لأولئك الأجداد الذين أورثونا هذا التراث العظيم”.
ثم تابع يقول: “ذلك الواجب الذي لابد من أن يسلك اتجاهين اثنين:
الأول: الاطلاع على مصنفات التراث اللغوي عند العرب وإبراز دور اللغويين العرب القدامى وجهودهم في الميدان ليتخذوا مكانتهم اللائقة بين أقرانهم في ميادين العلوم المختلفة… أما الاتجاه الآخر، فيتمثل في الوقوف والبحث والمعرفة بمناهج العلوم اللغوية الحديثة التي بدأت نشطة منذ مطلع هذا القرن كعلوم استقلت بمناهج ووسائل بحثها، فطالعتنا عشرات الكتب والمقالات والبحوث التي عمدت إلى الدراسات النظرية والتطبيقية على حد سواء”.
وبين أ. د. عمرو، في مقدمة الكتاب، نوعَي العلوم التي واجهها الإنسان في حياته، فالأول يتمثل في العلوم القانونية المعيارية، والآخر يتمثل في العلوم الوصفية التفسيرية، وهذا ما دعاه إلى القول: “تقف العلوم اللغوية موقفاً وسطاً بين هذين النوعين، فبعض ميادينها وفروعها من النوع الأول، نراها علوماً قانونية معيارية كعلوم الصرف والنحو والعروض، وبعض فروعها الأخرى نراها وصفية تفسيرية، تلتقي مع مناهج هذا النوع من العلوم كفقه اللغة وسائر الظواهر اللغوية المبهمة، التي يعمد الإنسان لفهمها إلى وصفها بعد مراحل من الملاحظة والاستقراء والقياس والمقارنة، فيصل إلى تكوين فكرة متكاملة عنها تحدد مفهومها، وفي ضوء ذلك نتقدم إلى الحديث عن اللغة وتعريفها وبيان نشأتها”.
وتطرق الباحث أ. د. عمرو إلى تعريف اللغة، وإلى أقسام وسائل التعبير، وهي من حيث التصرف الإنساني قسمان: قسم يتصل بالإنسان اتصالًا مباشراً وسماه الباحث بـ “الذاتي”، ويقسم إلى: الإشارات العضوية، والممارسات البدنية، والتعبير بملامح الوجه، والتعبير بالأصوات المطلقة، أما القسم الآخر فسماه بالوسائل غير الذاتية. وفي المقدمة أيضاً تحدث الباحث عن نشأة اللغة والعلوم اللغوية عند العرب.
بعد ذلك، ينطلق أ. د. عمرو في سرد فصول كتابه وهي سبعة، ويتحدث في الفصل الأول عن اللغات السامية وأسرتها، وهي أولاً اللغة الأكادية أو الأشورية البابلية، ثم اللغة الكنعانية ولهجاتها، ثم الآرامية ولهجاتها، ورابعاً اللغة العربية، ثم يتطرق إلى اللغة السامية من حيث خصائصها الصوتية واللفظية.
وفي الفصل الثاني تحدث عن اللغة العربية كونها تقسم إلى قسمين: اللغة البائدة، واللغة الباقية. أما في الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان (اللغة العربية في الميزان)، فقد تحدث فيه عن اللغة العربية الفصحى واللهجات العامية، والدعوات الرامية إلى العامية وإلغاء الخط العربي في العصر الحديث. وفي الفصل الرابع يتحدث الباحث عن مقومات اللغة العربية من حيث الأصوات في اللغة العربية، وكثرة ألفاظها (المترادفات)، وظاهرة الاشتقاق وطرائقه.
أما في الفصلين الخامس والسادس فيذهب الباحث أ. د. عمرو لشرح انتشار اللغة العربية، ويقدم دراسة في المعجم العربي المقارن، فبحث في المعجميات وأنواع المعاجم وجهود العرب المعجمية، متناولاً دراسة معجمية مقارنة لمجموعة من الألفاظ العربية.
وفي الفصل الأخير يقدم الباحث دراسة مقارنة في أصول اللغة، فتحدث عن الجذور، والإفراد والتثنية والجمع، وتركيب الإضافة، ثم التعريف بـ(ألـ)، والضمائر، ثم العوامل، بعدها يتطرق إلى بعض الأدوات اللغوية في العربية.
وقال الباحث أ. د. عمرو إن الكتاب الجديد يضيف لثقافة تاريخ اللغة العربية وقيمتها بين اللغات المختلفة، فضلاً عن أنه يضع اليد على تاريخ ألفاظ اللغة العربية وأًصالتها، ويفيد بدراسة المعجم التاريخي، ويضيف اضطلاع طلبة الدراسات العليا بنصوص اللغة العربية البائدة، التي وجدت في النقوش التي عثر عليها ببادية الشام وشمال الجزيرة العربية.
وأعرب عمرو عن أمله بأن يخدم الكتاب الجديد دارسي اللغة العربية في الدراسات العليا، وسيكون كتاباً أصيلاً في مكتبة جامعة القدس المفتوحة وفي مختلف مكتبات الجامعات الوطنية والعربية والعالمية.
اترك رد