مؤتمر الأدب الفلسطيني الدولي العاشر

أكد المشاركون في مؤتمر الأدب الفلسطيني الدولي العاشر، الذي نظمته جامعة بيت لحم، تحت عنوان “السلطة الثقافة للأديب الفلسطيني وسطوة الواقع”، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومؤسسة عبد المحسن قطان، في ختام أعماله، أن دور المثقف الفلسطيني مهم جدا في استعادة المشهد الثقافي بتفاصيله باعتباره طليعة التغيير الايجابي، من خلال تفاعله الحيوي مع قضايا مجتمعه.

وأوصى المؤتمر بضرورة الاستمرار بطرح هذا الموضوع في فضاءات عديدة، حتى تتم استعادة الوعي الجمعي لدور المثقف بالتغيير، وأشارت التوصيات إلى ان سلطة المثقف الفلسطيني تراجعت بعد اوسلو، وان مثقفين تخلوا عن تنظيرهم الثقافي لصالح الموقع السياسي، كما تركزت نصوص النقد الذاتي على وصف الحالة الفلسطينية الداخلية، أكثر من تعرضها لتكريس رواية الحق الفلسطيني في الصراع مع الاحتلال.

وقال رئيس المؤتمر الدكتور سعيد عياد أن عقد هذا المؤتمر يأتي في ظروف سياسية مفصلية في فلسطين، وخاصة في ظل فشل الخطابين السياسي والتأويل الأيديولوجي الديني المتشدد، وفي كون دور المثقف بالضرورة يجب ان يعبر عن الضمير الجمعي الوطني.
وقد واصل مؤتمر الأدب الفلسطيني الدولي العاشر، في يومه الثاني العديد من أوراق العمل، وتناولت الجلسة الأولى دور المثقف في عملية التغيير للدكتور قسطندي الشوملي، ودور المثقف الفلسطيني في مواجهة سطوة الواقع خلال مائة عام للباحث والكاتب عزيز العصا، وسلطة الروائي الفلسطيني الثقافية وسطوة الواقع من خلال أعماله الروائية للباحث والأديب نافز الرفاعي، وصورة الحاكم العربي في شعر أبي سلمى للدكتور ياسر ابو عليان.
وتناولت الجلسة الثانية عدة موضوعات بينها ” الأديب الإسرائيلي بين الولاء القومي والانضباط الأخلاقي في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” للدكتور غانم مزعل من جامعة النجاح، وفي حضرة الغياب والرمز الأسطوري في الخطاب الأدبي للأستاذ احمد راسم خولي، وكيف ينقش الشاعر حلمه فوق تضاريس المشاعر للدكتور جمال سلسع.

وكانت جلسات اليوم الاول للمؤتمر تناولت عدة موضوعات اهمها ورقة عمل للدكتور سعيد عياد حول الخطاب الثقافي الفلسطيني بين معقولية الواقع وصوفية الثورة، وجدلية خطاب المثقف الفلسطيني بين سلطة المعرفة وسطوة الواقع، للدكتور زين الدين العواودة، والوقع المجتمعي الفلسطيني بعد اوسلو وانعكاساته في الرواية الفلسطينية – نماذج مختارة، للدكتور نادر قاسم، والخطاب الوطني في الشعر الفلسطيني الحديث، للدكتور احسان الديك، والمثقف بين الموت والحياة، للدكتور عدوان عدوان من جامعة النجاح الوطنية، والجنون بين نظرية فوكو والخطاب الثوري الاممي، للدكتور جميل خضر من جامعة بيت لحم ، ويخلف بين سلطة الثقافة وسطوة الواقع في رواية” نهر يستحم في البحيرة”، للدكتور معاذ اشتية من جامعة الاستقلال.
وقد شارك باحثون وكتاب من جامعات بيت لحم والنجاح وبير زيت والخليل ومناطق ال 48، وحضر المؤتمر ممثلي قوى ومؤسسات وفعاليات ثقافية، والعديد من أعضاء الهيئة التدريسية، ومئات من طلبة الجامعة.
وقد أثارت أوراق العمل نقاشا وجدلا مهمين خاصة في ضوء استلاب القرار السياسي للخطاب الثقافي الفلسطيني.

وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، الذي افتتح فعاليات المؤتمر شدد في كلمته، على تطلعات وتوجهات وزارة الثقافة بتكريس وتعزيز الدور التكاملي والتراكمي بين المؤسسات، فنحن نعمل جميعاً في سياق وطني قائم على تكريس الهوية الوطنية الثقافية، أمام كل التحديات، وأيضاً توفير البيئة والحاضنة التي من خلالها يتم إنتاج المعرفة في سياقاتها المتعددة.

و تطرق بسيسو وصنصور في لقاء جمعها ، على أهمية تعزيز سبل الشراكة ما بين الوزارة والجامعة، ضمن توجهات الوزارة لتعزيز هذا النوع من الشراكات مع كافة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، وفي السياق تم الحديث جهود الوزارة بخصوص “بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020 ” .

وشدد الوزير بسيسو على ما توليه الوزارة من أهمية خاصة من أجل تفعيل الشراكة مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في مختلف المحافظات الفلسطينية، مؤكداً على أهمية هذه العلاقة التبادلية، التي تتقاطع ورؤية وزارة الثقافة فيما يتعلق بتعزيز العمل الثقافي في الجامعات، انطلاقاً من إيمانها بأهمية دور المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية في هذا الجانب، وعملها الدؤوب على تفعيل وتعزيز هذا الدور.

ومن الجدير بالذكر أن الوزارة، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة، دعمت ورعت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، من بينها دعم معرض للكتاب، والمهرجان الأول لتبادل الثقافة في جامعة القدس، وندوة حول الثقافة والهوية الوطنية في الجامعة العربية الأميركية بجنين، ومعرض فني في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، ومؤتمر الأدب الفلسطيني الدولي العاشر في جامعة بيت لحم، إضافة إلى مؤتمر الفن مقاومة في دار الكلمة ببيت لحم، ومؤتمر الإعلام الثقافي في جامعة بيرزيت، وينتظمان في أيار المقبل

وقد أطلع د. ميشيل صنصور، النائب التنفيذي لرئيس جامعة بيت لحم، وزير الثقافة والوفد المرافق له على دوائر وأقسام الجامعة، وقدم شرحاً وافياً حولها، وخاصة المكتبة التي من المفترض أن تشكل فضاء ثقافياً، علاوة على ما تحتويه من عناوين متنوعة وغنية ونادرة.

المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد