بدأت في مدينة العقبة يوم 11 أبريل فعاليات المؤتمر الدولي التاسع جيوماتيكس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي تنظمه المنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء والجامعة الأردنية فرع العقبة بمشاركة ما يزيد على (300) من الخبراء والمخصين في مجال الجيوماتيكس وتطبيقاته العلمية من (20) دولة عربية وعالمية.
ويهدف المؤتمر الذي حمل شعار ” بالإدارة المتكاملة لمواردنا نحقق التنمية المستدامة” إلى تعزيز منظومة الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية المتاحة وصولا الى تنمية مستدامة وتوظيف التقنيات الحديثة في سبيل تعزيزها لما تملكه من امكانيات هائلة سواء بإدارة المعلومات كنظم المعلومات الجغرافية أو تزويد الباحثين بالمعلومات كمعطيات الاستشعار عن بعد.
والمؤتمر الذي يعتبر من أضخم المؤتمرات الدولية التي تعنى بالجيوماتيكس للمشاركة الواسعة التي حظي بها من قبل العديد من المنظمات الدولية والجامعات المحلية والعربية والاوروبية والعالمية واتحاد الجغرافيين العرب، والمنظمة العربية للاستشعار عن بعد، والمنظمة العالمية للبيئة والطاقة، يشكل فرصة ذهبية لتبادل المعارف والتجارب والخبرات وكل ما هو جديد وحديث يتعلق بالبيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وخلال حفل الافتتاح ، قال مفوض شؤون البيئة والإقليم في سلطة العقبة الاقتصادية سليمان النجادات في كلمة ألقاها مندوبا عن راعية المؤتمر سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيسة الجمعية العلمية الملكية إن المؤتمر يتناول موضوعا حيويا هو من أكثر الموضوعات تأثيرا على حياتنا ومستقبلنا ألا و دور الإدارة المتكاملة للموارد البشرية والطبيعية في تحقيق التنمية المستدامة التي تنبع أهميتها من الحاجة الماسة للتصدي للأزمات تواجهها المجتمعات كافة.
وأضاف النجادات أن التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها الوطن العربي يجب ان لا تنسينا حقيقة أساسية هي أن مستقبل الإنسانية مرتبط ارتباط وثيق بمدى القدرة على التكيف ومواجهة التحديات البيئية من شح الموارد والتلوث والتغير المناخي وضرورة توظيف أحدث التقنيات للحفاظ عليها والاستفادة القصوى منها مشيرا إلى ضرورة تعظيم التعاون الدولي وتعزيز القواسم المشتركة الاقليمية والعالمية للإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن تطبيق نظام الإدارة المتكاملة من شأنه إدماج كل أنظمة المؤسسة وعملياتها في هيكل واحد ما يسهم في تحقيق أهدافها المتعلقة بتقديم منتج أو خدمة تضمن رضا العملاء مع الحفاظ على مسؤوليتها الاجتماعية في حماية البيئة وصون صحة البشر وضمان أمن معلومات المؤسسة وبياناتها.
ضيف شرف المؤتمر معالي الدكتور كامل محادين أوضح في كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح ان البحث العلمي في معظم الأحيان بعيد كل البعد عن التطبيق العملي لأسباب أهمها العزلة التامة عن اصحاب القرار، فالتخطيط في دول العالم الثالث شبه معدوم وان وجد احيانا يكون تخطيطا مبتورا او يكون التعامل بمفهوم جزيئة المعرفة وما يغلب علينا في مؤسسات الدول النامية التخبط في استيعاب معنى التخطيط وأهمية الدور في تكامل المعلومة لخدمة البيئة المبنية .
وقال إن المصادر الطبيعية في دول العالم المتقدم تعتبر عناصر أمن قومي وهي شي لا يمكن المساس أو التلاعب بها، ما جعلها ضمن أولويات البحث العلمي أينما كانت وهنا يكمن التوازن في الحفاظ على مبداء التكامل في التنمية المستدامة .
وأضاف محادين ان ما ينتج في احد الدول الأوروبية من أبحاث او براءات اختراع او كتب علمية في عام واحد يفوق ما ينتجه العالم العربي في ثلاثون عاما، وان الأساس في العملية هو الثقافة المعرفية وحضارة النوع والعودة الى أخلاقيات البحث والتمحيص، مشددا على حاجتنا إلى النوعية في الباحث والنوعية في صاحب القرار، والنوعية في المدرس، والأهم من ذاك كله العودة الى حوار النفس وعقلانية التفكير.
رئيس الجامعة الأردنية /فرع العقبة الدكتور موسى اللوزي قال إن الجامعة حرصت على عقد مثل هذا النوع من المؤتمرات التي تتناول مواضيع حيوية تتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة لتؤكد أنها جزء من المجتمع تتفاعل مع قضاياه وتلبي احتياجاته بجهد علمي مدروس وبتنسيق مثمر مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة مؤكدا أن الجهد العلمي المنظم هو فقط الذي يبحث في أسباب المشكلة وتبيان مظزاهرها لوضع الحلول المناسبة خدمة للبشرية.
وأضاف أن الجميع مسؤول عن إبراز نقاط الوصل بين الاقتصاد والحياة الاجتماعية والببيئة السليمة برؤية واستراتيجيات وبرامج بعيدة النظر، تسهم في فهم الواقع والعمل على تطويره وإدارة المصادر الطبيعية من مياه وطاقة ومعادن وثروة حيوانية ونباتية وغيرها، مؤكدا أن الآمال معقودة على أن يخلص المؤتمر إلى توصيات من شأنها وضع لبنة أساسية لمستقبل أكثر إشراقا لتنمية البيئة المستدامة.
بدوره أشار أمين عام المنظمة / رئيس المؤتمر الدكتور لطفي المومني إلى مدى ارتباط التنمية والتطوير عالميا بالموارد التي يعتمد عليها الفرد، وما تشكله التنمية من أسلوب تتبعه المجتمعات للوصول إلى الرفاهية والمنفعة، مؤكدا ضرورة التركيز على دور الاستدامة عند الحديث عن التنمية لما يتوقف عليها رفاه الأجيال القادمة وتمكن الأجيال الحالية من معالجة الأعباء المرتبطة بالتوسع في النشاطات الإنسانية.
وعرض المومني الدور الذي تلعبه التنمية المستدامة في إنهاء الفقر وضمان حياة صحية للأفراد، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام ووبناء بنية تحتية مرنة، وتشجيع التصنيع وضمان أنماط الاستهلاك والانتاج المستدامة وغيرها من الأهداف، مؤكدا أهمية التنمية المستدامة لما فيها ضمان مستقبل الشعوب وما تشكله من مطلب حقيقي لكل الحكومات داعيا إلى التكاتف والعمل سويا لإيجاد الحلول التي من شأنها تعزيز وإدارة الموارد الطبيعية في سبيل تحقيق التنمية المطلوبة.
إلى ذلك لفتت رئيسة المجلس العلمي للمؤتمر الدكتورة آمال الشيخ إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت دقيق جدا حيث تشير التقارير إلى أن نحو ثلثي سكان العالم يواجهون نقصا حادا في المياه خلال شهر واحد من أشهر السنة/ مصنفة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجمل ضمن الدول التي تواجه نقصا في الماء طيلة العام، إلى جانب النقص في الغذاء.
وقد ناقش المؤتمر في جلساته الممتدة على مدار أربعة أيام ما يزيد على (100) ورقة بحثية قدمها علماء وخبراء ومختصون في علم الجيوماتيكس تناولت في محاورها موضوعات تتعلق بالاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تحقيق التنمية المستدامة، ومستقبل التنمية المستدامة في ظل النزاعات المسلحة.
اترك رد