عبد اللطيف مليح – عبد الحي الغربة
في ظل التحولات التي تعرفها بلادنا على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي أو الثقافي، وفي ظل البوادر الأولى لتفعيل الجهوية المتقدمة كخيارا استراتيجي وخارطة طريق اختاره المغرب لترسيخ مبدأ الحكامة الترابية وتفعيل سياسة القرب وكسب رهان التضامن المجالي، كما تم الإعلان عن ذلك في الخطاب الملكي. والذي من شأنه أن يعيد هيكلة علاقة الدولة بالمجال الترابي، وأن يرفع من سرعة إيقاع التنمية المحلية المتوازنة بين جميع الجهات المكونة للتراب المغربي. على ضوء هذا التوجه، نظم مركز دراسات الدكتوراه ومختبر الأبحاث والدراسات الجغرافية والتهيئة والخرائطية بكلية الآداب سايس-فاس؛ ندوة لفائدة الطلبة الدكاترة يوم 21 أبريل 2016 حول موضوع الجهوية المتقدمة وتحديات التنمية الترابية بالمغرب، بحضور ما يقارب 250 مشارك، والتي تميزت بعديد المداخلات بين ثلة من الباحثين والأساتذة، شكلت فيها مداخلات الطلبة الدكاترة 17 مداخلة النسبة الأوفر من خلال مقاربة؛ قانونية للحديث عن المرجعيات الجوهرية للجهوية المتقدمة وقانون الجماعات الترابية، ومقاربة جغرافية مجالية لإبراز أهم الخصوصيات الجهوية للجهات المغربية على مستوى الإمكانيات المحلية ودرجة تفعيل الجهوية بهاته الجهات.
لقد شكلت ندوة الطلبة الدكاترة بكلية الآداب سايس، والتي تعتبر الأولى من نوعها على الوطني بالجامعات المغربية، فرصة لانخراط الطلبة الباحثين في مناقشة موضوع الجهوية المتقدمة، واقتراح أراء حول مقاربة نظرة الشباب لموضوع ذي راهنية كبيرة على مستوى التوجه الاستراتيجي للمملكة. وقد أبرز الطلبة الدكاترة أن الجهوية المتقدمة اليوم هي مقاربة بناءة لمعالجة مسألة التنمية الترابية، نظرا لتعدد الإختلالات المجالية و تجاوز المشاكل الكبرى للتنمية المجالية. وبالتالي فهي فعل ترابي lمن شأنه تحقيق التنمية المنشودة وخلق الانسجام والتمفصل بين الفاعلين المحليين من هيآت منتخبة ومؤسسات وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وإدماج الفاعلين المنسيين والمهمشين في السياسات التنموية (المواطنون) ، من أجل الاعداد التنموي الذي يعتمد في عمقه التخطيط والمشاركة والتشارك والحكامة بغية مجال محلي بمنطق تنموي وبمعزل عن ارتجالية المتدخلين والتي غالبا ما تخضع للمقاربة الأحادية التي تعيق مسلسل التنمية الترابية الشمولية.
إذن فالضرورة اليوم، تفرض، وضع الجهة في صلب السياسات التنموية من خلال اعتماد تخطيط فعال وغير استعجالي يواكب الدينامية التي تعرفها المجالات الترابية (ديمغرافيا، واجتماعيا، واقتصاديا، وبيئيا، ومجاليا)، لتحسين ظروف العيش، وتأمين مستقبل هذه المجالات عبر استراتيجية مستقبلية استشرافية أساسها المراقبة والتتبع والمحاسبة.
وفي نهاية أشغال اللقاء العلمي أجمل المتدخلون في نهاية الندوة على شكر مركز دراسات الدكتوراه كلية الآداب سايس، في شخص السيد مدير مركز دراسات الدكتوراه، و مديرة مختبر الأبحاث والدراسات الجغرافية والتهيئة والخرائطية، على فتحهم المجال للطلبة الدكاترة من كليات متعددة لمناقشة موضوع ذي راهنية كبيرة، يؤسس نظرة جديدة لانخراط الطلبة الدكاترة في تنظيم هكذا الندوات واللقاءات العلمية. كما أجمع الأساتذة على أن ندوة الطلبة الدكاترة؛ هي بادرة مميزة وفعالة.
اترك رد