عنوان الفعالية: مؤتمر دولي الفلسفة وخطاب الغيرية
تاريخها: 07 ـ 08 نوفمبر 2016
نوعها: دولية
التصنيف: مؤتمر
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ـ الجزائر
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – شعبة الفلسفة
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
لقد حظي “خطاب الغيرية ” في الآونة الأخيرة باهتمام شديد من قبل دوائر البحث على مستوى مختلف الحقول المعرفية وبخاصة في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبات من الضروري بمكان أن تسهم الفلسفة، بما لها من قدرة على المحاورة والمساءلة، في التأسيس لخطاب الغيرية، لا من موقع استراتيجي أو براغماتي وحسب، بل من موقع أونطولوجي وإيطيقي بالأساس، ما دام أمر وجودها الذاتي يتعلق بصميم موقفها من آخرها، خاصة في عالم لم يعد يسمح بالانكفاء على الذات وتجاهل الغير. نقول هذا الكلام على الرغم من أن التفكير في مسألة الغيرية لم يغب عن المسار الكلاسيكي للفلسفة منذ أفلاطون إلى هيغل، إلا أنه ظل ، طيلة هذا المسار، تفكيرا مؤطرا ، وبشكل حصري، بالموجهات الأساسية “للمقولة ـ الأم” ألا وهي “مقولة الهوية” أو “الذاتية” تحديدا ، وأن مسألة الآخر ظلت مسألة لاحقة بالأنا، ومن ثم فكل تفكير في الغيرية بدا كما لو أنه ينتهي في الأخير إلى عملية اختزال للآخر أو الغير ضمن دائرة الذات عينها.
لم يحدث تحول حقيقي بشأن هذه المسألة إلا مع بزوغ فجر الفلسفة المعاصرة ، حيث صار التفكير الفلسفي يقدم نفسه كما لو أنه بالأساس تحرير لسؤال الغيرية من عملية الاختزال هذه، والتفكير في العلاقة بالآخر من منظور اختلافي جذري، وذلك على مستوى أهم المباحث الفلسفية، سواء تعلق الأمر بمباحث المنطق والإبستمولوجيا أو بمباحث الأنطولوجيا أو بمباحث الأخلاق والإستيطيقا ، مما جعل خطاب الغيرية يحظى بكرامته الفلسفية الخاصة، وذلك من منطلق تناوله من منظور فلسفي مغاير، ينفلت من حدود الدوائر المغلقة لمنطق الهوية ومن أوهام التطابق وادعاءات الامتثالية ، ويدفع الفلسفة باتجاه الانفتاح على كل ما لم يكن معدودا ضمن صلب اهتماماتها النسقية الكلاسيكية، ونعني بذلك مسائل من قبيل: المهمش والغريب والعابر والمتشظي والآخرالمتعدد… وغيرها من المسائل التي لم يعد بالإمكان استيعابها إلا من منظور خطاب فلسفي مختلف، قد يمثل “خطاب الغيرية” ـ في تقديرنا على الأقل ـ أبرز تعبير فلسفي له . ولعل في مجرد الابتداء بأي لحظة فلسفية بارزة من عمر هذه الحقبة الفلسفية المعاصرة ما يغني عن مزيد بيان، إذ يكفي مثلا البدء بواحد مثل “كيركيغارد” و إلاهه المفارق أو”بهيدغر” ومعنى الكينونة المجاوزة للكائن، ومرورا بالتحليل النفسي، بخاصة مع “جاك لاكان” و فكرة اللاوعي كآخر مطلق، أو بإيطيقا “ليفيناس” وفكرة اللانهائي أو القريب… كلها لحظات تنطق باسم الغيرية كعنوان كبير للفلسفة المعاصرة. ناهيك عن فلاسفة و مفكرين آخرين من أبناء هذا العصر ممن تمكنوا من تحرير خطاب الغيرية من كل محاولات اختزاله ضمن خطاب الذاتية أو الهوية، ومن ثم دفع الفلسفة ذاتها باتجاه “آخرها”… ذلك “الآخر” المغاير الذي تسعى الفلسفة دوما ، بما هي فلسفة، إلى سحبه ضمن دائرتها ، وتاليا تجديد خطابها من خارجها.
بهذا المعنى يكون خطاب الفلسفة إذن خطابا، موسوما في الأصل، بالغيرية ، حتى وإن تلون بألوان الهوية والذاتية ، إذ لا مندوجة من القول بأن الفلسفة عبر تاريخها الطويل لم تفتأ تساؤل وتحاور غيرها من الخطابات المعرفية الأخرى إيمانا بدورها الاستشكالي وبمهمتها النقدية ، وهو أمر يوحي بمفارقة أساسية تكمن في أن جزءا مهما من التكوين الماهوي للفلسفة ليس من صميم ذاتها، بل يرد عليها من خارجها ، أي من مصادر لاـ فلسفية ابتداء. وعليه يبدو أن الفلسفة لا تستطيع أن تكون ذاتها إلا إذا تورطت في غيريتها. حينئذ يكون التساؤل عن خطاب الغيرية هو بالأساس تساؤل عن ماهية الفلسفة ذاتها. من هذا المنطلق، نأمل أن يكون هذا الملتقى فضاء لمقاربة التساؤلات التالية وما جاورها:
من هو الآخر بالنسبة إلى الذات؟ وكيف يمكن للفلسفة أن تسهم في التأسيس للعلاقة الإيجابية بالغير؟ إلى أي حد يمكن للفلسفة أن تنقل خطاب الغيرية من مستوى التنظير إلى فضاء الممارسة؟ كيف يكون الاعتراف بالآخر شرطا للتواصل؟ ما الشروط التي تجعل الآخر، رغم مغايرته للذات، مصدر ثراء لها؟
أهداف الملتقى:
ـ إبراز أهمية إسهام الفلسفة في التأسيس للعلاقة الإيجابية بالغير؛
ـ نشر ثقافة التسامح ونبذ التطرف بجميع صوره؛
ـ التأكيد على ضرورة انتهاج أسلوب الحوار الفلسفي والالتزام بأخلاقيات النقاش في إدارة النزاعات الفكرية والإيديولوجية بين الجماعات البشرية؛
ـ ترقية قيم المحبة والعدالة والإنصاف في التعامل مع الغير؛
ـ الارتقاء بخطاب الغيرية من المستوى الفلسفي النظري إلى مستوى الممارسة الفعلية؛
ـ تجديد خطاب الفلسفة بالانفتاح على “آخَرِها”.
محاورالملتقى:
المحور الأول: الغيرية كخطاب داخلي للفلسفة
1. مبدأ الهوية وإشكالية مفهوم الغيرية: أزمة التأسيس المنطقي
2. خطاب الغيرية وسؤال الكوجيتو الديكارتي : أزمة التأسيس الإبستمولوجي
3. خطاب الغيرية وسؤال الكينونة : إشكالية التأسيس الأنطولوجي
4. خطاب الغيرية وفلسفة الاعتراف :إشكالية التأسيس الإيطيقي
5. خطاب الغيرية ورهانات فلسفة التأويل
المحور الثاني: الغيرية كخطاب خارجي للفلسفة
1. الخطاب التاريخي وجدل الهوية والغيرية
2. فعل الترجمة وتجربة الغيرية
3. العمل الفني وبعد الغيرية
4. الخطاب الصوفي وتجربة الغيرية
5. النقد الثقافي وأفق الغيرية
المحور الثالث: خطاب الغيرية وإشكالية الممارسة
1. الغيرية وممارسة ثقافة المواطنة
2. الغيرية واستراتيجيات العولمة
3. خطاب الغيرية والممارسات الإيديولوجية
4. الممارسة الديمقراطية كأفق للغيرية
شروط المشاركة:
ـ أن يكون البحث متصلا بأحد محاور الملتقى؛
ـ أن يكون أصيلا لم يسبق عرضه أو نشره من قبل؛
ـ أن يستوفي كل شروط البحث العلمي من حيث الشكل والمضمون والمنهجية والتوثيق…
ـ أن يكون خاليا من الأخطاء اللغوية؛
ـ أن يرسل الباحث ملخصا لبحثه ( في حدود 500 كلمة ) يتضمن الإشكالية والعناصر الأساسية في الآجال المعلن عنها أدناه ضمن الاستمارة المرفقة؛
ـ بعد الموافقة المبدئية، يرسَل النص الكامل للبحث ( من 10 إلى 15 صفحة ) في الآجال المعلن عنها أدناه؛
ـ يكتب الملخص والبحث بخط Traditional Arabic ، بنط 16 والهوامش بنط 14؛
ـ تكتب الهوامش في آخر كل صفحة، على أن تلحق قائمة المصادر والمراجع في آخر البحث؛
مواعيد هامة: ـ تاريخ تنظيم الملتقى: يومي 07 و08 نوفمبر 2016
ـ آخر أجل لإرسال الملخصات : 31 أوت 2016
ـ آخر أجل لإرسال النصوص الكاملة للبحوث: 07 أكتوبر 2016
المكان، و معلومات الإتصال والتواصل:
القطب الجامعي بأولاد فارس ـ الشلف ـ الجزائر
تتكفل الجهة المنظمة بإيواء المشاركين وإطعامهم، كما تتكفل بالنقل من المطار وإليه بالنسبة إلى المشاركين من خارج الجزائر، و لا تتكفل بشراء تذاكر الطائرة.
نموذج التسجيل
اترك رد