بسم الله الرحمن الرحيم
رد على مقال للأستاذ خالد زهري
بقلم: عبد العزيز بن ترك العنيزي*
قال القاضي ابن العربي: “الداخل في طلب العلم كثير، والسعيد قليل، وعدم الإنصاف خطب جليل، وكم من حاضر بعرفة من غير معرفة، ونازل بمنى وما نال منى، وكم من قارئ في بغداد، خرج وما قرى بزاد، فالشجر يوجد، والثمر يعدم، والأجسام تفنى، والأرواح تتقدم، والقشر عام، واللب خاص…”.
وهذا يجري على بعض الباحثين، الدين أملوا الغاية وما حصلوا عليها، وقصدوا النهاية وما انتهوا إليها. وأعني به الأستاذ خالد زهري، الذي كتب مقالا بعنوان: الإبانة في تهافت الإبانة، نشرته جريدة المساء في موقعا على الإنترنيت.
وقد ارتكب الباحث المذكور فضائح علمية لا تقبل العذر، وشن هجوما مقصودا على شيخ من شيوخ الإسلام وهو تقي الدين ابن تيمية رحمه الله، الذي يرى أن كتاب المضنون به على غير أهله من تأليف الغزالي. وهو ما يعتبره خالد زمري غير صحيح، معتمدا في هدا على رأي لعالم مغربي يسمى العياشي.
أما ما ذكره هذا العياشي، فقد سبقه إليه ابن عربي في كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار جـ 1 ص 125:
قال بعد أن ذكر أربعة أبيات أنشده إياها أبو الحسن علي المسفر بسبتة: “وأن هدا الشيخ المسفر جليل القدر حكيما عارفا، غامضا في الناس، محمود الذكر. رأيته بسبتة، له تصانيف منها منهاج العابدين الذي يعزى لأبي حامد الغزالي، وليس له وإنما هو من مصنفات هدا الشيخ. وكذلك كتاب النفخ والتسوية الذي يعزى إلى أبي حامد أيضا، وتسميه الناس المضنون الصغير”.
فالحديث ليس عن كتاب المضنون به على غير أهله كما توهم الباحث. بل عن النفخ والتسوية أو المضنون الصغير، حسب ابن عربي الذي التقى بالشيخ المسفر وسمع منه.
قارنوا بين هدا الكلام وبين ما قاله زهري: “إلى أن جاء المحقق والمدقق المغربي الكبير أبو سالم العياشي، ليَفْصِل الخِطاب في المسألة، ويأتي بما يكفي من الأدلة التي تنفي نسبته إلى الغزالي، بل استطاع الوقوف على مؤلفه الحقيقي، وهو أبو الحسن المسفر السبتي ذو التوجه الفلسفي الإشراقي”.
إكتشاف عظيم هدا الذي توصل إليه خالد زهري، يستحق أن يسجل في كتاب جنيس للأرقام القياسية.
فقد ارتكب الباحث، الموظف بوزارة الداخلية حسب بعض المواقع، فضيحة علمية، تكشف عن جهل مركب.
وأما المضنون به على غير أهله فإن المحقيق فعلا – لا زورا- الدين قاموا بدراسة حول مؤلفات الغزالي، يجمعون قولا واحدا على أن للغزالي كتابا يحمل هذا العنوان.
والحقيقة أن هذا الطعن في ابن تيمية، المقصود منه الطعن في أتباع المذهب الحنبلي الذي يعتبر ابن تيمة أحد أقطابه الكبار. وهده طريقة الشيعة الدين يشنون حملة مغرضة على ابن تيمية، وعلى أتباعه من الوهابية وغيرهم. ولا عجب في دلك، فإن خالد زهري حسب ما جاء في بعض الرسائل الإلكترونية التي وصلتنا، معجب بالفكر الشيعي أيما إعجاب، وقد ألقى في إيران حسب ما جاء في هده الرسالة محاضرة بعنوان مظاهر الجمال والجلال في الثورة الإسلامية بإيران.
أنعم وأكرم
إن ابن تيمية عالم كبير، لا يطعن فيه إلا جاهل أو حاقد.
ويا ليت هذا الباحث يلتزم بهدا المنهج في بحوثه. أليس هو من كتب بحثا سماه: مع رسالة الطير لأبي حامد الغزالي: نشره في جريدة “الإشارة”، الرباط، الأعداد 14، 15 ، 16، 17، 18 ، سنة 2001. وذكره الباحث في سيرته الذاتية المنشورة في بعض المواقع، مثل موقع: http://www.landcivi.com/new_page_492.htm
مع العلم أن نسبته إلى الغزالي أمر مشكوك فيه، على ما قرره الأكابر مثل بويج وبدوي.
بل نجده يعتمد في بعض بحوثه المنشورة على شكل ب يدي إف في الأنترنيت مثل إثباث العلل وتعليل الشريعة على كتب لم يصح نسبتها إلى الغزالي، ويبني على هدا الوهم أحكاما خاطئة، ويقرر أمورا متهافتة، مما أفضى إلى تضليل القراء.
والطامة الكبرى أنه نسب إلى الغزالي كتابا بعنوان شرف العقل وماهيته، وما هو إلى فصل من فصول الإحياء.
“أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم”
“كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.
* جمعية أنصار شيخ الإسلام ابن تيمية – الرياض
اترك رد