حمزة زرقي: باحث بجامعة ابن خلدون-تيارت- الجزائر
مقدمة :
إن الاهتمام بدراسة اللهجات العربية القديمة هو من أولويات الدراسات اللغوية لخدمة اللغة العربية الفصحى ومن المصادر الغنية لمعرفة تاريخها وفهم مراحل تطورها وتكونها. لأن العلاقة بين اللغة واللهجة هي علاقة العام والخاص ، اللغة عامة لأنها تشتمل على أكثر من لهجة، واللهجة خاصة؛ لأنها جزء من اللغة .
من المعلوم أن البيئة العربية قبل الإسلام كانت تكسوها لهجات مختلفة التي تميزت بها تلك القبائل, فبالرغم من اختلاف هذه القبائل في الصفات اللهجية والسمات اللغوية – الصوتية, الصرفية, والنحوية, والدلالية- إلا أنها متحدة الأصول. لذا كتب لهذه اللهجات العربية أن تصقل وتنصهر وتتكون في لغة مشتركة واحدة تمثلت في اللغة العربية الفصحى, فكان لها النصيب الأوفى في الاستعمال بعد الإسلام؛ وما يومئ بان اللغة العربية الفصحى تكونت نتيجة لهجات عدة ما نشهده في بطون المعاجم اللغوية والكتب الأدبية باستعمالهم ألفاظ وتعابير نسبوها إلى قبيلة من القبائل التي كانوا يعبرون عنها باللغات مثل” لغة قيس- لغة أسد, لغة تميم “, ولاننسى أيضا العامل الأساسي البارز في توحيد اللهجات العربية القديمة واستكمال السيادة اللغوية القريشية هو القرآن الكريم.
لذا نجد أنّ اللهجة لا يفصل بينها وبين اللغة العربية الفصحى سوى بعض الصفات الصوتية, وقليل من التغيير في بعض التراكيب وفي بعض المعاني, فاللهجة التميمة حسب آراء اللغويين العرب أن لها قواعد اقوي قياسا من بعض قواعد اللهجة القريشية التي كانت هي اللغة السائدة والفصيحة- وان كثير من ألفاظها ومفرداتها غالبا ينطق بها أبناء اللغة العربية الفصحى وما تمثلت في القراءات القرآنية. وفي ضوء ماتقدَم تعالج ورقتي البحثية المائل التالية:
– مفهوم اللهجة واللغة والعلاقة بينهما؛
– إلى مفهوم اللهجات العربية القديمة؛
– آراء العرب القدامى والمحدثين في أصول اللغة العربية الفصحى؛
– آراء الاحتجاج باللهجات العربية القديمة عند العرب لقدامى المحدثين؛
– الصفات التي تميزت بها اللهجة التميمية؛
– أثر اللهجة التميمية في القرآن الكريم والقراءات القرآنية؛
– اللهجة التميمية وصلتها بالفصحى.
اترك رد