عماري مصطفى: جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان- الجزائر .
ملخص اللغة العربية :
يهدف هذا المقال ، التأريخ لمفهوم التأويل ، عبر مراحل و محطات فكرية أساسية ، ساهمت في بلورة وتشكيل معالمه و محدداته الرئيسية .والذي يدعي بأي حال من الأحوال الإحاطة الشاملة و الكاملة بكل المقتضيات المعرفية والتاريخية المرتبطة بهذا المفهوم ، فتلك غاية لا يستطيع مقال بهذا الحجم تحقيقها .لذلك كان التقيد بمنهج صارم وخطة محكمة ، الضامن الوحيد ،بالنسبة لنا ،لنجاح هذه المحاولة التركيبية التي نزعم القيام بها.
أما عناصر هذه الخطة فنجملها فمايلي:
1- التطرق إلى مفهوم التأويل من حيث النشأة، المفهوم، الدلالة.
2- مفهوم التأويل في الفكر الغربي .
3- إشكالية التأويل في الفكر العربي المعاصر ” اختلاف الرؤى”.
4- حدود الـتأويل .
و هكذا فإن محاولتنا التركيبية هذه ستكون عبارة عن حصيلة إجمالية لأهم دلالات مفهوم التأويل . ولا يخفى أن الدراسات
و الأبحاث الكثيرة المنشورة سواء في المجلات العلمية المتخصصة ، أو في أعمال الندوات قد حاولت فعلا مقاربة المفهوم .وخاصة أن المفهوم الذي نؤرخ له ، يواجه في الأوضاع الراهنة لمجتمعاتنا ، تحديات ورهانات متعددة بل و متعارضة ، بعضها معرفي فكري و بعضها الأخر تاريخي ،سياسي و إيديولوجي.
إن النص نسيج من العلاقات المنفتحة التي توجد، دائما، في حاجة إلى إعادة ترتيبها، والكشف عن بنياتها. لكنه ليس مجالا لكل أنواع القراءات ولكل التأويلات، الأمر الذي يدفعنا إلى اعتبار الإستراتيجية النصية جهازا يجب تحديده ومعرفة حدوده. ومن ثم، وجبت الإشارة إلى أن للتأويل حدودا يجب مراعاتها. لأن حين يتحول التأويل إلى آلة لجعل النص يقول ما ليس له علاقة به وبالأخص ما يتعلق بالنصوص التراثية، فإنه سيدفع بالمعرفة إلى الوراء، وسيؤدي ذلك إلى تقديس الماضي من جديد. في حين أن العملية التأويلية تتأسس على العلاقة التي يقيمها الدارس المعاصر مع النصوص.
اترك رد