صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة دولة الإمارت العربية المتحدة سنة 2010 كتاب السيرورة التأويلية في هرمينوسيا هانز جورج غادامير وبول ريكور للباحث عبد الله بريمي ويقع الكتاب في 315 صفحة .
إن هذا الكتاب يعتزم إيلاء الاهتمام إلى الكيفية التي يعتقد بها غادامير وريكور ممارسة نشاط القراءة. ويتعلق الأمر،على وجه التحديد بقضية النظر في التوتر المدرج فى صميم القراءة نفسها. وهو توتر جعل من نفسه تجربة غير مستنفذة وبالغة الأهمية. فالقراءة تبدو لنا أحيانا بمثابة فعل ينمحي أمام النص نفسه،وأحيانا أخرى بثمابة امتلاك نشط للنص بواسطة القارئ عبر كل أشكال وصيغ التفاعل. وكلا الفيلسوفين أبدى حساسية تجاه هذا التوتّر الكامن وراء كل قراءة،كل من زاوية نظره. فهرمينوسيا غادامير تطالب القارئ بالإنصات للتقليد والتراث الذي يجهر بصوته انطلاقا من النص. أما هرمينوسيا بول ريكور فتكشف داخل نشاط القراءة عن الحاجة إلى التعاون والتعاضد لتشييد المعنى وتداوله .
لكن مايجعل الحوار بين الاثنين مثمرا وخصبا هو الطريقة التي عبّر من خلالها الطرفان عن هذا الحوار ؛ فكلاهما ركز على أهميته. فإذاكان غادامير قد أعلن على «أن روح الهرمينوسيا تقتضي الاعتراف والإقرار بأن الآخر يمكن أن يكون صائبا وعلى حق». فمما لا يقبل الجدل كذلك، بأن هذه هي الهرمينوسيا التي مارسها بول ريكور دون توقف. هذا يعني أن «الظاهرة الهرمينوسية تحمل في ذاتها الحوار الأصيل ذي البنية: سؤال/ جواب، فعندما يطرح النّص نفسه كموضوع للتأويل فهو يطرح سؤالا على المؤول، وبهذا المعنى، فالتأويل يحتوي دائما على إحالة مهمة للسؤال المطروح على أحدهم، وفهم النّص هو فهم هذا السؤال وهو ما ينتج الأفق التأويلي».
إن المقاربتين معا تقدمان نموذجا مزدوجا تحليليا بالغ الدقّة والخصوبة. والسؤال الذي يجب مقاومته هو ذاك الذي يجبرنا على الاختيار بين گادامير (أو) ريكور؛ إذ لابد من القول گادامير (و) ريكور اذا أردنا مدّ نطاق الدائرة الهرمينوسية وبالتالي كونيتها وشموليتها.
إن البحث في فكر هذين الفيلسوفين قادنا إلى التملّي والتأمل في أسئلة من قبيل :
*ما هي المسارات التي يتبعها العقل الراغب في الانفتاح على المساءلة و الحوار الهرمينوسي ؟
*ماهي دواعي الإقرار باللجوء إلى بالمقاربة الهرمينوسية ؟
*لِمَ يجب على التفكير أن يصبح تأويلا؟
د. بريمي: السيرورة التأويلية
الكلمات المفاتيح:
الآراء
-
الأستاذ بريمي، أود أن تطلعنا على جديد أبحاثك في مضمار التأويلية..فالكثير من المتنطعين يتطاولون على مثل هذه المجالات البحثية دون وجه حق.
اترك رد