بيان مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين

بيان مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين
عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة

حول المؤسسات والأعمال الفائزة بالجائزة

في دورتها الرابعة لعام 1431هـ , 2010م

عقد مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة اجتماعه الثاني يوم الإثنين 4/3/1432هـ الموافق 7/2/2011م برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز ـــ مستشار خادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس أمناء الجائزة ـــ وبحضور أعضاء المجلس, وخصص الاجتماع لاستعراض تقرير اللجنة العلمية للجائزة عن سير العمل بالجائزة ومناقشة أسماء المؤسسات والأعمال المتنافسة والمرشحة لنيل الجائزة في فروعها الخمسة التالية:

• جائزة الترجمة في مجال جهود المؤسسات والهيئات.

• جائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية.

• جائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.

• جائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية.

• جائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى. و

قرر المجلس ما يأتي:

أولاً: منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات: لـ ” المنظمة العربية للترجمة “؛ فقد انطلقت أعمال المنظمة عام 1999م وازدهر إنتاجها كماً ونوعاً مثمراً عن مئة وخمسة وعشرين عملاً، وتنوعت مجالاتها المعرفية كما تعددت اللغات المنقول منها كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، واتسمت تلك الأعمال في مجملها بجودة الترجمة ووضوح معانيها وسلامة إجراءاتها التي تمر عبر سلسلة من مراحل الإنتاج بإشراف لجان مختصة للاختيار والمراجعة والتدقيق، ويزيد من جودة الأعمال التزام المنظمة باحترام حقوق الملكية الفكرية، ومن ضمن اهتماماتها عنيت المنظمة بإقامة المؤتمرات والملتقيات المختصة بنشاط الترجمة؛ فتنظم المؤتمر العربي للترجمة كل عامين، وعقدت الملتقى العربي الأول للترجمة، وتصدر مجلة مختصة تحمل عنوان “العربية والترجمة”، واهتمت المنظمة ببناء علاقات الشراكة والتحالفات الإستراتيجية مع عدد من المؤسسات الداعمة لنشاطها في مجالات الترجمة.

ثانياً: حجب الجائزة في مجال ” العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى “؛ وذلك لعدم ورود أية ترشيحات للمنافسة على جائزته.

ثالثاً: منح الجائزة في مجال ” العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” ( مناصفةً ) بين كل من: أ‌- الدكتور/ محمد بن عبدالله الزغيبي: عن ترجمته لكتاب “الفيزيولوجيا” من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفته/ لندا كوستانزو, يقدم الكتاب شرحاً وافياً لعلم وظائف الأعضاء، مدعماً بالعديد من الصور والرسوم التوضيحية. وتعد ترجمة الكتاب إضافة مميزة تسهم في سد حاجة المكتبة العربية إلى مثل هذه العلوم، وقد وفق المترجم في نقل مضمون العمل الأصل وصياغة عباراته بلغة واضحة وأسلوب سلس مستفيداً من معرفته وتخصصه الدقيق في علم وظائف الأعضاء. ب‌- الدكتور/ عبدالله بن علي الغشام، والدكتور/ يوسف أحمد بركات، عن ترجمتهما لكتاب “مبادئ تغذية الإنسان” من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه: مارتن ايستوود الذي تناول فيه مكونات الغذاء وآثاره والعوامل المؤثرة في أنماط التغذية عند الأفراد والمجتمعات، ويقدم العمل رؤية جديدة تربط بين مكونات الفرد الوراثية وتعامله مع المواد الغذائية؛ ولذا يحظى العمل بأهمية بالغة لدى المختصين، واختياره للترجمة إلى اللغة العربية اختيار موفق توَّجه المترجمان بمستوى رصين ومتميز من الترجمة حافظا فيها على مضمون العمل وأحسنا نقل مفرداته ومصطلحاته بدقة، واتصفت الترجمة في تراكيبها النحوية والدلالية بالسلامة والخلو في مجملها من الأخطاء، وامتازت بالأمانة العلمية وإضافات الشرح والتوضيح؛ وأضافت مكسباً علمياً جديداً إلى المكتبة العربية وحققت جانباً من جوانب الاتصال المعرفي.

رابعاً: منح الجائزة في مجال ” العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ” (مناصفة) بين كل من: أ‌- الدكتور/جورج زيناتي، عن ترجمته لكتاب ” الذاكرة , التاريخ , النسيان ” من اللغة الفرنسية؛ للمفكر/ بول ريكور الذي يتناول فيه الحديث عن ثلاث قضايا فكرية وفلسفية عميقة فيدرس الذاكرة بوصفها نقطة انطلاق لمسيرة البشرية ويحاول فهم التاريخ عبر فهم علاقة الإنسان بالماضي ويدرس الحاضر استناداً على ما ينتجه من حوار أو صراع بين عنف الواقع وأمل المستقبل، ويؤسس العمل لإقامة حوار بين مختلف الحضارات التي أنشأها الإنسان على مر العصور، وبالرغم من المفاهيم والمصطلحات الفلسفية العميقة التي يتضمنها العمل الأصل فقد تمكن المترجم من استيعاب النص الأصل ووفق في نقله إلى اللغة العربية بلغة سليمة ومضامين واضحة، وسعى إلى توخي الدقة في النقل ملتزماً بمقتضيات الأمانة العلمية. ب‌- الدكتور/محمد بدوي, عن ترجمته لكتاب “تأويل الثقافات” من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه/ كليفورد غيرتز الذي يناقش مسألة التراث والثقافة من منظور الأنثروبولوجيا الرمزية أو التأويلية التي تقوم على تأمل الثقافة ودراستها بوصفها كياناً مستقلاً، ويعد العمل مرجعاً أساسياً للمختصين في علم الإناسة، وعليه فترجمة هذا العمل تحتل موقعاً عال من الأهمية تكفل المترجم بها فجاءت ترجمته دقيقة وأمينة حافظت على مضمون العمل الأصل وسعت في نقل مصطلحاته وعباراته بوضوح، وأسهمت الترجمة في إضفاء قيمة جديدة إلى المكتبة العربية في ما يتصل بعلم الإناسة مؤكدةً على تفاعل الثقافات وتواصلها وإقامة الحوار بين شعوبها.

خامساً: منح الجائزة في مجال ” العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى ” (مناصفة) بين كل من:

أ‌- الدكتور/فرانس شوب، عن ترجمته لكتاب “ابن رشد: كتاب فصل المقال وتقرير مابين الشريعة والحكمة من الاتصال” إلى اللغة الألمانية, لمؤلفه/ ابن رشد الذي أكد فيه على مشروعية الفلسفة وعلم المنطق والاشتغال بهما والتوفيق بين الشريعة والفلسفة جامعاً ما بين العقل والإيمان ومفنداً ادعاءات تعارضهما، وقد وفق المترجم في نقل مضامين العمل إلى اللغة الألمانية نقلاً أميناً حافظ فيه على روح نص العمل الأصل رغم ما تعتريه من عقبات لغوية ودلالية، وأحسن المترجم صنعاً بإضافة الشروح والتعليقات التوضيحية، وأجاد في اتباع منهج الترجمة الثنائية مراعياً الفروق اللغوية بين اللغتين العربية والألمانية، ويشكل العمل المترجم وسيلة من وسائل التعريف بالفكر والحضارة العربية والإسلامية وتعزيز الحوار بين الثقافات.

ب‌- الدكتورة/ يولانده غواردي، و حسين بن شينة, عن ترجمتهما لكتاب “الأسرار في نتائج الأفكار: آلات مذهلة من ألف عام” إلى اللغة الإيطالية؛ لمؤلفه/ أحمد المرادي الذي ألف كتابه في القرن الحادي عشر الميلادي وضمنه اختراعاته وابتكاراته من الأعمال الهندسية والميكانيكية موضحةً برسومات وأشكال هندسية بالغة التعقيد، ويكشف العمل عن أحد جوانب إسهامات علماء العرب والمسلمين وأدوارهم في مد الحياة الإنسانية بالاختراعات والآلات المبتكرة والتي كانت أحد ركائز الاكتشافات والتطورات العلمية الحديثة، وامتازت الترجمة بأسلوب واضح ودقيق, وقد نجح المترجمان في تقديم عمل محقق ومترجم معاً حيث تجاوزا إشكاليات العمل الأصل وما اعتراه من تصحيف أو تحريف, وأضافا الشروح والتعليقات المهمة.

سادساً: انطلاقاً من رؤية الجائزة إلى الترجمة أداةً فاعلة في التواصل الحضاري والثقافي وعاملاً من عوامل التقدم العلمي والفكري، وتنشيطاً لحركة الترجمة وتقديراً للمبرزين من المترجمين؛ فقد قرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات ، وهما كل من:

1. الدكتور/ تشونغ جيكون, صيني الجنسية, نال درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها, وعمل رئيساً لجمعية بحوث الأدب العربي بالصين, ومستشاراً لمجلة الآداب الأجنبية, عُني كثيراً باللغة العربية؛ فأنتج أكثر من ثمانين عملاً ما بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، وقد كان لجهوده الأثر البالغ في مد جسور تواصل الحضارة الصينية بالثقافة العربية وآدابها وحضارتها, وأسهمت أعماله العلمية في تعزيز التواصل الحضاري بين الثقافات الإنسانية.

2. الدكتور/ محمد عناني، مصري الجنسية، نال درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية، وعمل أستاذاً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة, ورئيساً لتحرير مجلة سطور ومجلة المسرح, له نتاج قارب المائة عمل ما بين التأليف والترجمة، وكان لجهوده في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية أثرٌ واضحً وجلي في الارتقاء بمستوى الترجمة ورفد المكتبة العربية والأجنبية بالعديد من الأعمال المتميزة خاصة في مجال الإبداع الأدبي العالمي؛ ما كان له دور في التعريف بالمكونات الثقافية والعلمية للحضارتين العربية والأوروبية. وفي الختام يرفع مجلس أمناء الجائزة خالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ــ يحفظه الله ــ على دعمه ورعايته لهذه المؤسسة الخيرية، ويشكر أعضاء اللجنة العلمية والمحكمين؛ على ما قاموا به من جهود عظيمة، وجميع من تعاون مع الجائزة من الهيئات والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح لنيل الجائزة، مباركاً ومهنئاً الفائزين بمجالاتها لهذه الدورة. والله ولي التوفيق.

الآراء

اترك رد