بقلم: الدكتور إدريس مقبول -أكاديمي مغربي
تنطلق الورقة من فرضية الحاجة لتعديل زاوية النظر لموضوع حقوق الإنسان وحقوق الطفل باعتبار الأمر يتعلق بنموذج إدراكي متحيز للمنظومة الغربية في معالجة قضية غاية في الحساسية، فمن حقوق الأفراد منعزلين ومقطوعين عن بنية الجماعة والأسرة نحتاج أن نعيد الاعتبار للبنية الأكبر ألا وهي بنية الأسرة الحاضنة.
كما تحاول الورقة تسليط الضوء على السياق المتناقض الذي تعيشه الأسرة المسلمة في الغرب تحديدا مما يطرح أكثر من سؤال عن فاعلية التربية داخل مناخات علمانية شاملة تحاصر كل محاولة للتدخل التربوي الإيجابي على أنه تدخل يستهدف تهديد منظومة “الحقوق والحريات” داخل هذه البنيات الثقافية المضيفة.
فإلى أي حد تخدم هذه السياقات المتناقضة في ضمان تكوين شخصية أطفال متمتعين بحقوقهم حقا وصدقا؟
التناقض لا يصنع في الواقع الغربي أوضاعا طبيعية، بل يسهم أكثر في توسيع دائرة الشروخ في نفسيات الأطفال، بين البيت الذي ينطلق من بنية ثقافية ودينية مختلفة تماما عن بنية الخارج شارعا ومدرسة وفضاءات عامة، وشأن هذا التناقض أن يترك مخلفات سلبية على التوازنات النفسية للناشئة، ويسهم بقدر كبير في الرفع من معدلات الانفلات والانحراف.
اترك رد