الدكتور محمد إكيج: أستاذ بالمعهد العالي للقضاء (المغرب)
“الاعتراف بالآخر الديني ومستلزماته الأخلاقية والحوارية”، مقاربة معرفية ومنهجية لموضوع حساس يبحث في تعاليم الدين الإسلامي وأحكامه عن المستلزمات الضرورية للاعتراف بالآخر الديني وإمكانية التعايش معه في فضاء مشترك وفي ظل سلطة مدنية تستوعب الجميع مسلمين وغير مسلمين، خاصة في ظل تنامي ثقافة “رفض الآخر” في البيئة العربية والإسلامية بسبب القراءة المتعسفة لبعض النصوص الدينية المنظمة للعلاقة بين المسلم وغير المسلم، أو بسبب استحضار اجتهادات فقهية ونصوص ثقافية قديمة نُسِجت في ظروف وأوضاع خاصة، وتقديمها على أنها تمثل صميم الدين وجوهره والقول الفصل في هذا الباب.
وخاصة أيضا أن الدين – كمفهوم وتمثّل – يمكن أن يكون عامل تأسيس لسلم حضاري يرتقي بالحضارة الإنسانية، والتأسيس لسلم اجتماعي وطني يحفظ للبلدان العربية والإسلامية تنوعها الديني والثقافي والحضاري.. أو يكون عامل تأجيج لصراعات مدمرة تنتهك كل المحرمات وتتجاوز كل الحقوق، بناء على طبيعة الرؤية التاريخية والرمزية التي يحملها المتدينون، وطبيعة العلاقة التي تربطهم بدينهم أو طائفتهم وانعكاسها على أهل الأديان والطوائف الأخرى؛ فإن الحاجة تدعو إلى ضرورة توظيف المقولات الدينية لترسيخ ثقافة التعايش والاعتراف بالآخر وفق ضوابط أخلاقية وحوارية نابعة من جوهر الدين ومقاصده العليا.
وقد قسمت هذه الدراسةإلى ثلاثة محاور، خصصت الأول للمقاربة المفاهيمية لمصطلح “الآخر”، ثم للدلالة الموضوعية والتاريخية لهذا المفهوم في الخطاب العربي والإسلامي، بينما أفردت الثاني لبسط الحديث عن أهم المستلزمات الأخلاقية للاعتراف بالآخر، في حين تناولت في الثالث المستلزمات الحوارية لذات الاعتراف، ثم ختمتها بأهم الخلاصات والاستنتاجات المرتبطة بالموضوع.
اترك رد