ذ. عصام بوشربة: ماجستير في العقيدة والفكر الإسلامي المعاصر بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة
تقديم :
يعتبر الإعجاز كظاهرة قرآنية أحد المباحث الخصبة والثرية؛ ومتعلق الثراء والخصوبة ارتباطه بالنص القرآني؛ خطاب الله للإنسان، المنفتح في كل آن على كل جديد لمن أراد تلاوته وتدبره وبحثه، ومنطلق الإعجاز يبدأ منذ نزول القرآن، ومن تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة القرآنية أمام قومه؛ حيث كان هذا مبعثا للدهشة لحسن اللغة ، وذوقها المتفرد، المنبئ عن قول فاق ما جادت به قريحة العرب .
ثم ينتقل هذا الذوق من السماع والتلاوة إلى البيان والمعنى، وجاء هذا في تناول المفسرين لآيات الإعجاز بالشرح والتفسير، فكان مدخلا لتبلور فكرة الإعجاز، وكانت البداية ببحث الإعجاز عند المتكلمين كدليل على صدق النبوة وشاهدا على مصدرية القرآن ، كما أخذ حظا وفيرا كدراسة بيانية بلاغية للتعبير القرآني عند أهل البلاغة وعلماء اللغة، ليوسع البحث فيشمل مواضيع ومضامين الإعجاز كمحاولة للإجابة عن سؤال: بماذا كان القرآن معجزا ؟ فاختلفت الأقوال بين مثبت وناف، وبين موسع ومضيق فيما أصبح يعرف بـ”وجوه الإعجاز” .
وتعددت المدارس والاتجاهات في دراسة إعجاز القرآن، وظهرت الكتب والدراسات؛ منها من تناوله كمبحث مستقل أفرده بتأليف خاص مثل ما نجده عند محمد بن يزيد الواسطي (ت306ه-919م) في” إعجاز القرآن”، وهناك من تناوله كفكرة ضمن مباحث أخرى في اللغة، أو في علوم القرآن مثل كتاب ” الإتقان في علوم القرآن ” لجلال الدين السيوطي(849-911ه /1445-1505م)، أو في كتب التفسير عند تطرق المفسرين لآيات الإعجاز .
اترك رد