ابتكار مواد كيميائية صديقة للبيئة بالتعاون مع مؤسسات عالمية

أكد الدكتور ميرت أتليهان الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكيميائية (جامعة قطر) ابتكار مواد صديقة للبيئة بالتعاون مع مؤسسات عالمية ، وأضاف في لقاء صحفي معه أهمية دولة قطر كمصدر للغاز الطبيعي والبترول في العالم، وطالب بضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل الحفاظ على استدامة هذه الموارد من جهة، وعلى السلامة البيئية من جهة أخرى. و سلط الضوء على ضرورة دراسة وتطوير الطرق الممكنة من أجل ضبط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في سبيل تحقيق التنمية البيئية بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.

وتحدث الدكتور ميرت عن مشروعه البحثي بعنوان “تصميم محفزات لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون” الذي حصل على جائزة وعلى دعم مادي من برنامج “الأولويات الوطنية للبحث العلمي فئة المقترحات الاستثنائية” التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. ويهدف هذا المشروع البحثي إلى تطوير تقنيات جديدة ستحدث نقلة نوعية في مجال أنظمة معالجة الغازات المنبعثة وتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون.

وفيما يلي أهم ما دار في هذا اللقاء :

1- ما هي أحدث الأبحاث التي قمتم بها؟ وما هي أهميتها في دولة قطر؟

نحن نقوم بالعديد من المشاريع البحثية حول الاستخدام الفعال للغاز الطبيعي في دولة قطر، ومعرفة مكوناته وكيفية تصديره إلى العديد من الدول في العالم. وتهدف هذه البحوث بشكل عام إلى تحقيق الاستدامة البيئية من جهة، واستدامة آبار الغاز الطبيعي من جهة أخرى. وفي هذا الإطار، تتمحور البحوث التي نقوم بها بجامعة قطر حول معالجة المشاكل البيئية الناجمة عن استخدام الغاز الطبيعي وغيره من مصادر الطاقة مثل النفط الأحفوري. كما تهدف هذه البحوث إلى معالجة الآثار السلبية الناجمة عن احتراق الغاز الطبيعي من أجل توليد الكهرباء، مما يسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر سلبيا على البيئة.

ونقوم بدراسة كل هذه المشاكل والعوامل السلبية الناجمة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بهدف إيجاد الحلول المناسبة والتوصل إلى ضمان السلامة البيئية، بما يتماشى مع أهداف التنمية البيئية وهي إحدى ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.

وفي هذا الإطار قمنا بالعديد من المشاريع البحثية بهدف إنتاج مواد كيميائية جديدة مثل السوائل الأيونية والمركبات الكيميائية، لحل مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات العالمية مثل جامعة بورغوس في إسبانيا والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا. وتقوم هذه المشاريع على قياس الكثافات والحدود القصوى لمراحل خليط الغاز الطبيعي القطري والعمل على تطوير معادلة منطقية لتوصيف التضارب بين البيانات والممارسات في عملية قياس مستوى كثافة الغاز، بالإضافة إلى إنشاء بيانات خاصة بالضغط والحجم ودرجة الحرارة لمعرفة خصائص الغاز الذي نقوم بضخه للأنابيب والمحطات. ومن هنا ضرورة إيجاد مواد جديدة لحل مشكلة تصلب الغاز الطبيعي في الأنابيب من أجل ضمان استدامتها.

ويهتم المشروع البحثي الذي نعمل عليه في الوقت الحاضر بـ”تصميم محفزات لتحويل غاز ثاني أوكسيد الكربون”، وتطوير تقنيات جديدة ستحدث نقلة نوعية في مجال أنظمة معالجة الغازات المنبعثة وتحويل غاز ثاني أوكسيد الكربون، وذلك بالتعاون مع باحثين بجامعة تكساس أي أند إم في الولايات المتحدة الأميركية وجامعة نورث ويسترن – قطر. وفي هذا الإطار، نحن نقوم بالعديد من الشراكات البحثية من أجل التوصل إلى وضع أسس تصميم محفزات مبتكرة لتحويل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى نفط، مما يسهم في الحفاظ على السلامة البيئية وعلى موارد الطاقة.

2- ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم خلال العمل على أي مشروع بحثي؟

نواجه العديد من التحديات خلال قيامنا بأي مشروع بحثي، وأبرزها يعود إلى العوائق المادية إذ تتطلب البحوث دعما ماديا لتأمين المواد والأجهزة اللازمة وتأهيل وصيانة المختبرات. وهنا أريد تسليط الضوء على مشكلة توفير المعدات الضرورية للبحوث، وذلك لا يقتصر فقط على التحديات المادية بل أيضا على عامل الوقت إذ يتطلب استيراد المعدات من الخارج وقتا طويلا مما يؤخر سير العملية البحثية.

3- كيف تساهم الشراكات بين جامعة قطر والمؤسسات الأخرى في إنجاح المشاريع البحثية؟

ترتكز المشاريع البحثية على العمل الجماعي من جهة، وعلى التواصل وتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين من جهة أخرى، مما ينعكس إيجابيا على قيمة العمل وجودته. وتعتبر الشراكات بين جامعة قطر والمؤسسات المحلية والعالمية عنصرا مهما لدعم وإنجاح المشاريع البحثية. وفي هذا الإطار، تتعاون كلية الهندسة بجامعة قطر مع المراكز البحثية في الجامعة، ومع العديد من الجامعات المحلية مثل جامعة تكساس أي أند إم في قطر، ومع أكثر من عشر جامعات حول العالم.

وتقوم أهمية هذه الشراكات على تعزيز المشاريع البحثية من حيث العمل الجماعي، مما يسهم في إغناء المشروع البحثي وعامل الابتكار عبر وضع الأفكار والخطط وتبادل التجارب والخبرات وتقاسمها بما يصب في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، تماشيا مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

4- ما هي الجوانب الإيجابية والسلبية الناجمة عن استخدام السوائل الأيونية كمصدر بديل للطاقة؟

تعتبر السوائل الأيونية مذيبات صديقة لبيئة إذ إنها لا تلوث الهواء بسبب الغازات الضارة في التجارب الكيميائية، بالإضافة إلى كونها مواد غير سامة وقابلة للتحلل البيولوجي. وتعتمد خواص السوائل الأيونية على تركيب الأيون الموجب والأيون السالب، فبتغير الأيونات من الممكن الحصول على سوائل أيونية ملائمة لاستخدام معين. وتعد السوائل الأيونية عموما مكلفة للغاية للتطبيقات الصناعية، وبما أن القطاع الصناعي لا يزال تقليديا، فإن استخدام أي مواد جديدة لتوليد الطاقة يستغرق وقتا طويلا، بالإضافة إلى الاحتياجات المالية والتكنولوجية الضرورية لتنفيذ مثل هذه المشاريع الحديثة، وتوسيع رقعة استخدام مخرجاتها لدعم مصادر الطاقة الأحفورية المحدودة.

5- باعتبار الغاز مصدرا للطاقة النظيفة، كيف ترون مستقبل الغاز في صناعة الطاقة في قطر؟

يتميز الغاز عن النفط بكونه مصدر طاقة صديق للبيئة من حيث انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون مما يجعله بديلا عن النفط في إنتاج الطاقة. وفي الوقت الحالي يشهد قطاع إنتاج وتوليد الكهرباء في العالم وخاصة في قطر، توجها إلى استخدام الغاز بسبب نقاوته وفعاليته.

وفي هذا الإطار أحدثت قطر بنية خاصة لاستقطاب استثمارات، كما أقامت قاعدة صناعية قوية بحكم توفرها على واحد من أكبر حقول الغاز في العالم، مما يدعم عمليات التصنيع والنقل. وتسعى قطر إلى الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية في إطلاق منتجات بتروكيمياوية جديدة ومشتقات صديقة للبيئة بدل الارتهان إلى عملية تصدير الغاز فقط.

وتجد الإشارة إلى أن الدكتور ميرت أتيلهان تخرج من جامعة إيجة في تركيا حيث حصل على شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة الكيميائية، وانضم بعدها إلى جامعة تكساس إيه أند أم في تكساس حيث حصل في عام 2004 على شهادة الماجستير ومن ثم على درجة الدكتوراه في عام 2007. وعمل في عام 2007 كأستاذ مساعد في جامعة قطر، ليصبح في عام 2012 أستاذ مشارك في قسم الهندسة الكيميائية في الجامعة. ولديه أكثر من سبعين ورقة بحثية منشورة في المجلات البحثية، والعديد من المحاضرات.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد