العرباوي هاجر: جامعة أبو بكر بلقايد – تلمسان
توطئـــــــة:
يرتبط الالتزام بالأدب التزامًا موضوعيا، وقد يرتبط بالحياة كذلك ارتباطًا وثيقًا مما قد يضفي على شعور الأديب والفنّان إحساسًا قويًا، وهكذا فالأديب ابن بيئته يسعى دائما إلى ربط معاناته بالواقع المعاش، بحيث يحاول جاهدًا استكشاف واستنباط الحقائق الجوهرية التي تعمل على إثراء الخبرات وإيقاظ الشعور، وتهيئة الإحساس ومحاولة إيجاد الحلول المبهمة وكذلك محاولة سبر أغوار الحياة ودراستها في صورة أوضح: إنّ الالتزام في الأدب يعنى: بمشاركة الشاعر أو الأديب بقضايا النّاس وتطلعاتهم وحتى رؤاهم السياسية والثقافية والاجتماعية، فيقف هذا الأديب أو الشاعر وقفة موضوعية فيها الكثير من الحزم لمواجهة تحديات المجتمع أما الإلزام فقد يتخطى فيه الأديب أو الشاعر الحرية والاختيار، فيتجه بفكره وتطلعاته إلى مواضيع خاصة لكن التطرق إليها أو دراستها يكون نوعا ما عن إكراه أو حتى إجبار، ولهذا ارتأينا بأن نعرّف الالتزام والإلزام من حيث اللغة والاصطلاح ونوّضح موقف الالتزام والإلزام من الأدب؟
– يعد مفهوم الالتزام والإلزام من المواضيع الهامة في الدّراسة الأدبية، ولتحديد المصطلحين يجب التّعريف بهما من حيث اللّغة الاصطلاح.
الالتزام لغة: باب الله وما يثلثهما (لزم) م والزّاء والميم أصل واحد صحيح يدل على مصاحبة الشيء بالشيء دائما يقال، لزم الشيء، يلزمه واللّزام العذاب الملازم للكفار.[1]
التزم: يلزم التزاما الشيء: أوجه على نفسه[2] والملتزم: من يتعهد بأداء قدر من المال لقاء استغلاله أرضًا من أراضي الدولة.[3]
أمّا الإلزام لغة: من[ألزم إلزامًا]: الشيء أثبته أدامه، المال والعمل أو بالمال والعمل: أوجبه على نفسه. القرية أو العشر أو غيرها، ضمنها بمال معيّن يدفعه للحاكم بدل ريعها، واللاّزم: لازمة ج لوازم[المِلزَمة والمِلزَمُ]: خشبتان أو جديدتان، تشد إحداهما إلى الأخرى بواسطة مفتاح، أو يشبهه، يجعل ما بينهما ما يراد الضغط عليه[4] ولَزِم: يلزم لزومًا ولزَامَا الشيء: ثبت ودام والأمر: وجب حكمه، وبيته أو فراشه: لم يفارقه والصّمت: أمسك عن الكلام، لزوم: اللّزوم هو ما وجب حكمه، ولزام: كان لَزَامًا عليه أن يفعل ذلك، كان من الواجب عليه أن يفعل ذلك، كان لابد له من أن يفعل ذلك.[5]
اترك رد