المتلقي وظاهرة العنف في القصيدة العربية المعاصرة (نزار قباني ومظفر النواب) .. بغاديد عبدالقادر

بغاديد عبدالقادر: جامعة أحمد بن بلة السانيا وهران – الجزائر

تمهيد:
تُمثل ظاهرة العنف بكل أشكالها اللفظية والجسدية والعرقية والطائفية صورة سلبية داخل المجتمعات الإنسانية بصفة عامة، والمجتمع العربي على اختلاف أطيافه وتركيباته العرقية والدينية لا يخلوا من الظاهرة على الرغم من تنافي هذا السلوك المُشين مع تعاليم الأديان السماوية. وإذا ما سلمنا بأنه ليس للعنف لا لونٌ ولا رائحةٌ، فهل يحق لنا الحديث عن عنف أدبي؟ ومن دون شكٍ فإنّ العنف كسلوك إنساني يتنافى وما جُبِل عليه الإنسان وطبيعة تكوينه الآدمي، فاللجوء إلى العدوانية والقوة لانتزاع حقٍ أو مصادرته أو السطو على ملكيةٍ فرديةٍ أو جماعيةٍ يُعدُ استثناءً فرضته جملة من الأسباب والظروف سواءٌ كان مصدر هذا الفعل فردي أو جماعي، وعليه لا يمكننا اعتبار العنف ظاهرة جديدة وليدة اليوم، وإنما هي ظاهرة تضرب بجذورها في عمق تاريخ البشرية منذ بدء الخليقة ووجود الإنسان على سطح الأرض وما قصة قابيل وهابيل إلاّ خير مثال على ذلك حيث شهدت هذه القصة أول عنف يمارسه الإنسان ضد أخيه الإنسان ﴿ فطوّعتْ لهُ نفسُه قتلَ أخيهِ فقتله فأصبحَ من الخاسرينَ﴾(1)
إنّ شُّيوع مصطلح العنف كثيرا ما يتم تداوله في كلامنا سواء في أحديثنا العامة أو في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة مثل: التطرف، العنف الأسري، العنف المجتمعي، العنف ضد المرأة، العنف والجنس، العنف في الملاعب… وقد حاولت الكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية الوقوف عند هذه الظاهرة وإفرازاتها انطلاقا من المحيط الأسري الذي تشوبه اليوم علاقات أسرية مفككة كارتفاع حالات الطلاق والخُلع نتيجة لأسباب اجتماعية وأوضاع اقتصادية صعبة، كما شكلت الحروب الكونية التي عرفها العالم خلال القرن الماضي وما نتج عنها من أرقام خيالية لعدد الضحايا والمهجرين وعمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية لبعض الطوائف لأسباب دينية كالحرب الطائفية في رواندا، وإبادة طائفة الروهينغا في دولة نينمار محيطا تنامت فيه روح الكراهية والحقد لاعتبارات سياسية وثقافية ودينية، كما لا يمكن إغفال تراجع دور مؤسسات التعليم والتربية، كالمدرسة والجامعة في ظل انفتاح العالم على مُتغيرات جديدة كانتشار الفضائيات وشبكة المعلوماتية، وجنوح الكثير من أطفالنا إلى الألعاب الالكترونية ( كألعاب الحرب والقتال) كلها عوامل تضافرت وتداخلت لتفرز عنفا مجتمعيا أصبح اليوم يهدد والأمن والسلم الاجتماعيين.

للاطلاع على الدراسة


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

رد واحد على “المتلقي وظاهرة العنف في القصيدة العربية المعاصرة (نزار قباني ومظفر النواب) .. بغاديد عبدالقادر”

  1. الصورة الرمزية لـ محمد مكاحلية
    محمد مكاحلية

    شكرا

اترك رد