عنوان الفعالية: الخطاب التكفيري في الفكر العربي الحديث والمعاصر
تاريخها: 22-21-20 أفريل 2017
نوعها: دولية
التصنيف: ندوة
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: مخبر بحث تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الإنسانيات – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
إنّ المتأمّل في ما يقع اليوم من أحداث مدمّرة في أماكن عديدة من العالم يُمكنه أن يتبيّن بكلّ يسر تفشّي ظاهرة الإرهاب وانتشارها وتوسّع رقعتها في الشّرق والغرب وآثارها الكارثية في الأرواح والعمارة والاقتصاد والأمن الفردي والجماعي.
والملاحظ –كذلك-أنّ الحركات الإرهابية كثرت في العالم، وقويت شوكتها، وسعى زعماؤها إلى السيطرة على بعض المواقع في بعض الدول العربية خاصّة والاستيلاء على مصادر الثروة فيها (استيلاء الدواعش على بعض آبار النفط في كل من العراق وليبيا). وقد تحوّلت بعض الحركات الإرهابية من مجموعة إلى دولة لها جيشها ورايتها الخاصّة وموقعها الجغرافي الذي استولت عليه بالحرب والإبادة وإجبار السكّان الأصليين على النزوح والهجرة إذا نجوا من الإبادة (ما يقع في سوريا والعراق خير دليل على ذلك).
ومن الجليّ أيضا أنّ ظاهرة الإرهاب لم تكن في معزِل عن ظاهرة فكرية مصَاحبة للإرهاب هي ظاهرة الفكر التكفيري التي اشتدّ عودها في العالم العربي والإسلامي في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين خاصّة بعد حدث ما يُسمّى بـ “الثورات العربية” أو “الربيع العربي” الذي تحوّل في بعض البقاع إلى شتاء مظلم ممطر صواعق وعواصف وبَرَدًا و “حجارة من سجّيل” ترمي الأرواح البريئة “فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ” (الحاقة69/7) والمُدن “وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا” (البقرة 2/259). وشرّ ما ترى الناس صغارا وكبارا، نساء ورجالا، أطفالا وشبّانا وكهولا وشيوخا يُذبحون أو يُنحرون على أصوات التهليل والتكبير “الله أكبر”.
لقد انتصبت مجموعات في الفضاءات العامّة وفي المساجد والجوامع للإفتاء والحكم على ضمائر الناس وإصدار حكم التكفير وما يترتّب عليه من إهدار دماء أبرياء في خضمّ أصوات تصرخ “الله أكبر “، فصارت الأرواح البريئة تزهق “باسم الله” وباسم الدين وحقوق الله ومحاربة الكفّار. وكان المُكَفِّرُونَ يتسلّحون دائما بخطاب تكفيري يطفح عنفا وحقدا وانغلاقا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجماعات المُكَفِّرَةِ تحوّلت من أفراد وجماعات إلى مجموعات كبيرة بل إلى إمارة أو خلافة ونظام سياسي يقوم على “البيعة” و”الشريعة”، ويتمثّل دوره في شنّ الحروب والغزوات وممارسة القتل ضدّ كلّ مخالف في الرأي في الشأن الديني. وقد اعتقد المُكَفِّرُونَ أنّهم يسيرون على خطى النبيّ وسنّته السمحة وعلى منهاج الخلفاء الراشدين والسلف الصالح متناسين أنّ الإسلام لا يبيح قتل من نطق بالشهادتين ولا من كان من “أهل الكتاب” ولا حتّى من “دخل بيت أبي سفيان”.
لكنّ المتأمّل في تاريخ الأفكار يمكن أن يتبيّن أنّ الخطاب التكفيري لم يكن وليد عصر الحداثة في العالم العربي والإسلامي، بل يمكن القول إنّه ممتدّ بجذوره في عمق التاريخ، فبالعودة إلى التاريخ الإسلامي يمكن أن نكشف عن عديد الأمثلة التي مارس فيها هذا الخطاب سلطته ووسم الكثير من الأشخاص بالكفر، ونادى أصحابه بتطبيق أحكام الشريعة في من ارتدّ أو كُفِّرَ. ففرقة الخوارج كفّرت عليّا وعثمان والحَكَمَيْن عَمْرًا بن العاص و أبا موسى الأشعري وأصحاب الجمل وكلّ من رضي بالتحكيم أو ارتكب ذنوبًا…
ورُمي عبد الله بن المقفّع وبشّار بن برد بالزندقة، فقُتل الأوّل شرّ قتلة وضُرب الثاني سبعين سوطا في عهد الخليفة العبّاسي المهدي حتّى مات. ثمّ إنّ مأساة الحلاّج وموته بطريقة شنيعة معروفة في كتب الأدب والتاريخ، وقد كُفِّرَ وعُذِّبَ وصُلِبَ…
وقد كفّر أبو حامد الغزالي الفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة” في ثلاث مسائل وبدّعهم في سبع عشرة مسألة، لكنّه لم يَدْعُ إلى مقاضاتهم ولا إلى مصادرة كتبهم.
بيد أنّ الخطاب التّكفيري لم يكن مقصورا على الدّين الإسلامي ولا على الثقافة العربيّة الإسلامية لأنّه في الحقيقة منتشر في الفكر الديني عامّة. فلقد حكم السنهدريم –وهو المجلس الديني الأعلى الممثّل للمؤسّسة الدينية لدى اليهود-على المسيح بالتجديف، فحُوكِمَ وعُذِّبَ وأُهين ومات مصلوبًا حسب ما روت نصوص العهد الجديد.
أمّا أمثلة الخطاب التكفيري في المسيحية فكثيرة جدّا. وقد تكون محاكم التفتيش التي ظهرت في الغرب قبل عصر النّهضة أجلى مثال على ذلك، وقد صَلِيَ بنارها الموقدة مسلمون (في اسبانيا) ومسيحيون ويهود وعلماء كبار من أشهرهم نيكولا كوبرنيك الذي بيّن في نظريّته مركزيّة الشّمس في الكون وثباتها ودوران الكواكب –بما في ذلك الأرض –حولها (= حول الشّمس) مبطلا بذلك نظرية بطليموس القائلة بمركزية الأرض في الكون. وقد رفضت المؤسّسة الدينيّة (الكنيسة) هذه النظرية لأنّها بدعة تتناقض مع ما ورد في الكتاب المقدّس.
ولا يختلف شأن غاليليو غاليلي Galilio Galilée عن شأن كوبرنيك ، فقد اتّهمت الكنيسة غليلاي بالهرطقة في شهر جوان 1633 بعد المثول أمام محكمة التفتيش بسبب تأكيده نظرية كوبرنيك وإثباتها بعد اختراعه منظارا فلكيّا تتجاوز قدرته على تكبير حجم الأشياء عشرين مرّة مكّنه من مشاهدة ظواهر فلكيّة لم تشاهد من قبل.
والغريب في الأمر أن يغزو الخطاب التكفيري بعض الفضاءات الجامعية في البلاد العربية، والأغرب من ذلك أن تتبنّى بعض الأطراف فيها هذا الخطاب، فتدافع عن أصحابه وتدفع بالفكر الحرّ والمستنير والمجدّد في حقل العلوم الإنسانية إلى المحاكم للمقاضاة بتهمة الكفر أو الردّة أو الإساءة إلى الدّين ورجاله الصالحين… و”ممّا يُؤسف أنّ العاصفة التي واكبتْهَا ]=رسالة الفنّ القصصي في القرآن الكريم لمحمد أحمد خلف الله[ والزوابع التي قابلت كتابيْ طه حسين وعلي عبد الرازق أرعبت من جاء بعد ذلك من الباحثين، وبذلك افتقدت جامعاتنا حرية البحث العلمي العمود الفقري لأيّ جامعة والتي بدونها لا يصحّ أن تسمّى جامعة…” وتكثر أمثلة المكفّرين في الفكر العربي المعاصر: طه حسين، محمد أحمد خلف الله، صادق جلال العظم، نصر حامد أبو زيد…
إنّ هذه الورقة العلميّة حاولت أن تبيّن أنّ الخطاب التكفيري ليس خاصّا بدين معيّن ولا بحضارة ولا بثقافة لأنّه منتشر جغرافيّا ومتجذّر تاريخيّا ومدمّر للبشريّة والعمران. ولم نكن نهدف بهذه الورقة العلمية إلى التأريخ لمحنة الفكر البشري ولا لمحنة الفكر في العالم العربي والإسلامي، وإنّما كنّا نروم الكشف عن خصائص هذا التفكير وتفكيكه وتبيّن آليات اشتغاله ومختلف مرجعياته وذلك بمعالجة المحاور التالية:
I-الخطاب التكفيري وشبكة الدوال الموصولة به: الكفر، الشرك، الردّة، الزندقة، الهرطقة، الإلحاد، الدهرية…
II-تفكيك الخطاب التكفيري: المضامين والخصائص والأهداف والأبعاد.
III-الآليات والمناهج.
IV-المرجعيّات/المصادر.
V-طرق التصدّي/المقاومة.
مواعيد هامة:
على الباحثين الرّاغبين في المشاركة أن يمدّوا مخبر البحث بمداخلاتهم طبقًا للبيانات التّالية:
-تقديم العنوان والتّلخيص 15 ديسمبر 2016.
– تقديم المداخلة في صيغتها النّهائيّة 15 مارس 2017.
العنوان البريدي: مخبر البحث: تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الإنسانيات، كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بالقيروان 3100 (ندوة الخطاب التكفيري في الفكر العربي الحديث والمعاصر).
ملاحظات:
1-تخضع جميع المقالات للتحكيم.
2-تحرّر المقالات وفق المعايير العلمية الجامعية لغة ومنهجا ومتنا وهامشا.
3-قبول المداخلة لا يعني بالضرورة نشرها.
4-يتكفّل المخبر بنشر المقالات التي تحظى بموافقة اللجنة على النشر.
5-يتكفّل مخبر البحث “تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الإنسانيات” بتكاليف الإقامة (السّكن+الأكل) أيّام انعقاد النّدوة.
المكان، و معلومات الإتصال والتواصل:
العنوان البريدي: مخبر البحث: تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الإنسانيات، كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بالقيروان 3100 (ندوة الخطاب التكفيري في الفكر العربي الحديث والمعاصر).
رئيس مخبر البحث: الأستاذ حمادي المسعودي
منسق الندوة: الأستاذ الساسي الضيفاوي – الهاتف: 97255124
نموذج المشاركة
اترك رد