بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة، استضافت جامعة قطر يوم الأحد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية السيد يوكيا أمانو وذلك للحديث عن البرنامج النووي الإيراني والعناصر الرئيسية للاتفاق النووي الإيراني وتأثير هذا الاتفاق على منطقة الشرق الأوسط والعالم. وقد حضر الفعالية رئيس الاستراتيجية والتطوير د. درويش العمادي ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. مازن حسنة وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة، واللواء الركن (طيار) ناصر محمد العلي رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة والعميد (جو) حسن صالح النصف نائب رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة وأعضاء اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة وممثلو عن مؤسسة حمد الطبية وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة وطلبتها.
وفي كلمته الترحيبية، قال د. درويش العمادي رئيس الاستراتيجية والتطوير: “تأتي هذه الفعالية ضمن نشاطات مذكرة تفاهم وقعتها جامعة قطر مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة في مايو 2015 بهدف نشر الوعي بين طلبة الجامعة فيما يتعلّق بالأسلحة النووية وخطورتها والاتفاقيات الدولية الخاصة بحظر أسلحة الدمار الشامل وذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تتناول مختلف الجوانب ذات الصلة بالطاقة والأسلحة النووية”.
وأشار د. العمادي إلى أن الوكالة الدولية للطاقة النووية ومقرّها فيينا هي الجهة الدولية التي تنظر في قضايا الأسلحة النووية بكل أشكالها وتأسست عام 1957 وتهدف الوكالة إلى التشجيع على الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية والحد من التسلّح النووي.
وفي كلمته، أشار السيد يوكيا أمانو إلى أن دولة قطر عضو في الوكالة الدولية للطاقة النووية منذ السبعينيات مما يدل على دعمها لجهود الوكالة ورسالتها السلمية في العالم. وأضاف: “تهدف الوكالة بشكل رئيس إلى استخدام الطاقة النووية لتحقيق التطوير وتحسين نوعية حياة الأفراد في مختلف دول العالم خاصة النامية منها. وقد استطعنا إحداث فروق إيجابية في حياة ملايين الناس من خلال تحقيق السلام العالمي. ورغم تعدد أنشطة الوكالة، إلا أنه يمكن وصفها على أنها تراقب اتفاقية حظر الانتشار النووي في الدول الأطراف. وقد أسهمت التكنولوجيا النووية في خفض معدّل الفقر في العالم ومعالجة كثير من الأمراض أهمها السرطان، بالإضافة إلى الاستجابة لتغيرات الجو وتحسين المحاصيل الزراعية”.
وتطرق السيد أمانو للحديث عن ما يعرف بالطب النووي وقال: “يموت آلاف الناس سنويًا بسبب مرض السرطان، إلا أن استخدام الطب النووي يُسهم بشكل كبير في تقليل معدّل إصابة الأفراد بهذا المرض. وتضم الوكالة مجموعة من أمهر الخبراء والباحثين والمتخصصين الذين يتلقون تدريبًا حول آلية توظيف الطب النووي في مختلف المستشفيات حول العالم خاصة في الدول النامية. ويضم مقر الوكالة في فيينا مختبرات يتجاوز عمرها الخمسين عامًا ولكنها مجهّزة بأفضل الأدوات والأجهزة التكنولوجية ويتم تحديثها وتطويرها بشكل دوري”.
كما قال السيد أمانو أن كثيراً من الدول باتت تعي أهمية الطاقة النووية في توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر، وبدأت العديد من الدول بإنتاج هذه الطاقة كدولة الإمارات العربية المتحدة والتي من المتوقع أن تباشر عملها في هذا الصدد في 2017.
أما فيما يتعلق بالأمن النووي، أشار السيد أمانو إلى دور الوكالة الهان في تعزيز نُظم الأمن النووي والكشف عن أية مخالفات للاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد أو أية مخالفات أخرى كالتسرب النووي وغير ذلك، ونوّه إلى أن الاجتماع المقبل في فيينا 2016 سيركز على مناقشة قضية الأمن والسلامة النووية.
وفي حديثه عن الاتفاق النووي الإيراني، أشار السيد أمانو إلى أنه منذ عام 2003، تعمل الوكالة على حل العديد من المشكلات ذات الصلة بالبرنامج النووي الايراني، وبدأت الوكالة ترى تقدمًا وتحركًا إيجابيًا منذ يوليو العام الماضي، وانتهى بتوقيع اتفاق الخمس دول النووية بالاضافة الى المانيا مع ايران . هذا الاتفاق الذي يضمن سلمية البرنامج النووي الايراني ويضع المنشأت النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من الاستخدام السلمي للمواد النووية.وبدأت ايران تنفيذ هذا الاتفاق منذ يناير من هذا العام.
واختتم السيد أمانو حديثه بالتشديد على دور التكنولوجيا والعلوم النووية في تحسين حياة الأفراد والارتقاء بها وتحقيق الأمن والسلام في العالم. كما أجرى السيد أمانو نقاشاً مع الحاضرين رد فيه على أسئلتهم المتعلقة بقضايا الساعة المتعلقة بالموضوعات النووية.
اترك رد