أ. عيساوي سعيد – أ. بلغالـــم محمد
مقدمة:
الحياة الأسرية السعيدة هي التي يلعب فيها أبطالها أدوارهم بشكل راق ومتكامل ويتصفون بالمرونة والحكمة والروية والفهم الجيد للأمور وما عليهم من واجبات وما عليهم من حقوق، ترى أهدافهم مسطرة واضحة لا تنزح رؤيتهم عنها مهما واجهتهم من صعوبات وعقبات وتراهم يحققون أروع مبدئ في هذه الحياة المتمثلة في التقاطعات، كما يقول طه حسين معبرا عن الحياة الزوجية الناجحة: “الداخل فيها لا يقول عنها شيء والخارج منها لا يعلم عنها شيء”.
أردنا في هذه الصفحات أن نسلط الضوء حول موضوع مهم وملفت للنظر سواء بالنسبة للفرد المتطلع لبناء أسرة والذي يسعى من ورائها إلى تحقيق السعادة، أو من هو الآن بمثابة ربان سفينة للحياة الزوجية وكانت الانطلاقة من موضوع التواصل داخل الأسرة الجزائرية فكان عنوان هذا المقال: الحلقة المفقودة داخل الأسرة الجزائرية المنشودة، هذه الأسرة التي لو أعطيناها حق رعايتها لرعتنا ولإن أحسنا بناءها لاستمتعنا في كنفها بالسعادة المأمولة، وكان عنوان المقالة عبارة عن حلقة واحدة من الحلقات المفقودة ألا وهو “أدب الحوار بين الزوجين” وسنعرض الحلقات الأخرى في مناسبات أخرى إذ سمحت لنا الفرصة إن شاء الله.
أيها القارئ الكريم ربما تتساءل لما هذا العنوان؟ لأجيبك قائلا قبل الحديث عن الأبناء والإنجاب وسير الحياة المادية ومناقشة المشاكل الروتينية في الحياة الزوجية، أرت أن أخاطب ربان السفينة ومساعده المخلص واخترت هذا المثال لتعلم المرأة خاصة أن للسفينة قائد واحد لكن القائد “الرجل” سرعان ما إن واجهته صعوبة أو مشكلة يدير رأسه يمينا وشمالا بحثا عن مساعده المخلص، مساعده الذي هو بمثابة قائده الثاني، ذلك المساعد الذي يفهم ما يريده القائد قبل ان ينطق بكلمة لأنه سايره لحظة لحظة، يأخذ من صحبته ورفقته الحظ الأوفر وهذا المساعد المخلص والقوي يعتبر صندوق القائد الأنثوي يحمل همومه، يعرف كروبه ويعتبر منبع العواطف الجياشة التي تزيد هذا الربان شجاعة وبسالة، وهذا ما يجب أن تعلميه وتفهمينه أيتها الزوجة الكريمة.
جميعنا يعلم أن عماد المجتمع هم أولئك الأفراد الذين يسكنون داخل منزل متكوّن من أربعة جدران وباب ونوافذ (أقصد بذلك الأسرة)، قد تختلف هذه الأوصاف من الغني إلى الفقير ومن حالة ميسورة وأخرى معسورة، لكن ببساطة المعيار هو من منهم أنجح في حياته الزوجية، لطالما شاهدنا وذكرت القصص أناس أغنياء فشلوا في حياتهم الأسرية وآخرون فقراء كانوا مثالا لغيرهم في سير الحياة الزوجية، كما قد نرى أغنياءا ناجحين في حياتهم الزوجية وغيرهم من الفقراء ينعون فشلهم في حياتهم الزوجية متحججين بالظروف القاهرة لهم، هذا ليس موضوعنا زلكن فقط أردنا أن نوصل إليك عزيزي القارئ سير الحياة الزوجية هو فن وتقنيات من أتقنها فقد نجح ومن أعرض عنها فقد فشل وأردنا أيضا أن نلمح إليك بأن النجاح في الحياة الزوجية مسألة أفكار واقتناعات إيجابية التي تتحول وتترجم في حياتنا اليومية إلى مجموعة من السلوكيات الإيجابية التي نزعم أنها مصدر السعادة، هذا ما ورد في كثير من الدراسات حول الزواج والتوافق النفسي وكيفية إدراك السعادة في الزواج وغيرها من الدراسات.
أما بخصوص المحتوى فسنعرض مجموعة من الخطوات والأفكار أو التقنيات وإن شئت سمها مجموعة من النصائح من شئنها أن تجعل من حلقة الحوار البناء داخل الأسرة الجزائرية حلقة متبنة تؤدي وظيفتها ودورها في حياتنا بشكل عام والحياة الزوجية بشكل خاص، في حقيقة الأمر هذه الخطوات ذكرها الكثيرون من قبل في كتبهم ومقالتهم وبالتحديد الكاتب والباحث في مجال العلوم الإنسانية الأستاذ الشاب المحترم كريم الشادلي في كتابه “سحابة صيف” إلا أننا أضفنا إليها بعض العناصر مع تقديم شرح أوسع لكل عنصر من العناصر لتتضح صورة في الميدان مستعينين كذلك بتجارب من مراجع أخرى متخصصة في المجال مع محاولة إضفاء أسلوب شيق وممتع حتى تعم الاستفادة ولله الحمد والمنة.
اترك رد