الجلسة العلميّة الثانية لندوة الفنون المشهديّة بالمتوسّط حركات التأثير والتأثّر

نجاة ذويب: المهدية – تونس

الجلسة العلميّة الثانية كانت برئاسة الأستاذ سامي التباب وساهم في تنشيطها كلّ من الأستاذ محمد المديوني والأستاذ الطاهر غالية والأستاذ نذير بن رحومة والأستاذة ماريا بونس ليون.

قدّم الأستاذ محمد المديوني ورقة علميّة عنوانها “المتوسّط ونشأة المسرح التونسي: قراءة في رحلتين”، فحدّثنا عن البحر المتوسّط ونشأة المسرح التونسي مبيّنا علاقة البحر المتوسّط بتونس والعلاقة الاشكاليّة بينه وبين النخبة التونسيّة من خلال الاختلاف في التسمية. وقد عمل الباحث على النظر في مقوّمات الخصوصيات التي ميّزت البلاد التونسيّة. وتناول الباحث المنطق الذي قام عليه المسرح في تونس والظروف الحافّة به. وقد توصّل الباحث من خلال ورقته إلى جملة من النتائج أهمّها التأكيد على أنّ المسرح التونسي هو نتاج فعل المثاقفة، فهو أداة من أدوات العبور في الحداثة، كما أكّد الباحث في نهاية مداخلته على دور النخبة العربيّة في اكتشاف المسرح وتوظيفه للتعبير عن مشاغلهم.

وساهم الأستاذ الطاهر غالية بورقة بحثيّة وسمها بـ”التلاقح في مجال الفنون عبر المتوسّط في العصر القديم”. وفيها تحدّث عن التاقح الحضاري والثقافي بين ضفاف المتوسّط وبيّن انّ هذا التلاقح لا يقتصر فقط على المسرح والموسيقى وإنّما يمتدّ في العصور الوسطى ليشمل كذلك اللوحات الفيسفسائيّة بما هي من الوسائل المعبّرة عن مظاهر التلاقح على المستوى المتوسّطي.

وكان ختام هذه الجلسة العلميّة بورقة الأستاذ نذير بن رحومة الموسومة بـ”الفنّ الرابع والتأثيرات المتبادلة في المتوسّط”، بيّن فيها أهميّة التأثير والتأثّر في الفنّ الرابع متخذا من التجارب المسرحيّة التونسيّة نموذجا، فتوصّل إلى أنّ هذه التجارب التونسيّة في مجال الفنّ الرابع قد كانت متأثّرة بالثقافة المتوسّطيّة. وتوقّف الباحث كذلك عند مدى تداخل الفنون وترابطها في مجال الفنون العرض.

وقد ركّز الباحث في مداخلته على الحركة المسرحيّة التونسيّة من النشأة إلى التأسيس فتوصّل إلى أنّ روّاد هذه الحركة قد حاولوا أن ينجحوا في هذا المجال مبرزا ما وصلوا إليه من تطوّر في السينوغرافيا مبيّنا أهمّ المواضيع التي تأثّر بها كتّاب وخرّيجي المسرح بتونس

وساهمت الأستاذة ماريا بونس ليون بورقة علميّة وسمتها بـ”اركسترا دي بيازو فيتوريو: صهر الجذور والاختلافات الثقافيّة في لغة واحدة “الموسيقى” تناولت فيها دور الموسيقى في صهر الجذور والاختلافات الثقافيّة من خلال أركسترا دي بيازو فيتوريو الايطالية نموذجا. وبيّنت لنا من خلالها أهميّة موسيقى اركسترا دي بيازو فيتوريو بما هي وعاء للمختلف والمتعدّد الثقافي.

 


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد