الاستاذ الدكتور كاظم حمد محراث / جامة واسط/ جمهورية العراق
عملت مدة عشر سنوات رئيس تحرير احدى المجلات العلمية الأكاديمية المحكمة في بلدي العراق، وبذلت جهدا في مدّ آصرة للنشر مع الباحثين من خارج العراق، وعلى الرغم من أننا في هذه المجلة لم نكلف الباحث العربي دفع أجور مالية ، وعلى الرغم من أن موقع المجلة الالكتروني كان وما يزال موجودا، لكنني لم أفلح الا في استقطاب بحوث قليلة جدا من أكاديميين عرب، كان الأستاذ الدكتور إحسان الديك من جامعة النجاح الوطنية/ فلسطين سبيلا وحيدا لتشجيعهم على النشر في مجلتنا، كما ان حضور بعض الأكاديميين العرب من الجزائر واليمن ومصر والسودان (وعددهم لا يتجاوز العشرة) لمؤتمرات كليتنا العلمية الدولية في الثلاث سنوات الأخيرة كان سببا لنشر أبحاثهم التي حظيت بقبول المشاركة في أعمالها.
واللافت للنظر، أن الأكاديميين الذين حضروا الى كليتنا في العراق، ونشروا أبحاثهم في المجلة العلمية المحكمة، ونال كلل واحد منهم عددا خاصا من اعداد المجلة مجانا (العدد الذي نشر فيه بحثه) هم انفسهم لم يتواصلوا مع المجلة، ولم يكلفوا أنفسهم مدّ الأواصر معها…
انني اكتب عن تجربة واقعية، فمعظم المجلات، لاسيما في بلدي العراق تتوق الى استقبال الابحاث من الباحثين العرب، حتىى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية منحت المجلات عددا من علامات التفوق في ضوء عدد الابحاث التي ترد الى المجلات من خارج العراق.
أعتقد أن المشكلة ليست في المجلات، وليست في ضوابط النشر، وليست في سبل التواصل مع المجلات على امتداد ساحةة وطننا العربي الكبير وجامعاتنا الكثيرة وباحثيها الكثيرين، بل انه يكمن في أننا نحن الباحثين نميل الى الأقليمية والسهولة،
هذا اذا علمنا أن عدد المجلات كثر كثرة زادت الحاجة المطلوبة اليها فعلا، ومع هذه الزيادة في العدد، أضحى من اليسير النشر في أقرب المجلات موقعا جغرافيا، فضلا عن أن كثرتها قلل رصانتها، ولا سيما المجلات الأكاديمية المحكمة التي تتبناها الجامعات في اروقتها.
اترك رد