بدعوة من “المركز الدولي لعلوم الإنسان – جبيل”، وبالشراكة مع “الاتحاد الفلسفي العربي”، عُقد مؤتمر دولي، بعنوان: “لماذا الحرب؟ ومن أجل أي سلام؟”، يومي 9 و10 كانون الأول 2016 ، تخللته خمس جلسات بحثية، شارك فيها 18 باحثاً وأستاذاً جامعياً من فرنسا، ومصر ، والعراق، وتونس والجزائر، ولبنان. وكان حضور واسع لأساتذة وطلبة جامعيين، إلى مهتمين ، وتخلّل الجلسات نقاشات معمّقة وتعقيبات.
في نهاية المؤتمر خلص المنتدون إلى الرؤى والتوصيات الآتية:
أولاً- في الرؤى:
أ- أسهمت أوراق العمل بالتأسيس النظري لأطروحة الحرب، إذْ ذهبت عميقاً في استكناه المسيحية والإسلام، كديانتين توحيديتين، إلى البوذية. وكان لهذا التأسيس أن يُحضّر الأرضية الصالحة لندوات، تتناول بعضاً من الحروب التي يشهدها العالم، لا سيما المنطقة العربية التي تعاني راهناً ويلات حروب مدمّرة، تتهددها كياناتٍ ووجوداً.
ب- إن الصراع العربي- الإسرائيلي، وجوهرهُ قضية فلسطين، يُمثل الجرح المفتوح النازف في المنطقة، والذي تخرج منه أكثر الحروب التي يشهدها عالمنا العربي، ناهيك عن تجذر الإرهاب الأصولي الذي بات يُشكّل خطراً داهماً على سائر بلاد العالم، مما يعني أن الظلم وغياب العدالة الدولية سببان رئيسان في عدم الاستقرار واستيلاد الحروب.
ج- إن التاريخ، بوقائعه وأحداثه ، يكشف بجلاء حقيقة التلازم بين الحرب ومسالك السيطرة، وبسط النفوذ بين الجماعات والدول وما للحرب من دور في تقرير مصائر الشعوب والدول.
د- إن الحرب الاقتصادية، لا سيما في ظل العولمة، باتت أشدّ خطراً من الحرب الكلاسيكية.
هـ- وإلى الحرب الاقتصادية، ثمة الحرب الإعلامية التي تتوسل البروباغندا، بمختلف صُورها وأعراضها، بما يؤثر سلباً على البلد المستهدف (بروباغندا أسلحة الدمار الشامل في العراق تبريراً لغزوه في العام 2003).
و- تأسيساً على ما سبق، فإن بناء العلاقات الدولية ، قديماً وحديثاً، يقوم على مقولة حق القوة وليس قوة الحق.
ز- إذا كان الذهاب إلى السلام أشدّ صعوبة من الذهاب إلى الحرب، فإن وعي أسباب الحروب وخلفياتها وتجلياتها يُعبِّد السُبُل المفضية إلى تحقيق السلام.
ح- في الحرب لا وجود لمنتصر، بل ثمة درجات مُتفاوتة من الهزائم.
ثانياً- في التوصيات:
أ- الانطلاق لعقد ندوات تكِبّ على أوضاع العرب الذين تُقاسي دولهم وشعوبهم ويلات الحروب، منذ أمد بعيد. وفي هذا الصدد لا بد من مقاربة ما يُسمّى “ثورات الربيع العربي”، التي كان لفشلها أو لإفشالها تداعيات مصيرية وجودية، بحيث أخذت المنطقة برمتها إلى حروب أهلية، استُدخل إليها العامل الدولي.
ب-إدخال قضية الحرب والسلام في المناهج التربوية ، بما يؤول إلى تربية الأجيال على السلام وعلى قيم العدالة والتسامح واحترام الآخر المختلف، ونبذ الكراهية والعنف بمختلف أشكاله.
ج- اعتماد النظام الديمقراطي وآلياته وقيمه ، بما يوفّر المدخل إلى تحقيق السلام على المستوى الداخلي لكل دولة، فالديمقراطية آلية لا بديل منها لإدارة الاختلاف ولاجتراح الحلول بالطرق السلمية.
د- تعميم ثقافة حقوق الإنسان والدعوة إلى احترامها، سواء على صعيد الأفراد أو على صعيد الدول، والإقلاع عن تعاطي هذه الحقوق ، عبر ازدواجية المعايير!
هـ- تطوير هيكلي في مؤسسات الأمم المتحدة وأجهزتها، وفي مقدمها توسيع مجلس الأمن بجعله أكثر تمثيلاً لأعضاء الأمم المتحدة، مع تقييد حق النقض (الفيتو)، إذْ باسم هذا الحق، تُظلم شعوب، وقضية فلسطين هي الشاهد على ذلك، ناهيك عما يجري راهناً في العراق وسوريا.
و- ضرورة تسليح مجتمعاتنا العربية بالثورة الرقمية، وقيام المجتمع الرقمي، حفاظاً على استقلالنا الاقتصادي والمعرفي، وتحوّطاً لكل هجوم رقمي يُعطِّل مؤسساتنا الاقتصادية والمعرفية.
مؤتمر دولي لماذا الحرب؟ ومن أجل أي سلام؟
الكلمات المفاتيح:
اترك رد