شبكة ضياء – أكادير المغرب
تصوير: عزالدين المهراوي وخالد آيت ناصر
22 دجنبر 2016 – بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التواصل وأنساقه المعرفية في التراث العربي، قدم الأستاذ الدكتور محمد بن عياد (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة صفاقس، تونس) المحاضرة الافتتاحيَّة تحت عنوان: “اَلْـمُسْتَظْرَفُ سَبِيلاً إِلَى التَّوَاصُلِ”، تحدث فيها عن العلامة عند امبرتو ايكو، وعن الحدود الخمسة في المجال الـتأويلي: الحد البوني أو الحرفي، الحد التحريفي، الحد التخميني الحدسي، الحد التصادمي، الحد الاستعاري. وقد ترأس هذه الجلسة الخاصة بالمحاضرة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بودرع وكان مقرر الجلسة الدكتورالطيب البوهالي.
ثم انطلقت الجلسة العلميَّة الأولى: التَّواصل في النَّسق الشرعي التي ترأسها د. عبد الرحمن بودرع (كلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة عبد المالك السَّعدي، تطوان) وقرر أشغالها الدكتورالطيب البوهالي، بورقة بحثية للدكتور عبد الرزاق حسين (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، السعودية) تحت عنوان “مهارات الاتصال في التراث العربي، كتاب “الجامع لأخلاق الراوي” أنموذجا” تحدث فيها عن وجود كنوز في التراث العربي مثل إنتاجات الجاحظ وابن قتيبة والبيهقي والخطيب البغدادي اهتمت بموضوع التواصل وطرائقه وجوانبه في السلم والحرب، في المجالات الأدبية والأخلاقية والعسكرية وغيرها. وذكر المحاضر ما اشتمل عليه كتاب “الجامع لأخلاق الراوي” من آداب وأخلاق للتعلم واختيار الشيوخ ومن مهارات الاستماع والخطاب والحفظ والأخلاق والتعليم التعاوني.
وتميزت الجلسة العلميَّة الثانية بمقاربتها لمحور “التَّواصل في النَّسق النَّحوي والبلاغي” وقد ترأسها الأستاذ الدكتور علي المتقي (نائب عميد كلية اللغة العربيَّة، جامعة القاضي عياض، مراكش) وقررت أشغالها الدكتورة خديجة مُنير، وتضمنت الجلسة ثلاث أوراق بحثية؛
الورقة البحثية الأولى قدمها د. عبد الرحمن بودرع (كلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة عبد المالك السَّعدي، تطوان) تحت عنوان “مفاهيم نسقيَّة تواصليَّة في النَّحو العربي، كتاب سيبويه أنموذجا”، تحدث فيها عن قاعدتين اثنتين هما إخراج التراث القديم ونقل العلوم والمعارف إلى الأمم، وأشار إلى ثلاثية الواضع والمتلقي والناظر الوسيط. كما تطرق إلى مفاهيم نحوية منها إنتاج الكلام والقصدية ودلالة الألفاظ ومفاهيم أخرى في النظر النحوي. كما أكد على أن مشروع سيبويه ظل مفتوحا وظلت كثير من الأسئلة عالقة تحتاج إلى دراسة وتحليل.
الورقة الثانية للدكتور عادل فائز (كلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة ابن زهر، أكادير) تحت عنوان “تأسيس قواعد التَّواصل في الفكر النَّحوي، سيبويه أنموذجا”، تحدث فيه عن خمسة مباحث هي المتكلم والمخاطب والخطاب والسياق والمعنى.
وأورد الباحث نصوصا من كتاب سيبويه اشتملت على استحضار مفهوم القصدية في العملية التخاطبية، ومفهوم أمن اللبس، ومفهوم السياق.
الورقة الثالثة قدمها الدكتور محمد محمود أحمد محجوب (كلية الآداب، جامعة نواكشوط، موريتانيا) في موضوع “عوائق التَّواصل في الخطاب النَّحوي بين مقتضيات المنهاج وواقع الانتهاج” بين فيه سعيه إلى تقديم نقد علمي للمفاهيم التواصلية في الخطاب النحوي العربي، مبتدئا ببيان المقصود بمفاهيم العنوان وهي: عوائق التواصل، ومقتضيات المنهاج، وواقع الانتهاج. وبين أن الجهد منصب على الوصف، وأن هناك أمورا أربعة تحتاج إلى الدراسة هي: تجاوز المقعد النحوي الوصف إلى الاستعمال، العناية في لغة الوصف، الخلاف المذهبي المفضي إلى التعدد المصطلحي، احتكار المعرفة النحوية المتخصصة.
الورقة البحثية الرابعة للدكتور إبراهيم أسيكار (كلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة القاضي عياض، مراكش) جاءت تحت عنوان: “مفهوم الادعاء الاستعاري عند عبد القاهر الجرجاني”، أبرز فيها الباحث مرجعيات المفهوم وتجلياته التَّواصليَّة الحجاجيَّة.
الورقة البحثية الخامسة قدمها الدكتور عبد الله الكدالي (الأكاديميَّة الجهويَّة للتَّربية والتَّكوين، سوس ماسة، المغرب) في موضوع: “ملامح التَّبالغ الاعتباري في نماذج من الجهود البلاغيَّة العربيَّة؛ محاولةٌ لبناء المفهوم”، تحدث فيها عن مفهوم النصبة وعلامات التبالغ وعن تحريك الكلام في البلاغة العربية، وعلاقة الإنسان بالعالم، وبين أن المنزع الديني هو المتحكم في التبالغ عند العرب، وأن الطابع المميز هو الانتقال من الاستبانة إلى الاهتداء.
وفي سياق مناقشة المشاركات السابقة، افتتح د. محمد بن عياد بالتأكيد على أهمية تقدير الجهد العلمي للباحثين الشباب المشاركين في هذه الجلسة، وضرورة العناية بالجانب التكويني والتربوي البيداغوجي وضرورة عناية الجامعة المغربية بتطعيم البلاغة العربية بالمناهج اللسانية المستحدثة، ومنها العرفانية. وبين د. يوسف الإدريسي أنه لا علاقة لتصور عبد القاهر الجرجاني بالفلسفة الأرسطية، ولا بد من إدراك الشبكة المفاهيمية للجرجاني والبحث في المصطلحات ووظائفها الإجرائية.
وتضمنت كلمة د. عبد الرزاق حسين ثناء على البحوث المشاركة التي اهتمت بالنسق النحوي تنظيرا وتطبيقا ونقدا، وبين أن التراث العربي اهتم بالقصص وليس صحيحا أن العرب أخذوا فن القصة عن الغرب.
بينما أشارت كلمة د. عبد الرحمن بودرع إلى أنه من الممكن التفكير في نوع خامس من مراتب الوجود، وهو الوجود الافتراضي الذي صار يفرض نفسه اليوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولعل الفلاسفة لم يتوقعوا إمكان ظهور هذا النوع من الوجود ليضاف إلى الوجود العيني والوجود الذهني والوجود اللفظي والوجود الخطي.
اترك رد