الباحث العربي والمجلات العربية المحكمة .. كريمة عباسي

أ. كريمة عباسي: طالبة دكتوراه تخصص إعلام واتصال بجامعة الامير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة

أعتقد أن أكبر سبب أساسي يحول دون وجود توافق بين الباحث العربي والمجلات العربية المحكمة
اولا : تدني مستوى الإنفاق على البحث العلمي؛فالبحث العلمي يتطلب إنفاقاً مالياً كبيراً على المنشآت البحثية كالمباني والمختبرات وتجهيزاتها وكذلك المكتبات ودور النشر والمجلات العلمية والدوريات التي تنشر فيها نتائج البحوث، إضافة إلى تعويضات العاملين في هذا المجال، ولذلك فإن الباحثين يعانون من قلة الإنفاق على البحث العلمي، وهذا يحول دون قدرتهم على متابعة دراساتهم وأعمالهم بعد رفض طلباتهم في المساعدة والتمويل بحجة عدم وجود رصيد لهذه الغاية، مما يضطرهم للتخلي عن بعض البحوث وعدم استكمالها وهذا ما يضيع الكثير من الوقت والجهد من دون فائدة.
ثانيا :حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2003م فإن العالم العربي يواجه معضلة كبيرة في نقص نسبة المتخصصين في المجالات العلمية المحكمة والتي لا تتجاوز 7% بينما تصل في كوريا إلى 20% و في اليمن أقل من 1% وكذلك موريتانيا أما في المملكة العربية السعودية فأقل من 3%. ويبلغ عدد العلماء والمهندسين العاملين في مجال البحث العلمي في الدول العربية حوالي (3.8) لكل مليون نسمة، في حين يبلغ العدد في الدول المتقدمة حوالي (3600) لكل مليون نسمة.
ثالثا :ومن العقبات أيضا عدم وجود مراكز متخصصة للبحث العلمي، وأغلب الأبحاث في العالم العربي تتم في الجامعات والكليات والمعاهد الأكاديمية المختلفة، مع أن المفترض في الأكاديميين هو التفرغ للبحث العلمي إلا أن أوضاعهم المالية السيئة جعلت الكثير منهم مشغولا بتحسين أوضاعه المادية أكثر مما هو مشغول بالبحث العلمي، فإذا أضفنا إلى ذلك أن أكثر الجامعات عندنا لا توفر أي ميزانية للبحث العلمي، في نفس الوقت الذي ربطت فيه الترقيات لأعضائها الأكاديميين بمقدار ما ينجزونه من بحث علمي، فلا نستغرب اختيار أغلب الأكاديميين لتلك النوعية من الأبحاث التي لا تستغرق الكثير من الوقت ولا تكلف الكثير من المال لتكون النتيجة امتلاء الكثير من أرفف المكتبات بنوعية رديئة من الأبحاث التي لا يمكن الاستفادة منها أو تطبيقها على أرض الواقع؛ بدلا من السعي إلى النشر في مجلات علمية محكمة وهو على علم تام بأنه سيسبقه غيره إلى الظفر بمقال علمي منشور دون أي جهد يذكر .
رابعا : اعتقد أنه عامل عدم توفر الشعور بالانتساب الوطني والقومي لدى صناع القرار وأبناء الشعب بأهمية البحث العلمي في تطور وتقدم الأمة، ويكاد البحث العلمي يكون شبه مهمل في التخطيط وإعداد الموازنات، ونتيجة للأوضاع السياسية غير المستقرة في الكثير من الدول العربية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي فإن أغلب الإنفاق في دولنا يتوجه لمجالي الأمن والتسلح، ومشكلة أخرى تواجه البحث العلمي هي النقص في الحريات، والمواطن العربي هو الأقل استمتاعاً بالحرية مقارنة مع مناطق العالم السبع والقيود الموضوعة على الباحث العربي بالذات تجعله مكبل اليدين وتحد من إبداعه وقدرته على الاختيار.
هذا ما اجتمعت عليه جهودي في الشق الثاني من الاشكالية ؛ أرجو ان تكون قيد الموضوع لا خارجه .وبارك الله فيكم على جل النشاطات المقدمة وشكر الله لكم اعمالكم .
تحياتي .


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ Chahde TI
    Chahde TI

    زد على هذا عدم الايمان بالباحث و بافكاره فقد فقدت الثقة في مجلات النشر خاصة ان كان الباحث جديدا في هذا المجال

  2. الصورة الرمزية لـ Chahde TI
    Chahde TI

    زد على هذا عدم الايمان بالباحث و بافكاره فقد فقدت الثقة في مجلات النشر خاصة ان كان الباحث جديدا في هذا المجال

  3. الصورة الرمزية لـ د.فهيمة ذيب

    د.فهيمة ذيب-الجزائر صحيح فيه سبب إسمه مستوى المقالات لا يرقى للمستوى المطلوب ولكن في اعتقاد ي اأن السبب الرئيسي وراء ذلك هو المحسوبية في العلم للأسف هذا الوباء الخطير والذي أسميه سرطان العلم الذي وصل إلى مؤسساتنا العلمية ومخرجاتها وانا بصفتي باحثة اعاني من محسوبية النشر بمعنى آخر المعرفة تقبلتم ذلك أو لا. هذا الخطر المسكوت عنه يا الله الجامعات والمجلات العلمية التي تحترم نفسها والعلماء تجد أن لجانها العلمية تتغير بصفة دورية وهذا تفاديا للمعلومية لكن نحن نفس اللجنة العلمية ونفس مسؤوليها نفسهم لم يتغير ولا عضو منذ أن وجدت بمعنى عقلية الملكية المطلقة
    الله اجيب الخير

  4. الصورة الرمزية لـ د.فهيمة ذيب

    د.فهيمة ذيب-الجزائر صحيح فيه سبب إسمه مستوى المقالات لا يرقى للمستوى المطلوب ولكن في اعتقاد ي اأن السبب الرئيسي وراء ذلك هو المحسوبية في العلم للأسف هذا الوباء الخطير والذي أسميه سرطان العلم الذي وصل إلى مؤسساتنا العلمية ومخرجاتها وانا بصفتي باحثة اعاني من محسوبية النشر بمعنى آخر المعرفة تقبلتم ذلك أو لا. هذا الخطر المسكوت عنه يا الله الجامعات والمجلات العلمية التي تحترم نفسها والعلماء تجد أن لجانها العلمية تتغير بصفة دورية وهذا تفاديا للمعلومية لكن نحن نفس اللجنة العلمية ونفس مسؤوليها نفسهم لم يتغير ولا عضو منذ أن وجدت بمعنى عقلية الملكية المطلقة
    الله اجيب الخير

  5. الصورة الرمزية لـ محمد عبد القادر ب
    محمد عبد القادر ب

    بسم الله الرحمن الرحيم أولا الشكر موصول إلى الأخت أ. كريمة عباسي: طالبة دكتوراه تخصص إعلام واتصال بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة على هذا المجهود الفكري الممتاز ، بكل صدق و أكيد كما أشرتي اليه فإن بما يسمى عندنا ” النخب” ليس عندهم إطلاقا أي شعور بالانتساب الوطني والقومي و لديهم “عقدة كبيرة” نحو الغرب وأوروبا و بالتالي هم يعيشون خلال فكري واضطراب مهول و بكل صراحة فإن البحث
    العلمي لن يرى النور مادام ” الهمج الرعاع ” يقودون البلاد و العباد و صدق مولنا أمير المؤمنين الإمام علي سلام الله عليه حينما قال:
    “يستدل على إدبار الأمم بأربع : تقديم الأراذل و تأخير الأفاضل و الاهتمام بالفروع و ترك الأصول” و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون………
    تحياتي .

  6. الصورة الرمزية لـ محمد عبد القادر ب
    محمد عبد القادر ب

    بسم الله الرحمن الرحيم أولا الشكر موصول إلى الأخت أ. كريمة عباسي: طالبة دكتوراه تخصص إعلام واتصال بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة على هذا المجهود الفكري الممتاز ، بكل صدق و أكيد كما أشرتي اليه فإن بما يسمى عندنا ” النخب” ليس عندهم إطلاقا أي شعور بالانتساب الوطني والقومي و لديهم “عقدة كبيرة” نحو الغرب وأوروبا و بالتالي هم يعيشون خلال فكري واضطراب مهول و بكل صراحة فإن البحث
    العلمي لن يرى النور مادام ” الهمج الرعاع ” يقودون البلاد و العباد و صدق مولنا أمير المؤمنين الإمام علي سلام الله عليه حينما قال:
    “يستدل على إدبار الأمم بأربع : تقديم الأراذل و تأخير الأفاضل و الاهتمام بالفروع و ترك الأصول” و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون………
    تحياتي .

اترك رد