د. عبد اللطيف الهلالي – جامعة ابن زهر – المغرب
يشكل موضوع التحكيم بالمجلات والمؤتمرات العلمية تحديا حقيقيا، نظرا لكون موضوع التحكيم من حيث هو مجموعة ضوابط و قواعد ناظمة للبحث العلمي، تبقى معطى بشريا نسبيا، فقواعد التحكيم تظل قواعد وضعت من قبل مجموعة من الباحثين وفق قناعات معينة و أفق انتظار معين، مبني على محددات قابلة للنقد والمراجعة.
إن بعض المجلات بالوطن العربي، او حتى في الدول القطرية المشكلة لهذا البعد العربي، هي تعبر عن قناعات أصحابها او محيطها الداخلي، الشيء الذي يسقطنا في احكام قيمة حول الدراسة او المقال المنجز ، نظرا لكون تلك الدراسة او المقال العلمي لم يحترم القواعد العلمية، وانما لا يتماشى مع السياسة العامة للمجلة .
لهذا، يبقى التحكيم ببعض المجلات العلمية لا يأخذ بعين الاعتبار البعد العلمي لمجموعة من الدراسات ذات جرأة في مناقشة بعض الأماكن المظلمة سواء في النسق السياسي او الاجتماعي او الثقافي لأي بلد من منظور الباحث، وهذا ما يجعل بعض الباحثين يشككون في مصداقية التحكيم العلمي الذي يبقى نسبيا نظرا لكونه تحكمه محددات ونواقص نسطر من بينها الانتقائية في التعامل مع الأبحاث العلمية .
ملف: قضية للنقاش (2) التحكيم العلمي في المجلات والمؤتمرات: تشخيص واستشراف
اترك رد