د. قاسم عبد عوض المحبشي: أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة المشارك، كلية الآداب – جامعة عدن

ثقافة العلم والبحث العلمي في الواقع العربي لم تتوطن بعد في مجالها الخاص بما يفترض أن يشتمل عليه من بنية نسقية متكاملة العناصر والعلاقات، بل لازالت مضطربة وتعاني من جملة من الاختلالات البنيوية، ومشكلة علاقة الباحث العربي بالمجلات العربية المحكمة، يمكن النظر اليها في هذا السياق العام للأزمة التي يمكن رصد مظاهرها في النقاط الآتية:
– تختلف سياسات المجلات العلمية العربية المحكمة من قطر إلى أخر بحسب النظم السياسية الحاكمة.
– تتسابق المجلات العربية المحكمة على استقطاب الباحثين من ذوي الشهرة والمكانة، ولا تهتم بتشجيع الباحثين الشباب.
– سياسات النشر في معظم المجلات العربية المحكمة معقدة ومرهقة ومكلفة، من حيث التواصل والمراسلات والاجراءات والتكاليف المالية للنشر.
– النظم السياسية والايديولوجية المختلفة تحول دون وصول المجلات العربية المحكمة إلى ايدي الباحثين الشباب في مؤسساتهم الأكاديمية.
– كثير من الدول تفرض رقابة صارمة على المجلات التي تصدر في الدول الأخرى.
– الظروف المعيشية الصعبة لمعظم الباحثين الشباب تحول دون اهتمامهم بالنشر في المجلات المحكمة خارج بلدانهم .
– يشيع الفساد في كثير من المجلات العربية المحكمة، إذ أن فرص النشر لا تتاح الا لمن يدفع أكثر أو لمن لدية علاقة شخصية مع هيئة تحريرالمجلة.
– انخفاظ المعايير العلمية للنشر في بعض المجلات العربية المحكمة جعلها تفتقد ثقة الباحثين وحرصهم لنشر ابحاثهم فيها.
_ معظم الجامعات العربية تصدر مجلات محكمة ليس لاغراض تنمية العلم والبحث العلمي بل لاغراض وظيفية بمنح فرصة لاعضاء هيئتها التدريسية للحصول على الالقاب العلمية.
– غياب العلاقة بين البحث العلمي والتنمية المستدامة في معظم الدول العربية يعد عاملا معرقلا لنشاط الباحثين الشباب.

ملف: قضية للنقاش: الباحث العربي والمجلات المحكمة‎