في دور حارس البوابة ومعايير التحكيم العلمي في الوطن .. د. قاسم المحبشي

د. قاسم المحبشي: جامعة عدن

أخذت وظيفة البحث العلمي المتمثلة في نقد وإبداع وإنتاج المعرفة العلمية تكتسب أهمية متزايدة بوصفها الوظيفة الرئيسة للمؤسسات الأكاديمية المعاصرة. وصفة (حارس البوابة) تطلق على المحكم العلمي في المجلات والمؤتمرات العلمية إذ ينظر إلى الشخص الذي يمارس المهنة الأكاديمية بوصفه يمارس أدوارًا متعددة ومتكاملة منها: دور الباحث، ودور المدرس، ودور الإداري، ودور المشرف والمحكم العلمي (حارس البوابة) ولكل دور من هذه الأدوار قيمه ومعاييره المحددة بشفافية. ويعد دور حارس البوابة أهم الادوار وأخطرها، إذ تقع عليه مهمة حراسة بوابة قلعة المعرفة – بما تعنية كلمة (حارس) من معاني اليقظة الدائمة والحذر والاحتراس والأمانة والشجاعة والنزاهة والمسؤولية الرفيعة- وتأمينها وحمايتها وصيانتها من كل الاختراقات والتهديدات المحتملة، فضلا عن التعهد الدائم برعايتها ونقدها وتنميتها وتطويرها وتجديدها وتجويدها. وهناك معايير علمية مجردة صارمة ودقيقة هي وحدها من ينتخب الاشخاص المعنيين بتقييم وريازة وتحكيم الأبحاث المقدمة إلى المجلات والمؤتمرات العلمية، ومن خبرتي الشخصية في التعامل مع المجلات والمؤتمرات العلمية، وجدت يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
– ترتبط جودة المجلات العلمية ارتباطا وثيقا بجودة المؤسسة الأكاديمية التي تصدرها، ولاتزال معظم مؤسساتنا الأكاديمية العربية خارج معايير الجودة وضمان الاعتماد الأكاديمي العالمية.
– لا تلتزم المجلات العلمية العربية معايير علمية واحدة في سياسات النشر.
– اجراءات التحكيم والنشر في معظم المجلات العربية المحكمة روتينية ومعقدة لاسيما في الشروط الفنية والشكلية.
– لجان التحكيم في المؤتمرات العلمية في بعض البلدان العربية يتم اختيارها لمقتضيات إيديولوجية وسياسية أكثر منها علمية.
– تلعب الاتجاهات والمواقف الإيديولوجية والعلاقات الشخصية والمقدرات المالية الدور الرئيس في قبول الأبحاث في المؤتمرات العلمية.
– في بعض البلدان العربية تفتقر اللجان التنظيمية للمؤتمرات العلمية إلى ابسط القيم والقواعد الأخلاقية في التعامل مع المتقدمين للمشاركة، إذ يحدث أن يشعر الباحث بقبول بحثه ويطلب منه استكمال الاجراءات وبعد أشهر من الجهود المضنية يتوقف التواصل معه بدون إبداء الأسباب أوالاعتذار! وهذا أمر مثير للأسى والاحباط.

ملف: قضية للنقاش (2) التحكيم العلمي في المجلات والمؤتمرات: تشخيص واستشراف


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ جيلالي الحيرش
    جيلالي الحيرش

    معيار القبول للنشر عند كثير من المجلات العربية هو ما يتصف به صاحب المقال من أوصاف أكاديمية بصرف النظر عن أهمية المقال العلمية ، فقد رأينا بام أعيننا مقالات هي قيد الانتظار، أو ربما الرّفض كون أصحابها لا (دَالَ) ملحقة بأسمائهم فهم مجرد (طلبة علم) ، أما صاحب حرف الدّال فيقبل منه الغث والسمين وربما يمر مقاله من غير تحكيم.

اترك رد