نظرية المقاصد عند الجويني (المصلحة أولا لو كانوا يعلمون) .. الشيخ أحمد بيبني

الأستاذ: الشيخ أحمد بيبني (موريتانيا)

ملخص البحث
لما كانت المقاصد الشرعية ولازمتها المصالح الشرعية، من المواضيع المهمة التي كشفت وتكشفت عنها العبقرية الإسلامية، ونالت اهتمام علماء البحث في الشريعة قديما وحديثا، في محاولتهم استنباط الأحكام الشرعية من أصولها لكي تناسب الأحكام الوقائع المتجددة، فقد أردت في هذه السطور أن أتناول المدشن الحقيقي للخطاب المقاصدي الإمام الجويني، الذي يمكن القول بأنه أول من مد البحث في نظرية المقاصد وبعج مسائل المصالح. ولكن تعرض هذا الإمام للظلم في مماته كما تعرض له في حياته حسب قوله. فأصبح البعض خطأ و/ أو عن قصور، يقدم عليه غيره في تأسيس وبناء المقاصد. ذلك أن كتاب الغياثي هو كتاب لم يعتن بالإمامة وما يتفرع عنها من البحث في شروط الإمام وأهل الحل والعقد ومحاربة المعارضين والمعترضين وغير ذلك فحسب، بل كل ذلك يمثل في نظري الشجرة التي تخفى الغابة ذات الأغصان اللفيفة والملتفة، لقد وضع هذا العالم الجليل نظرية وقام بتطبيقها وهذه النظرية هي أن كل حكم شرعي يكتسب معناه وحقيقته من المقصد والمصلحة التي يحققها.
لقد تناولت في هذا البحيث بعض مظاهر هذه النظرية وتطبيقاتها في ثلاثة مطالب. وذلك كلفتة متواضعة وصغيرة جدا في طريق كشف واكتشاف هذا العالم، وخصوصا من خلال كتابه الغياثي. حيث تعرضت في المطلب الأول لنظرية المقاصد عنده وكيف صاغها صياغة قانونية تلملم وقائع من غير حصر.
أما المطلب الثاني فتناولت فيه أمثلة تطبيقية لهذه القاعدة. إن هذا الجانب التجريبي من البحث هو ما نقص أصول الفقه وعانى منه في كبد. حيث تذكر القواعد بدون أدلة ملموسة مما جعل البحث نظريا لا ينتهي أصحابه إلى آراء مجمع عليها لافتقاد الأمثلة والتجارب التي هي امتحان النظرية. أما في المطلب الثالث فتناولت فيه مزايا هذه النظرية على البحث الشرعي. وذلك بالتأكيد على الطابع المصلحي الإنساني لنظريته، حيث أنه يؤكد على ضرورة الانطلاق من واقع الناس وهمومهم لتكييف النصوص ومقاربتها وليس العكس. أما في مقدمة البحث فقد تطرقت لعصر الجويني وتأثير عصره بالغارة الهلينية. وكيف استوعب المسلمون علوم غيرهم وصاغوها بحسب ما يخدم علومهم وحاجة عصرهم. أما في الخاتمة فتعرضت لتأثير الجوينى على العلماء الذين جاؤوا من بعده ذلك التأثير الذي لم يسلم منه كبار المقاصديين مثل الغزالي والشاطبي.

للاطلاع على الدراسة


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد