أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن عصور الأسر الجمهورية في العالم العربي ولت إلى غير رجعة، وأن الثورات العربية في اليمن وليبيا وسوريا سوف تنتصر في نهاية المطاف مهما حاولت الأنظمة المستبدة تزييف الحقائق واستخدام سلاح الكذب والتضليل.
وتمنى فضيلته أن يقر الله عينه بالصلاة في المسجد الأقصى بعد أن أقر عينه بما حققته هذه الثورات الشبابية في مصر وتونس من نجاح في إزاحة نظامين مستبدين، وما ينتظر أن تحققه في كل من اليمن وليبيا وسوريا من حرية وكرامة للشعوب.
جاء ذلك في كلمة فضيلته بالندوة الشهرية الثالثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي عقدت بالدوحة مساء الأربعاء تحت عنوان “مستقبل الأمة الإسلامية في ظل التطورات الراهنة”.
وقد تحدث في الندوة كل من: الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد، والعلامة الشيخ عبدالله بن بيه، ومفتي سلطنة عمان سماحة الشيخ أحمد الخليلي، والدكتور عصام البشير، والشيخ راشد الغنوشي، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، واختتمت بكلمة لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
وتناولت الندوة التي أدارها الدكتور جاسر العودة عدة محاور مهمة منها: أثر الثورات في التنمية الشاملة، وأثرها على القضية الفلسطينية ودور العلماء في توجيه وترشيد حركة التغيير ومستقبل الثورات العربية في ظل المعطيات الحالية.
التحرر من الخوف
وفي بداية كلمته شدد العلامة القرضاوي على أن الأمة الإسلامية تملك من الطاقات ما يمكنها من تجديد نفسها وأن يكون يومها خيرا من أمسها وغدها خيرا من يومها، وأن تتطلع إلى معالي الأمور في جميع شؤونها.
وقال إن التحرر من الخوف وكسر حاجز الرهبة الذي أقامته الأنظمة بينها وبين الشعوب كان أهم ما تحقق في هذه الثورات المباركة، التي وقفنا معها، ودعمناها من منطلق الدور المنوط بالعلماء أن يقوموا به تجاه دينهم والأمانة التي وكلوا بها من قبل الله عز وجل، فالثورات جاءت لتغير واقع الأمة وتنشئها خلقا آخر، فكان لزاما على العلماء العاملين أن يشدوا أزر الشباب ويقووا عودهم.
وعاب القرضاوي على بعض المثبطين من العلماء الذين أرادوا أن يثنوا الشباب عن عزمهم ويفتوا في عضدهم بفتاوى حول طاعة ولي الأمر، ولم يدركوا أن الخطاب في قوله تعالى:”يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم…”، للذين آمنوا، وأن أولي الأمر المعنيين في الآية هم من الذين آمنوا، فهل كان الحكام الذين ثارت عليهم شعوبهم من الذين آمنوا؟، مؤكدا أن الشباب الذين قادوا الثورات لو سمعوا لهؤلاء المثبطين لما قامت ثورة في الوطن العربي.
الجهاد بالمستطاع
وبيّن القرضاوي أن ثورات الشباب السلمية تعد من باب الجهاد بالمستطاع، فقد خرجت الجموع الحاشدة ترفع أصواتها مطالبة بالحرية دون أن تحمل أي سلاح، فجوبهت بأعتى أنواع الأسلحة في معظم الدول العربية التي شهدت الثورات، وللأسف فإن الأنظمة استحلت الكذب وروجت لأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.
واستخف القرضاوي بما تدعيه بعض الأنظمة – خاصة النظام السوري الذي رفع قضية لمحاكمته بحجة تدخله في الشؤون الداخلية للبلاد – قائلا: “أنا مع كل بلد عربي وإسلامي يشعر أبناؤه بالظلم والاضطهاد، فقد وقفت مع الشعب التونسي ووقفت مع الشعب المصري ووقفت مع الشعب الليبي وووقفت مع الشعب اليمني ووقفت مع الشعب السوري بكل أطيافه وعرقياته ومذاهبه، دون تفرقة بين مذهب ومذهب أو بين عرقية وعرقية أخرى، وتوقفت عن ثورة البحرين لأنها طائفية تخص طائفة بعينها.
وختم القرضاوي كلمته بالتوجه بالحمد والثناء إلى الله تعالى أن عاش حتى رأى هذه الثورات وما حققته من حرية للشعوب العربية، داعيا الله تعالى أن يقر عينه بالصلاة في المسجد الأقصى وتحرير القدس وفلسطين.
التنمية الشاملة
ومن جانبه تناول العلامة عبدالله بن بيه في كلمته بالندوة عددا من القيم التي يجب أن تسود البلاد العربية عقب الثورات حتى تتحقق التنمية الشاملة، منها قيمة التواضع من الحكام للمحكومين، مبينا أن الكبر كان السبب الرئيس في عدم سماع الحكام لشعوبهم وما يعانون منه.
ونوه الشيخ بن بيه إلى أهمية قيمة التعاون على البقاء في المرحلة المقبلة من أجل تحقيق التنمية الشاملة، بعد أن سادت البلاد العربية فكرة التنازع على البقاء، فيجب على الأمة أن تبحث عن المشتركات وهي كثيرة جدا.
ونبّه إلى أهمية قيمة العفو والتسامح في تحقيق التنمية الشاملة، ضاربا المثل بما حدث يوم فتح مكة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وأن النظر يجب أن يكون لمستقبل الأمة لا لماضيها، وأن النظر للوراء يجب ألا يكون إلا بالقدر الذي يصحح المستقبل.
وفي ختام كلمته شدد العلامة بن بيه على أن مستقبل الأمة زاهر إذا استطاعت تحقيق العقد الاجتماعي الإسلامي بين الحاكم والمحكوم الذي يقوم على مفاهيم العدالة والإنصاف والأخوة الإسلامية لا على العقد الذي يقوم بنسبة الـ 51%، وأن هذه المفاهيم إذا سادت فإنها كفيلة بتحقيق نهضة الأمة خلال 20 عاما.
صنيعة الاستعمار
وفي كلمته قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان إن الأمة تحررت قبل أكثر من نصف قرن من ربقة الاستعمار، لكن الأمر لم يوضع في نصابه، حيث تسلط عليها من هيأهم الاستعمار، فتجرعت الأمة منهم العلقم وذاقت الأمرين وصودرت حرية الأمة حتى وصل الأمر ببعض الأنظمة لمصادرة الحق في الصلاة.
وأشار سماحته إلى أن على الأمة الإسلامية وقد تحقق لها الكثير مما تصبو إليه الرجوع إلى الله تعالى والاعتصام بحبله المتين والتمسك بالقرآن الكريم الذي يعد المنقذ الوحيد للأمة الإسلامية القادرة على قيادة قافلة الإنسانية والسير بها إلى بر الأمان باعتراف الغربيين والشرقيين بعد انهيار الشيوعية وتهاوي الرأسمالية.
دور العلماء
وبدوره شدد الدكتور عصام البشير في كلمته خلال الندوة على أهمية الدور المنوط بالعلماء في توجيه وترشيد حركة التغيير التي تشهدها العديد من البلاد العربية، مبينا أن حركة العلماء يجب أن تكون في مسارين متوازيين هما التوعية والتعبئة، حيث خلقت فتاوى بعض العلماء أزمات يجب على العلماء العاملين تصويبها وإزالة الالتباس الذي أوجدته خاصة في موضوع طاعة ولي الأمر، فقد حدث غبش كثير في المفاهيم بسبب الفتاوى التي ألبست الحق بالباطل.
ودعا البشير إلى استقلال مؤسسات الفتوى في قراراتها ومقدراتها عن الأنظمة الحاكمة في جميع البلاد العربية التي ظن حكامها أن بقاءهم مرتبط بحق القوة لا بقوة الحق.
ونبه إلى أهمية ألا يكون الحضور الإسلامي في الساحة العربية فزاعة ترهب الآخرين، فالثورات العربية جهد شعبي جماعي شارك فيه المسلمون وغير المسلمين، مشددا على أن اللجوء إلى سيف الحلال والحرام في شأن من السياسة العامة يعد من الاستبداد الفكري الذي يجب على العلماء التوعية بخطورته على الأمة.
وقال البشير إن الثورات نجحت في تحقيق إرادة التغيير، وتبقى مهمة إدارة التغيير، ويجب على العلماء قيادة حركة التغيير من خلال الحوار ودعوة الجميع للارتفاع فوق الجراح وتجاوز سفاسف الأمور.
رؤية الشيخ ياسين
وحول أثر الثورات على القضية الفلسطينية، قال الشيخ راشد الغنوشي إن القضية الفلسطينية أخذت وصف القضية المركزية للأمة، لأنها مركزية فعلا، فمنذ فجر التاريخ كانت السيطرة على المنطقة التي تقع فيها فلسطين علامة على السيطرة العالمية.
وقال الغنوشي إن على الأمة أن تستفيد من تخلخل ميزان القوى الدولية وتستعيد فلسطين، فقد أحدثت الثورات تهديدا هائلا للكيان الإسرائيلي، الذي ما كان له أن يستمر لولا الاعتلال الذي أصاب الأمة بسبب أنظمتها الفاسدة ووجود ميزان قوى متغلب لصالح إسرائيل.
وأشار الغنوشي إلى أن ما أحدثته الثورات من تغيرات في المنطقة العربية يؤكد رؤية أو توقع الشيخ أحمد ياسين- رحمه الله- الذي توقع زوال إسرائيل عام 2027، فالمنطقة تتهيأ حاليا لمواجهة الكيان الصهيوني، والتحول في مصر وسوريا سيخلق ميزان قوة جديدا سيصب في صالح القضية الفلسطينية إن شاء الله.
طبعة جديدة للمنطقة
ومن منظور مقاصدي تناول الدكتور سيف الدين عبدالفتاح مستقبل الثورات العربية في ظل المعطيات الحالية، مبينا أن ما نعيشه حاليا يعد طبعة جديدة للمنطقة العربية تقررها الشعوب من خلال فتح الثورات الذي يشكل بداية لبناء الأمة من جديد وصياغة مستقبلها.
وبنفس المنظور المقاصدي شخّص د. عبدالفتاح واقع الأمة قبل الثورات قائلا: إن النظم التي كانت متسلطة قبل الثورات أممت الدين لمصلحتها، وأذلت النفوس وأهانتها بدل أن تحفظ عليها كرامتها وعزتها، واتخذت النسل عبئا بدلا من استثمار طاقاته في التنمية والعمران، وغيّبت العقول وزيفتها، وسرقت الأموال ونهبتها وكدستها.
وعن واقع الثورات قال د. عبدالفتاح إن الثورة التونسية مثلت الشرارة، والمصرية الأنموذج، والليبية ضريبة السكوت على جنون العظمة، واليمنية الإفقار المتعمد لليمن السعيد، والسورية تمثل أعراض استبداد السلطة، والمطالبة بالكرامة كانت الجامع بين الثورات جميعا.
وقال إنه ووفقا لسنن التدافع الثابتة فإن كل ثورة تقوم لا بد من وجود مضاد لها، وعلى القائمين بها حمايتها وحراستها، والحرص في إدارة المرحلة الانتقالية التي تعد نقطة مفصلية في نجاح الثورة أو فشلها.
مسالك الحرية
ومن ناحيته أكد الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أن الحرية المنضبطة للأمم بمثابة الأوكسجين والهواء لبقاء الروح والحياة، فكلما ضاقت مسالك الحرية اضطربت حركة الأمة، وضاق صدرها، وكلما كان الهواء طلقاً والمساحة واسعة كلما كانت السعادة وانشراح الصدور، فالحرية هي الهواء الطلق، والاوكسجين الصافي لكل ما فيه روح وحياة، حتى الحيوانات، بل الأشجار والنباتات تتأثر سلباً وايجاباً بذلك، فهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولذلك لا يُكره الله تعالى أحداً حتى على دينه الحق.
وأشار القره داغي إلى أن أمتنا الإسلامية قد سعت منذ أمد بعيد لتحقيق حريتها، ففي العصر الأخير للدولة العثمانية التي ظهر فيها الاستبداد من بعض الولاة، والحركات الشوفينية طالب المصلحون بإصلاح النظام السياسي، والقضاء على الفساد بكل أنواعه، وبإدخال الاصلاحات الشاملة، واطلاق الحريات المشروعة للشعوب والقوميات، وقد قاد هذا المشروع السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، والسيد رشيد رضا، والكواكبي، وغيرهم، ولكن الحكومة العثمانية لم تتمكن من الاستجابة لهذه الاصلاحات التي طالبت بها الشعوب الإسلامية سوى بإنشاء مجلس شورى “مبعوثان” على الرغم من أن جهود السلطان عبدالحميد- رحمه الله- كانت كبيرة ولكن جاءت متأخرة، لذلك استغل الاستعمار البريطاني والفرنسي غليان الشعوب وثورتها لتحقيق مآربهما، فأسقطوا الدولة العثمانية بالتعاون مع رجال الثورة العربية في بداية القرن العشرين، وحدث لهذه الأمة ما حدث من احتلال واستعمار، وتفرق، وتمزق، وغرس الصهاينة على الأرض المباركة فلسطين، وما أعقب ذلك من مآسٍ، ومصائب ونكسات.
وأضاف: ومن هنا يجب علينا أن نكون على حذر شديد، ووعي عميق وتدبر دقيق في كيفية توجيه هذه الثورات الشعبية لتحقيق مقاصدها التي تعتبر العودة إلى الهوية الإسلامية من أهمها، فكل مظاهر ثورة تونس، وثورة مصر، وثورة ليبيا، وثورة اليمن، وثورة سوريا مظاهرات إسلامية من الشعارات والأعمال، أقول إسلامية دون أي صبغة حزبية أو جماعة. وأنا على ثقة كبيرة بأن هذه الثورات الشعبية تحقق أهدافها المنشودة بإذن الله تعالى لعدة أسباب لا يمكن ذكرها في هذه العجالة.
وتابع: ولكن هالني وأفزعني الجدل الدائر بعد نجاح الثورة في مصر حول هوية هذه الثورات، فقد ذكر الأستاذ فهمي هويدي في مقالة طيبة حول ابتزاز المثقفين العلمانيين للعسكر من خلال تخويفهم من جميع من ينتمي إلى هذا الدين ويعتز به، حتى ولو لم يكن من الاخوان، فقد ضخموا خطورة الإسلام السياسي لضرب الاسلام نفسه وإبعاده عن الحياة مرة أخرى علماً أن الإسلام هو الذي حرك الجماهير، وأعطاهم القوة والصبر والشجاعة والاستبسال في سبيل الله تحت شعارات الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وللانصاف فإن موقف الإخوان كان رائعاً حيث قبلوا باللعبة الديمقراطية، والتعايش على أساس المواطنة الكاملة للجميع دون تفرقة، بل وعدوا بعدم ترشيح أحد للرئاسة.
خطوات الإصلاح
وحدد القره داغي ست خطوات لتحقيق الأهداف المنشودة من الثورات العربية، قائلا: إن مستقبل أمتنا مرتبط بتوجيه هذه الثورات نحو أهدافها المنشودة وذلك بالتركيز على الاستفادة من ماضينا وماضي الأمم وحاضرنا وحاضر الأمم المتقدمة، وذلك من خلال ست خطوات أساسية:
الخطوة الأولى: إصلاح النظام السياسي، من خلال عقد جديد ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكومين، وتوضع فيه كل الوسائل المتاحة لمنع الاستبداد والدكتاتورية وذلك بمنع الحاكم من الجمع بين السلطات، فقد ربط القرآن الكريم بين الطغيان والفساد والاستغناء فتحكم الحاكم في المال والسلطة يؤدي الى الطغيان الذي يؤدي حتماً الى الاستبداد.
والخطوة الثانية: إصلاح النظام التعليمي حتى يقوم على الابداع.
والخطوة الثالثة: التغيير لما في الأنفس بجميع مكوناتها فقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: 11)
والخطوة الرابعة: الإصلاح الشامل للفرد، والأسرة والجماعة، والحكومة، وللنظام والعلاقات.
والخطوة الخامسة: التجديد لهذا الدين بإزاحة كل ما تعلق به من تحريف الضالين، وتشدد الغالين، وترخص المترخصين، وإعادته إلى أصوله، والتجديد في المنهج والخطاب والوسائل والأدوات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”.
والخطوة السادسة: وضع خطة لتربية شاملة على ثقافة الأحسن والإحسان في كل شيء، وهذا ما يؤكده فضيلة الإمام يوسف القرضاوي حفظه الله.
وأضاف القرة داغي: إذا كان الرواد الأوائل أمثال الأفغاني ومحمد عبده قد عملوا كأفراد لمشروع الإصلاح فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الإمام يوسف القرضاوي- حفظه الله- يعمل في إطار مؤسسية شاملة تضم أكثر من خمسين ألف عالم موزعين في العالم يقومون بدورهم النهضوي بإذن الله تعالى، من خلال خطة إستراتيجية بعيدة المدى، تعيد دور العلماء لتنهض أمتنا من جديد كما فعله علماء جيل صلاح الدين، ولذلك كان الاتحاد برئيسه، وأمانته العامة حاضرا في قلب الأحداث حتى سمي رئيس الاتحاد بإمام الثائرين.
وفي الختام لا يسعنا ونحن نقيم هذه الندوة في هذا البلد الكريم قطر دولة مقر الاتحاد، صاحبة المواقف المشرفة إلا أن نتقدم بالدعاء الخالص والشكر الجزيل لقطر شعباً وأميراً وحكومة على هذه المواقف المشرفة، وعلى رعايتها لكل الأنشطة المفيدة للأمة.
المصدر: الشرق القطرية
اترك رد