المؤتمرات العلمية الفلكلورية .. د. تمار يوسف

أ.د. تمار يوسف: أستاذ جامعي بكلية علوم الإعلام و الاتصال، جامعة الجزائر 3

بداية، استسمح إخواني القراءة على هذا العنوان الذي – و الحمد لله – لا يخص كل المؤتمرات و الندوات الفكرية التي تُقام في بعض جامعتنا و كليتها، لكن الكثير من الأساتذة يدركون جيداً المقصود منه، و عليه فهم يمتنعون عن المشاركة فيُحرم الطلبة من خبراتهم و أفكارهم العلمية السديدة.
تنظم في الكثير من الأحيان، المؤتمرات و الندوات للضرورة المالية، و ليس للحاجة العلمية و المعرفية، بمعنى تُسخر أموال كثيرة للكليات في هذا الشأن، و تُحاسب في نهاية السنة على إلزامية صرفها حتى آخر دينار على ما يسمى ب ” التظاهرات العلمية”، لتصبح الكليات و الجامعات مجبرة على تنفيذ ذلك على حساب طبيعة المؤتمرات و الندوات التي تنظمها.
تُقام الندوات و المؤتمرات خارج احتياجات الطلبة العلمية، ففي الكثير من الأحيان تعلن الجامعة أو الكلية عن انعقاد مؤتمر أو ملتقى حول موضوع يعكس أكثر أجندة السياسية للبلاد منه إلى ما يريده الطلبة و الباحثين في هذا الاختصاص أو ذاك، مما ينعكس سلباً على طبيعة و عدد الحضور في كل منها
في الكثير من الأحيان، تستضيف بعض الجامعات أو الكليات، شخصيات لشهرتها الإعلامية و ليس لغزارة علمها أو أهمية تجربتها في هذا التخصص أو ذلك، فتصبح تلك المؤتمرات، منابر دعاية أو شهرة زائدة لهؤلاء، دون أي فائدة لطلابنا و باحثينا
إن الحلقة الضعيفة للمؤتمرات و الندوات هي الطالب، ففي الكثير من الأحيان لا تراعي الكليات المتطلبات العلمية لهؤلاء، فهي تقترح مواضيع ليست أصلا من ضمن المقررات البيداغوجية، و هذا بالنسبة للطالب كما علمنا منهم، لا يثير فضوله العلمي و لا حتى ثقافته العامة، فقد اشتكى لنا الطلبة في الكثير من الأحيان من المواضيع المعروضة في الملتقيات و الفائدة منها بالنسبة لهم و لتكوينهم العلمي؟.
تضيع الكثير من المؤتمرات و الملتقيات، مناقشة قضايا الساعة في ميدان العلم و مستجداته، مما يجعلنا على حافة ما يحدث عند غيرنا من ديناميكية في تناول و معالجة كل ما يعرض في هذا المجال العلمي أو ذلك من إشكاليات و حلول، التي في الحقيقة نسمع بها عبر منابر المجلات العلمية.
هذا الوضع زاد من اتساع الهوة بين الجامعة و العلم، الشيء الذي يجعلها من مؤخرات الأنظمة في مجتمعاتنا، لا فائدة نبيلة منها و لا مستقبل زاهر ينتظرها.
نحمد الله أن الوزارة منعت على المؤسسات الجامعية استعمال هياكلها للشخصيات السياسية، و إلا لأصبحت مدرجاتها منابر التسويق السياسي للكثير من الأحزاب و الشخصيات التي لا فائدة من خطابها السياسي في المجال العلمي النير.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ qllqhqkbqr2016
    qllqhqkbqr2016

    كلام في الصميم استاذ

  2. الصورة الرمزية لـ qllqhqkbqr2016
    qllqhqkbqr2016

    كلام في الصميم استاذ

  3. الصورة الرمزية لـ مريم حسناوي
    مريم حسناوي

    معك حق ….الكثير من المواضيع المطروحة في هذه المؤتمرات و الندوات لا تهم الطالب و لا تلبي احتياجاته المعرفية

  4. الصورة الرمزية لـ مريم حسناوي
    مريم حسناوي

    معك حق ….الكثير من المواضيع المطروحة في هذه المؤتمرات و الندوات لا تهم الطالب و لا تلبي احتياجاته المعرفية

اترك رد