تقويم مناهج الجيل الثاني في اللغة العربية بالجزائر

د. منير الحاج الدراجي عريوة: جامعة محمد بوضياف بالمسيلة

بسم الله الرحمان الرحيم
ان التربية والتعليم حتى يكون هناك إصلاح لابد من إحداث ثورة تغيرية جذرية في المجتمعات وبالخصوص في الجزائر التي تتطلع إلى غد مشرف يتماشى وحاجيات الشعب الجزائري في تكوين متعلمين صالحين حاملين لواء اللأصلاح وفق أسس لها قاعدة متينة تقام على المنظومة التربوية فهي بحاجة إلى وقت للنظر في نقاط النقص والضعف ومحاولة القضاء على النقائص واستمرار العملية والعمل على تقويم الاختلالات دون نسيان الماضي والحاضر ومحاولة دمج بينهما لإيجاد أفراد لهم ماضي مشرف يعملون على تجسيد روح الأمة وفق معطيات الحداثة والعصرنة.
بما ان العصر الحالي يعج بالكثير من التحولات المعرفية والتكنولوجية السريعة والتي لها أثر بالغ الاهمية على الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية وكل الجوانب الحياتية فإن على المناهج التعليمية أن تتفق ومتطلبات العيش في هذا العصر و أن تبين معالم الطريق الى التعليم حتى تكسب الفرد صفات المواطن الذي يعيش في القرن الواحد والعشرين مثل الخلق والإبداع والروية وكثير من الصفات التي يراها التربويون أنها يجب أن تكون من العناصر الهامة لتعليم والنهوض به .
وعلي الرغم من تباين الأراء والأقوال والكتابات حول البرامج والمناهج المدرسية ولكن الجميع يقر ويكاد يجمع ويتفق معي على ان العديد من البرامج التعليمية مرهق وعائق للمتعلمين وكذالك عدم تماشي بعض المناهج التعليمية مع خصائص تاريخ الأمة الجزائرية وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه ،ومن هذا المنطلق بالذات نحاول الإجابة على عدة تساؤلات وإبداء الرأي :-
-ماهي سمات المناهج التعليمية؟ وكيف هي البرامج التعلمية للتعلم؟ وهل يعني أنها تتماشى والجيل الثاني وتواكب العصرنة والتكنولوجيا؟
والخوض غمار هذه الورقة البحثية يجب المرور ببعض المعلومات النظرية ومن بينها:-
-مفهوم المنهج
-عناصره
-أهميته
أولا –مفهوم المنهج : هو مجموع الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والدينية والبدنية والفنية التي تهيئها المؤسسة التربوية لتلاميذها وطلابها داخل وخارج المؤسسة بهدف تحقيق نموهم الكامل وتعديل سلوكهم .
-المنهج: هو وعاء شامل ومناسب يستجيب لكل من سرعة المعرفة المتزايدة، وأهداف المجتمع المتزايدة والمتجددة، مع مراعاة عدم الإخلال بهدفه طويل المدى والمتمثل في نقل الثقافة والقيم
-المنهج: هو كافة الناشطات الصفية واللاصفية التي تهدف إلى إكساب الطالب الخبرات التربوية وتحقق الاهداف المنشودة.
-المنهج: هو المحتوى وطرق التدريس والانشطة الصفية واللاصفية والوسائل التعليمية وطرق التدريس وطرق التقويم المناسبة والمواكبة لتغيرات والمستجدات الأنية والمستقبلية للمجتمع، والتي نخرجها فرد متوائم مع متطلبات عصره محققا لأهدافه الشخصية وأهداف مجتمعه.
وذكرنا أكثر من تعريف، الاسترشاد في تحديد عناصر المنهج وثم أهمية المنهج.
ثانيا-عناصر المنهج: وهي كالآتي
التقويم –الأهداف-المحتوى –طرق التدريس والأنشطة التعلمية –الوسائل التعلمية
وهذا المخطط اتفقت عليه معظم الدراسات والآراء التربوية الحديثة .
ثالثا –أهمية المناهج التعليمية: أهمية المنهج من أهمية العملية التعليمية، فالمنهج هو أحد عناصرها، المترابطة المتبادلة العلاقة مع العنصرين المعلم والمتعلم وهي وسيلة تطور والبقاء للشعوب والأمم فهي محكومة بالفلسفات الاجتماعية ومظاهر الحياة والتراث الثقافي الذي خلفته الأجيال السابقة بالنظم الاقتصادية التي تسودها.
والمناهج التعليمية تعتبر أقوى الوسائل في تحقيق ما يصبو إليه آفاق الشعوب ، ومامن أمة بحثت ونقبت وتطلعت إلى التقدم والتطور والإزهار في أي مجال ،إلا واجتهدت على تطوير مناهجها وخير مثال على ذالك : تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في إعادة تطوير مناهج العلوم والرياضيات من أجل منافسة روسيا في السبق إلى البحث في الفضاء .
رابعا-مناهج التعليم في العصر الحالي ومسايرته لهذه التغيرات:
على مناهج التعلم الاستفادة من إيجابيات الثورة المعرفية والتقنية والأخذ منها والإستنباط الذي يلائم بيئته ومجتمعه ويعمل على تنمية قدرات ومهارات وإتجاهات المتعلم وغيرها، وكذا تنمية أسس التعلم الذاتي وترسيخ حب الاستطلاع والتعلم بالاكتشاف والاستنباط والقدرة على التخطيط والتقييم .
والتعامل بوعي مع آليات وتقنيات الثورة الرقمية ، من خلال تدريب المتعلمين داخل المدرسة على أساليب وفنيات تكنولوجية من خلال توظيف الأجهزة المتاحة فهم كأدوات ووسائط ووسائل تعلم التعبير عن ذاته بطريقة صحيحة في مجالات إبداعية ومعرفية وثقافية ، تساهم في إثراء المعارف الإنسانية من خلال إهتمام المنهج بالجوانب الإنسانية والوجدانية والعاطفية .
والإتصال بالعالم الخارجي وفق نظرة موضوعية أساسها تعامل مع الآخر ، والقدرة على العمل في فريق لحل المشاكل على المستوى المحلي والمستوى العالمي .
وكذا الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية كإطاريوجه أفعاله وطموحاته الشخصية وكأساس إختياراته العلمية والتقنية من خلال المحتوى والأنشطة الصفية واللاصفية .
-تدعيم وعي المتعملين وقدراتهم على المبادرات الذاتية والتهيؤ للمشاركات والمنافسة الفردية والجماعية عالميا ومحليا.
-الإبداع والإبتكار في حل مشكلات التي تواجه مجتمعه وذلك من خلال إقتراب الجانب العملي بالجانب النظري وتأكيد على المهارات التي تمكنهم من مزاولة أعماله التي يتطلبها سوق العمل .
خلاصــــــــــــــــــة:
إن أهمية المناهج التعلمية تأتي من دورها في إعداد الفرد وفق ملامح ومواصفات مناسبة للمجتمع وللعصر الذي يعيش فيه ، وهذه السمات التي تمثل معايير وأصول وقواعد لما ينبغي عليه مناهج اليوم ، ومن خلالها يمكن تجديد وتقويم مناهجنا التعليمية في الجزائر أو في العالم لمعرفة مدى مناسبتها لمتعلم اليوم .
ان الامم التي تحترم نفسها لابد لها مثل هذه الوقفات لإعادة النظر في شؤون التربية والتعليم لأنها تتعلق بالتنمية البشرية التي تعتبر اللبنة الأساسية في تطور الشعوب.
يجب تقويم البرامج بصفة شاملة ومنسجمة حسب مستوى التلاميذ التعليمي وتفادي ارهاقهم بما يفوق قدراتهم الذاتية العقلية والجسدية.
ان اختيار المعلمين يجب ان يخدم الفعل التربوي التعليمي وتكون خارطة التكوين حقيقية وعلمية تحقق النتائج المرجوة.
العمل على تحسين ظروف التمدرس والاهتمام بوضع خطة شاملة في إطار مشروع المؤسسة بما يخدم الحقل التربوي.
ان تحسين الحياة المدرسية له اهمية قصوى في تنمية عملية الانتماء والارتباط بالمؤسسة وسينعكس اجابا على العطاء التربوي والتعليمي من طرف التلاميذ والمطرين التربويين والإداريين.
; ولا ننس ان هذه، من محاولة إثبات العلاقة المتينة بين المناهج الدراسية و الفكر التربوي السائد وانتهينا فعلا إلى ملاحظة أنه لما كان هذا الفكر دائم التغير بحكم عوامل كثيرة ، أصبح من الطبيعي أن تستجيب المناهج لكل تغيير يصيب المشهد التربوي الذي تنهل منه .
لكن لم يكن همنا هنا، رصد جميع ما لحق بالمناهج من تطور ولا تتبع كل التحولات التي مست المشهد التربوي المعاصر، فقد أغفلنا على سبيل المثال، الدور الأساسي الذي يلعبه كل من المعلم والموجه في خلق أسباب نجاح التطوير والذي لا ينبغي إهماله، سواء على مستوى التخطيط أو بعد ذلك عند الممارسة والتنفيذ. إن التحولات في الساحة التربوية الراهنة على الصعيد العالمي والجزائري بالخصوص، ليست وليدة الصدفة و لكنها وليدة واقع تتشابك فيه العديد من العوامل وتتفاعل، في إطار علاقات و مصالح و تكتلات شديدة التعقيد. لذلك فإننا نعتقد أن العمل من أجل تطوير المناهج، ينبغي أن ينطلق من النظرة الشمولية لتلك التحولات و أسبابها الداخلية و الخارجية و أن يشمل في الوقت ذاته مختلف جوانب التطوير و التحديث داخل المجتمع وفي قلب المنظومة التعليمية ذاتها. كما ينبغي النظر إلى المنهاج التعليمي في جميع مكوناته ( الأهداف ، المقررات والمحتويات ، الطرق والوسائل نظام التقويم ، الفاعلون التربويون …) والتي تعمل وتتفاعل بشكل ديناميكي. فكلما أصاب التجديد جانبا من المنظومة إلا وتأثرت. والله من وراء القصد


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ الدكتور محمد مراح
    الدكتور محمد مراح

    رغم النية الطيبة لصاحب المقال، فإنّه قبل التصدى لمعالجة الإصلاح التربوي ، يجب ضبط أسلوب كتابتنا ولغتنا وفق قواعد السلامة اللغوية ، والسلاسة الأسلوبية . فضلا عن المقال لم يتجاوز مضمونا (وجوبيات) وتقريرات عامة ، لا يبين تحتها أي ملمح من ملامح الغزوة الغبريطية (نسبة لوزيرة التربية الجزائرية ) على مناهج التعليم الجزائرية .

  2. الصورة الرمزية لـ الدكتور محمد مراح
    الدكتور محمد مراح

    رغم النية الطيبة لصاحب المقال، فإنّه قبل التصدى لمعالجة الإصلاح التربوي ، يجب ضبط أسلوب كتابتنا ولغتنا وفق قواعد السلامة اللغوية ، والسلاسة الأسلوبية . فضلا عن المقال لم يتجاوز مضمونا (وجوبيات) وتقريرات عامة ، لا يبين تحتها أي ملمح من ملامح الغزوة الغبريطية (نسبة لوزيرة التربية الجزائرية ) على مناهج التعليم الجزائرية .

  3. الصورة الرمزية لـ المصطفى
    المصطفى

    بوركتم
    في انتظار تقويم المناهج
    محتوى المقال لا يعكس كلية ما ورد في العنوان

  4. الصورة الرمزية لـ المصطفى
    المصطفى

    بوركتم
    في انتظار تقويم المناهج
    محتوى المقال لا يعكس كلية ما ورد في العنوان

اترك رد