مقاربات مونيسيّة في الفن والثّقافة والحياة: دراسة في فينومينولوجيا المطلق .. هيجل في ضيافة مونيس بخضرة

أ. محمد بومدين: جامعة تلمسان

” ثمة تأكيد ثابت من قبل هيجل يخص مدى أهمية الفلسفة في الحياة، وهذا حينما رأى أن مهمتنا تكمن في انتزاع النوع الإنساني من أسره المحسوس والفردي والمهمش marginalisés حيث يسمو ببصره إلى العلى، حيث النجوم étoiles من دونها يبقى الناس في نظره كالدود versعلى وشك أن يقتنعوا بالماء والغبار. مهمتنا اليوم بتعيير هيجل – هي البحث عن الزمان الذي حظي فيه الناس بسماء مرصعة بكنوز من الفكر والأخيلة والأشعار …..”
د. مونيس بخضرة، فينومينولوجيا المعرفة ” دراسة في فلسفة الظاهر الهيجلية ” ص 01.
ملخص :
إنّ المتأمل في مسارات التّفكير الفلسفي الطّويل عبر محطاته الزّمكانية المتعددة والمختلفة، سيُستبان له حتمًا الضّرورة القصوى لكلّ تقصّي فكري.
إنّ مهمة الباحث في مجال الفكر الفلسفي، في وقتنا الحالي وكضرورة واضحة تتمثل في الكشف عن تنقيبات العقل المنطقي والواقعي، وهذا الأخير لا نكاد نراه عند العامة من الناس بل الخاصة كل الخاصة، وهذا ما يثبته تاريخ الفكر الفلسفي ذاته، فقد كان هناك العديد من الفلاسفة لا يظهر عنهم فلاسفة إلاّ أنهم فاجئوا مجتمعاتهم، بأبحاثهم وآراءهم الفلسفية في مختلف مباحث التّفكير الفلسفي ” الأنطولوجيا والإبستيمولوجيا والأكسيولوجيا و الكوسمولوجيا ” ،فكانت آراءهم بمثابة الصّاعقة آنذاك.
وفي مقالنا هذا سنُحاول أن نلج عالم التّفكير الفلسفي لدى واحد من كبار الفلاسفة على مرّ التّاريخ الفلسفيألا وهو الفيلسوف الألماني ” هيجل” ، غير أنّنا في هذه المرة لا نتوجّه للفيلسوف ذاته بل سنسبر أغواره من خلال عقل مفكّر صاعد بامتياز يعتبر واحد من بين المتأثرين بهذا الأخير، وهو المفكر الجزائري ” د.مونيس بخضرة “.
و يأتي مقالنا هذا كمحاولة للكشف عن المكنون الفلسفي ومدى فهم خلفية إنتهاج سبيل النسق الهيجلي، من طرف المفكر ” د.مونيس بخضرة” لنتساؤل معه من جهة عمّا تُخفيه قريحة الرّجل من مكنوانات فلسفية تنويرية للعقل الإنساني، ومن جهة أخرى نُسائله عن الإختيار الفكري الهيجلي دون غيره من الإختيارات الأخرى.
مقدمة :
آن الأوان أن نلتفت إلى العقل الجزائري والمكاسب التي حققها ضمن مساره الفلسفي ،خاصة لما نراه يستضيف بين الفينة والأخرى العقل الغربي بدءا من اللّحظة الإغريقية مرورا باللحظة الفلسفية الحاسمة الحديثة ،وصولاً إلى اللحظة الرّاهنية في الحدث الفلسفي الغربي المعاصر .
لعلّ دراستنا ههنا ستكون مفتوحة على أحد المفكرين الجزائريين الواعدين بقلم فلسفي دقيق الرّؤية، سديد المنهج، قويم الرّويّة، له أدواته ومنطقية التّفكير الخاصة به ونتحدث هنا عن المفكر ” د. مونيس بخضرة ” لنُحاول مساءلته عن العقل الغربي ونخص بالذّكر ” العقل الهيجلي” وماهي أسباب استضافته لهذا الرّجل دون غيره من الأسماء هل لذيع صيته ؟ أم لأن البعض خاض فيه دون فهم ؟ أم أنّ الدّافع كان محاولة منه لاكتشاف البعد الفينومينولوجي لدى الرّجل والذّي يعتبره البعض كبدايات للبحث في هذا السّياق الفلسفي، والذّي كرّس معالمه الرّئيسية الفيلسوف الألماني ايدموند هوسّرل بامتياز .
يعتبر المفكر ” د.مونيس بخضرة ” واحد من بين الباحثين الجزائريين الذّين يحاولون دومًا من خلال مشاريعهم البحثية الأكاديمية والتّأليفية على حد سواء أن يُمعنوا نظر القارئ ويلفتوا انتباهه قصد سبر أغوار الفاعل الفلسفي ضمن نطاق المعيش اليومي، وكذا التّفكير في اللاّمفكر فيه لا بالمعنى الأركوني ،وإنمّا بالمعنى الذي تفرضه الصّبغة الفلسفية الهيجلية التّي مسحت عن جبينه هذا النّطاق من نطاقات التّفكير الفلسفي، حيث يؤكد الدّكتور”مونيس بخضرة” ذاته الحاجة إلى مثل هكذا دراسات ويأتي ذلك في مستهل كتابه ” تأملات فلسفية” حيث يقول “…من محنة الوعي بالحياة،بأسئلته المتعدّدة حول بعض إشكالات العصر العويصة، التّي رآها تعاظمت فيه وتكتلّت، حتى صار من الصّعب فهمها وحلحلتها، لما تحوزه من تداخل وغموض ،وبالعلائقية التي فتأت تشكّلها مع مثيلاتها، عنها تضاءلت الرؤية، وأصبحت شبحًا يهدّد انسجام الوجود وبقاء الإنسان. إذ باتت تشكّل خطراً كبيراً على ميراث الإنسان، وما حصله عبر طول عمره، من قيم وحريات وعدالة وفنون ومعارف، وكل ما يدخل في بناء إنسانية الإنسان …” .
هذه الأخيرة كرؤية يقدّمها السيّد ” د.مونيس بخضرة ” من باب المعنى المتأزّم الذّي يُحاول فهمه دومًا ضمن نطاقات متعدّدة من خلال قراءته البينّة للعقل الفلسفي الغربي، ومحاولة تقريب المعنى الغربي إلى المعنى العربي، وكذا اشتراك البحث الفلسفي من هنا وهناك، لملاحقة البحثي اليومي وهذا ما نلتفت إليه من خلال فلسفة ” الفيلسوف الفرنسي ” ميشال دوسارتو وهيدغر وجيل دولوز وميشال فوكو وألبير كامي وإدغار موران “بالإضافة إلى اهتمامات العرب على غرار ” مالك بن نبي وفتحي التّريكي وحسين مُروّة والطّيب تيزيني” في محاولة البحث عن المكوّن الرئيسي والأساسي للتّاريخ الإنساني من جملة المفاهيم التّي غدّت تشكلّه وتؤسس لراهنيته البحثية ” على غرار ” الجنون، التّقنية، الحياة، الموت/ المصير الإنساني، الجنس، جدلية الذّكورة والأُنوثة، السّجن، الإعدام المُثاقفة، التّذاوت ” ويذهب الدّكتور” مونيس بخضرة” لاعتبار هذه المفاهيم الأخيرة هي نتاج لما يعيشه الإنسان في حياته المختلفة والمتنوعّة في أبعادها والمشتتّة والمتشابكة في حيثياتها خاصة خلال تأزّم الوضع الرّاهني في العالم المعاصر، والذي يعبر عنه الفيلسوف الفرنسي ” إدغار موران ” بمقولته التالية ” فالخوف المتبادل بين الدّول العملاقة قد أصبح بالفعل هو الرقيب الواقعي الذي أجّل إلى حد الآن وقوع الحرب العالمية الثالثة . والإبادة الممكنة للإنسانية أصبحت تكبح ذاتها، وهي التي تمنع إلى حد إلى التّهديمات الجزئية من أن تتخذّ طابعًا شُموليًا…” ، و لنا أن نردّد إذا ما حاولنا أن نفهم هذه المقولة المورانية ما قاله نيكو تانبرغن ” إن لم نُغيّر طريقنا ، فالفناء مصيرنا ” .
حفريات مونيسية في “الفن والثقافة والحياة ” هيجل برؤية جزائرية ” :
تقدّم استطيقا هيجل تأويلاً هائلا وقويا للتصوّر التّاريخي لمختلف الفنون، و يستند هذا التّأويل على عدّة افتراضات ميتافيزيقية hypothèse méthaphisiques ناتجة عن النّسق الهيجلي والتي تتمثل فيما يلي ” :
01 : أنّ الفن باعتباره كذلك هو بمثابة معرفة توجد داخل الفن معرفة بالروح المطلقة، لكن هذه المعرفة مباشرة وحدسية فقط، فالفن يبلغ الحقيقة المطلقة أي الحقيقة لذاتها وفي ذاتها .
02: الفن وحده المحسوس والرّوحي، وحدة الطّبيعة والرّوح والخارج والدّاخل ، ويفهم العمل الفني تجسيدًا لمضمون الفكر داخلياً وبشكل محسوس.
03: مضمون الفن l’artهو الدّين، فالإلهي كل ما تعقل بالآلهة المتعدّدة أو الإله الواحد ” ويشكّل المركز الذّي ينجذب باتجاهه، ولا يعني هذا أنّ الفن ليس بإمكانه سوى العبير عن ثيولوجيا صريحة .
والسّؤال الذّي يُطرح هنا هو – كيف يمكن للفكر ” المطلق “، أن يتجلّى في موضوع حسّي؟
” الجمال عند هيجل هو المظهر الحسّي للفكرة ، في حين أنّ الفن هو يقظة الإحساسات المناسبة الأليفة بواسطة الأشكال المعبّرة عن الحياة …” و كأنّ موقف هيجل هذا شيئا مغايرًا بالمرّة ، لكلّ ما سبق من قبل في هذا الصّدد، بمعنى أن موقف هيجل هنا أصيل وخال من أي محاكاة لمواقف الآخرين ” .
التّصوير و الرّسم : الرّسم واحد من الفنون الرّومانسية، لايحذف إلا بعدًا واحدًا من أبعاد المكان، ويبقى على البُعدين الآخرين أي السّطح المستوي الذّي يتخذّ منه وسطًا يعمل فيه، ولكنه يستخدم فقط ظاهرة المادة بما هي كذلك ” وهذه الصّورة الخادعة ، أو هذا الظّاهر للمادة الجامدة، إنمّا يخلقها الفنان ، وعلى هذا فبينما يُوجد لوجود حسّي للعمل المعماري ، أو للنّحت كان شيئا ماديًا بالفعل فإننّا نجد الجانب الحسّي للرّسم ماديًا إلاّ جزئيًا فقط ، أمّا الباقي فهو عقلي ..”
فن العمارة : تتخذّ فكرة فن العمارة من كتل المادة الجامدة الضّخمة، وسطًا تظهر فيه توسطّه، وهو المادة ، بكلّ صلابتها وجمودها وأبعادها الثّلاثة، والأشكال التيّ تستخدمها هي أشكال الطّبيعة غير العُضوية أساسًا لها، كما يفعل النّحت، لكن وسطها هو المادة على نحو ما تحكم لا بقوانين الحياة بل بقوانين الآلية الجاذبية . فسمةُ فن المعمار في الحقبة الرّمزية هو بناءاته الرّمزية. فهُو لا يخدم غرضًا يرى أنّه يرمز إلى إحدى التّصورات المجرّدة.أمّا المابعد كلاسيكية فهي على العكس، لاتوجد لذاتها وإنمّا لكي تكُون المحراب المقدّس لتمثال الإله statue du dieu ….” ، ويدخل فن العمارة في المُعطى الدّيني، حيث يمثّل الفن المعماري فنًا للحياة يتلاقى مع الدّين بل العمارة موحدًا بين الفنّي والدّيني في الآن نفسه كما لا تخلُو من الغرض الثّالث” الفلسفة” في المعادلة المعرفة المتعلقة بالمطلق ” الفن – الدّين – الفلسفة “، وسواءًا اتجهنا نحو الدّيانة الطّبيعية أم نحو الدّيانة الجمالية أو نحو الدّيانة القائمة على الوحي، فإننّا لن نجد أنفُسنا بإزاء معرفة مطلقة قد أصبحت فيها الرّوح شفافة أمّا ذاتُها، بل سنجد أنفُسنا بإزاء أشكال مختلفة لوعي الرّوح بذاتها خلال بعض الرّموز أو الصّور الحسيّة أو التّعبيرات المجازية ومعنى هذا أن الدّيالكتيك العام للدّين، هو بمثابة كشف تدريجي للرّوح، تتجلّى من خلاله الرّوح لذاتها عبر مجموعة من الصّور أو الأشكال ومادمنا حتى الآن بصدّد تمثيل حسي، تتجلّى من خلاله لهذا الشّعب أو ذاك، أو لهذه الجماعة أو تلك، فليس بدعًا أن تكون للدّين صبغة فينومينولوجية تجعل منه ظاهرة تاريخية بشرية ..”
ومن هذا نفهم أنّ تلاقي فكرة الوعي بالاتي والترقي بالواقع لروح العالم، استعان فينومينولوجية بحتة يثبتها هيجل ذاته من خلال قوله ” إنّ هذا الإيمان بليس sasnichts الضّرورة وبالعالم السُفلي يصير إلى الإيمان بالسّماء، لأنّه لابد “للهُو” المتصرّم أن يتحدّ بكليته، و يفتت فيها ما تحتويه.فيصير من هذا الوجه جليًا لنفسه، لكننا لم نرى هذا الملكوت الذّي للإيمان أن يبسط مضمونه بلا مفهوم إلاّ في أسس التّفكير، فرأيناه إذًا يفوت في قدره، نعني فواته في دين الأنوار وفي هذا الدّين إنمّا سينتصّب من جديد المتعالي عن الحسّ الذّي هو للذّهن، لكن على نحو أن الوعي – بالذّات يظّل راضيًا بالدّنيا، فلا يعلم ما فوق الحس، أي المتعالي الخاوي الذّي ماكان ليعلم ولا ليرهب، لا بما هو ولا بما هو قدره ”
الموسيقى : يقول الفيلسوف الإسلامي ” أبو حامد الغزالي ” في كتابه إحياء علوم الدين ” من لم يحرّكه الرّبيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ما له من علاج ” من هنا تتضّح لنا أهمية المُوسيقى التّي تعتبرواحدة من مؤسسات الفن الأورُوبي خاصة على غرار ما نراه في الحضارة الإسلامية التّي كانت تنبذ هذا الفن تارة باسم التّحريم وتارة باسم عدم فهمها باعتبارها وليدة الحضارة الغربية، و في كلا الأمرين فساد في الرّأي وتلوث في الطّّبيعة وانعدام في الحس.
” الموسيقى تنفي المكان تماما، فلا توجد إلا في الزمان وحده، ومن هنا فمادام كل ما يمكن أن يرى بالعين لابد أن يوجد في مكان، فسوف يتوقف هذا الفن عن مخاطبة حاسة البصر ويلجأ إلى حاسة السمع، ومن ثم فالوسط المادي الذي هو تتابع الأصوات والنغمات في الزمان و لهذا السبب الكامل للمكان، يجعل الموسيقى فنا ذاتيا خالصًا …” .
والنّغمة المُوسيقية، ليس لها مثل في الوجود حتى تُغنّى وتتلاشى، فليست لها موضوعيّة حقيقية، ومن هنا فلا يظهر الفصل بين الذّات والموضوع في الموسيقى، كما يظهر في غيرها من الفنون، فالمشاهد يقف ليتأمّل تّمثال أو لوحة ما كشيء خارجي عنه، فالأنا في هذه الحالة تنفصل عن موضوعها، لكن مادامت هذه الموضوعية الخارجية تختفي في الموسيقى، فإنّ الانفصال بين العمل الفنّي ومن يشاهده يختفي أيضا، وهكذا ينفذ العمل الموسيقي إلى صميم الرّوح ويتحد مع ذاتيتها في هُويّة واحدة ” .
ويؤكّد د. مونيس بخضرة قائلاً” وهذا السّبب نفسه ظلّت الموسيقى أكثر الفنون كلّها إثارة للعواطف، فالذّات في حالة الإحساس أو التّفكير أو التّصور، تقف في مواجهة موضوع تأملّه، لكنّ هذا الانفصال يختفي في الانفعال العاطفي، إذ تستغرق النّّفس في موضوعها وتلتحم معه في هوية واحدة، النّفس في هذه الحالة لا تعي التّفرقة وبين الموضوع مادام الوعي ليس حالة انفعالية لكنه معرفية. ومن هنا الموسيقى تلجأ إلى مخاطبة الانفعالات والعواطف ” وقوي هذا المعنى ما أكدّه المفكّر الإسلامي ” الدّكتور عدنان إبراهيم” في إحدى محاوراته مع زوجته” بقوله لها ” لو أتينا نحن نُغنيّ بغير موسيقى لا يكون ذاك الأثر، قالت نعم ،قلت لها لماذا يكون تأثرنا بنغمة هذه الآلة، وتجييش العاطفة فينا من أعمق أعماقنا – قالت لي لا أدري قلت لها وأنا أحدس والله تبارك وتعالى أعلم أنّ هذه النّغمة هي معنى في الظّاهر معنى غير مفصل معنى غير مقدّد، معنى مستدهم بخلاف لو نحن نطقنا لحاولنا أن نحدّد حدود المعنى لكنّ في الحقيقة لا تعطي للمعنى حدودًا، نحن نقربّه ،نحن نختزله نشوهّه واللّغة بما هي دائمًا تحديد للمعنى باختزال وتشويه لذلك المعنى حين يكون في شكل نغمة يكون حُرًا طليقًا يؤثّر فينا من الأعماق، ليست هذه هي النّظرية، النّظرية جوهرها عاد، كيف نتأثّر نحن بنغمة لا نفهمها لم تترجم إلى كلام مفهوم، كيف نتأثّر بهذا المعنى غير المترجّم، غير المحدّد معناه هذا المعنى مغروس فينا أصلاً موجود والأقدر على مخاطبته وتحريكه فينا، هو النّغمة، التّردّد …”
وهذا دليل صريح وواضح إن دلّ على شيء فإنمّا يدّل على الأهمية لدور الموسيقى وانطباعها على الذّات الآتي خلقت لأجل التّأثير عنها لا محالة، وهي بينّة صريحة وجب على الفيلسوف محاولة نحته لقضاياها وأهميتها مثلها مثل كل المشاكل التيّ يعانيها عصره ” فالفلسفة معرفة صريح للتّطور،هي ذاتها هذا التّفكير المتطوّر، و كلما تطور هذا الفكر ازداد تطورا من الخارج إلى الداخل، وهكذا تبني الفلسفة بداخلها ماهُو متطور ” .
والبحث في مثل هكذا نظريات وقضايا هو بحث في الطبيعة والأخلاق والقيم ، بتعدّد تياراتها ومدارسها .انحصار المثقّف الفلسفي ضمن هذه الفروع، جعل الفلسفة تبقى حبيسة مواقع ثابتة رسمية في نطاقها الأكاديمي والتّعليمي، وفي قاعات التّدريس والنّدوات والمؤتمرات التّقليدية، في الوقت الذي بات يعلم فيه الجميع، أنّ الأزمات التيّ تعيق تطوّرنا وتمرّ مجتمعاتنا، لا تحلّ إلاّ وفق رُأى فلسفية محضّة وصارمة ومُشاعة ”
الشّعر : ممّا لا شكّ فيه أنّ الفلسفة في أُولى بداياتها حسب بعض مؤرخي تاريخها الفلسفي الطّويل، بأنّ التّفكير الفلسفي بدأ أساسا بالنّظم الشّعري عند اليُونان، لتصّل إلى ماهي عليه الآن في الفترة المعاصرة عن طريق النّثر لا النّظم ” والشعّر هو أعلى الفنون الرّومانسية، وهو أعظم انتصار يُحققه الفن، رأينا أنّ المُوسيقى هي مشاعر، إلاّ أنّها مشاعر غامضة وغير محدّدة، والشّعر هُو مشاعر كذلك لكنّها مشاعر واضحة وقويّة متجانسة، الموسيقى بتوحيدها التّام بين الوسط الحسّي والمضمون الرّوحي، إنّها تُمثّل تحولاً من الحسيّة الخالصة إلى الّسرمد وإلى الرّوحية الخالصة في الشّعر ، يشكّل الصّوت بمثاليته مادة الموسيقى هو الرّقة والإحساس بها، وهو متصل بالمشاعر، لكنّ الخُيوط التيّ تشدّ الفن إلى الأرض و قد غدت في الموسيقى خيوط من ذهب، تكاد لا ترى هذه الخيوط في الشّعر، في الشّعر يستخدم العقل لا لذاته ، و إنمّا لكي يُعبّر به عن ادراكات وتصوّرات مثالية” .
والمُراد هنا في مضمونية الشّعر مهما كان نوعه ومهماكان جنسه وصنفه ، إلاّ أنّه يُمكن أن يكون طريقًا نحو سبر أغوار الذّات الإنسانية المُتعالية بفضل العقل ووجوده ضمن المقطوعة الشّعرية والنّظم الخطابي الرّاقي، الذّي ما فتأ يُخاطب العقل والقلب معاً .
تّعتبر جملة الدّراسات الشّعرية خاصة منها الحكمية ، عن جملة الرًؤى والأفكار الفلسفية الرّاقية التيّ زحزحت طريق العقل الإنساني عبر تاريخه القويم منذ ” اليُونان ” إلى يومنا هذا ” سواءا في الحضارة الغربية خاصة أو الإنسانية الكونية عامة.
تأثيرات الفلسفة الهيجلية في العقل المونيسي :
من الواضح أن القارئ لفلسفة هيجل يجد تلك الرُّؤية اللاّإقصائية للعقل الكوني على مداره التّاريخي ولعلّ ما يهمنا هنا أكثر وما سنركّز عنه في هذا السّياق هو تلك القفزة التّي يكاد يختص بها “هيجل” ومن بعده في الفلسفة الألمانية ” نيتشه” في العودة إلى العقل الشّرقي القديم .
كانت عودة هيجل إلى الدّيانات الطّبيعية التّي تُحاول أن تقدّم سيطرة الطّبيعة فيها على كل وحي ديني، في مُقابل العيش مع الطّبيعة دينيًا، و المقصود هنا هو ” أنّ المبدأ الرُّوحي في جميع هذه الحالات بصفة عامة، لا يعترف بأنّه الخالق أو الحاكم مثلاً، أو المُسيطر على الطّبيعة. فإننّا نجد مثل هذه الدّيانات تنظر إلى الرّوح البشري أيضًا على أنّه لا يزال داخل سيطرة الطّبيعة من الدّيانات الطّبيعية، ويوجد الدّين الطّبيعي ” ويؤكّد هذا القول هيجل ذاته حينما يقول ” إنّه في كل دولة عقلانية توجد تميُّزات ويقوم الأفراد من ذاتهم بوضعها، لكن الحرية والذات الأخلاقية الباطنية لا وجود لها في الهند، وهكذا ظلت التمايزات الطبقية في الهند مثل الوحدة الصارمة في الصين ”
الدّين الطّبيعي يُقابل على مستوى الرُّوح المطلق – مرحلة الوعي، على مُستوى الرّوح الذّاتي والواقع أن الرّوح الذّي لا يبلغ درجة الوعي التام بذاته، أو الذي لا يرى في الوجود الفعلي صنيعته الخاصة ، لا بد أن ينظر إلى نفسه باعتباره واقعة غريبة وكأنمّا هي مجرد تمثل أو تصوير حسّي …”
كانت للفلسفة الهيجلية تأثيرات كما ذكرنا سلفًا تمثلت أساساً في التفات المفكر “مونيس بخضرة” إلى الخوض في قضايا بحثية لا يكاد يُرى لها أثراً في الفلسفة الجزائرية المعاصرة خاصة، حيث أنّه في وقت توجه أغلب مشتغلي الفلسفة إلى الاشتغال حول فلاسفة الحضارة الغربية سواءاً كان المُحدثون منهم على غرار ” كانط وديكارت وليبنتز …والمعاصرين منهم على غرار ” ميشال هنري وجورج باتاي وميرلوبوبنتي وهيدغر وغادامير وغيرهم ، ليجعل “د.مونيس بخضرة” دراسته لهيجل باحثة في النّسق الهيجلي كآخر خطوة نسقية في الفكر الفلسفي الحديث، ليتجاوزه ويذهب معه في نفسه إلى العقل الشّرقي القديم ” الصّيني والبابلي والأشوري والهندي والإفريقي والزّرادشتي …” ليوجه القاطرة الفلسفية الجزائرية إلى الالتفات قليلاً إلى موضع الأقدام “الفلسفة الطبيعية “…والدّليل في ذلك هو الاشتغال في محاور عدة من كتبه على غرارط كتابه “تأملاّت فلسفية وتاريخ الوعي وفينومينولوجيا المعرفة “…وآخرها كتاب حول الثقافة و هو بحث خاص بالحضارة الهندية والمغاربية بعنوان ” التّفكير في الثّقافات ” أسئلة الفرق في الثّقافة الهندية والمغاربية، إلى النّحت والدّخول للتّحت الفلسفي، والابتعاد عن المعلن سلفاً مع بعض الأسماء الفلسفية كابن سينا والفرابي و الغزالي والكندي مع كل الاحترام لكل هؤلاء، إلاّ أنّه وجب الالتفات إلى جملة الدّراسات الغير مُفكّر فيها والغير مُنظر لها بل حتى أنه غير معترف بها.
لم تتوقف الآهات الهيجلية وتأثيراتها على الرُّؤية المونيسية بل تجاوز كل هذا، والدّخول في فتح وتأسيس لا عن طريق الكتب وفقط بل حتى عن طريق فتح آفاق فلسفية أكاديمية جديدة لتُعزّز نظرته التّثاقفية ، والتّذاوتية للفكر الشّرقي الكلاسيكي منه أو المعاصر بفتح مشاريع داخل قسم الفلسفة جامعة تلمسان أهمّها ” تخصص ماستير ” بعنوان ” الفلسفة والتّنوّع الثّقافي ” كان ذلك سنة 2013م 2014م إلى يومنا هذا وكانت أغلب مباحثه ومقاييسه مقتصرّة على فك اللّغز الشّرقي ، لتتأكد النّظرة الفلسفية أكثر بعد فتح مشروع دكتوراه بعنوان “الفلسفة والّتشكلات الثّقافية المعاصرة أبنية وممارسات ” سنة 2016 م …و لازالت كتاباته إلى يومنا هذا تحاول تبيان التأثير الهيجلي الصّريح فضلاً عن مُلتقياته ومُحاضراته التّي ما تكاد تخلو بتاتاً من اللّمسة الهيجلية، التّي يُعزّزها دومًا بالسّمت الهيجلي وبالاستشهاد البيّن للدّارسين للفكر الغربي الحديث ومدى قدرتهم البحثية وحظّهم في امتلاك أدوات البحث الفلسفي سواءاً كانت المنهجية من الناحية الميتودولوجية ،أو المعرفية من الناحية الإبستيمولوجية .
خاتمـــــــة :
في الأخير ومن خلال ما سبق نستنتج بأنّ الرُّؤية التّي دومًا نلمسها في الفكر المُونيسي من خلال جملة كتاباته لا تكاد تخلو من البُعد النّسقي الفلسفي الهيجلي ، بل أحيانا ومن خلال قراءتنا لكلّ ما كتب من كتب ومقالات، لا نكاد نفرّق بين اللّمسة الفلسفية التّي عُرف بها الفيلسوف “هيجل” هذا مُقدمًا، ومن جهة تالية نجد أنّ المفكر الجزائري د.مونيس بخضرة يتجّه إلى جملة من القضايا الفكرية والفلسفية العميقة التّي تُثبت بأن الرّجل تأثرّ و إلى حد كبير بفيلسوفه الألماني ” هيجل ” من بين هذه المواضيع والمفاهيم التّي تغلب على توجهه”الفن، الثّقافة، جدلية الإنسان الغربي والعربي ” الإنسان الإفريقي بالخصوص الزّنجي، الرّقص، الموسيقى، السّجن، العنف، التّسامح، المعيش اليومي، الأنوثة والذكورة، المتحف، المسرح، السّينما ” كلّها قضايا حياتية قريبة من الإنسان في ضفتيه، ومن خلالها كذلك نكتشف الخُصوصية المونيسية في الكتابة الفلسفية.
كما نجد هذا الأخير كانت له خصوصيته في نوعية ونمطية وتنميطية الكتابة لديه من خلال الهمّ الفلسفي الذي يعيشه، خاصة الهم الفلسفي الجزائري سواءاً تعلّق الأمر بالكتابة الفلسفية أم بالتّدريس الأكاديمي وهو ما نجده في كتابه ” تأملات فلسفية ” الذّي يُخصص فيه الحديث عن بعض الإشكالات الجزائرية ” كالعنف في الخطاب السّياسي الجزائري وكذا الإسلامي الجزائري، من العنف إلى اللاّعنف في الجزائر كذلك يخصص عنوان بإرادة التّسامح في الجزائر في الفصل الثاني الخاص بالتّسامح، و في الفصل الأخير نجدّه يتطرّق إلى إشكالية الوعي العربي بصفته العامة ثم ينتقل إلى تخصيص هذه المشكلة في الجزائر من خلال عنوان أورده المفكر” د .مونيس بخضرة” بالوعي الجزائري وإمكانياته الفلسفية ويثبت همه بالقضية الجامعية الجزائرية من خلال الفصل الأخير لما نلحظه يُخصص عنوان للنّظام الجديد بالجامعة الجزائرية ” نظام LMD التّعليمي وهي نقلة أساسية وجب التّطرّق إليها، كما أنّ الخصوصية التّي ينفرد بها الرّجل بل نكاد نجزم أن من المتفلسفة العرب خاصة المتعمقين في القضايا الفلسفية قليل من توجه إلى الحديث ” عن الإخوة في غزة،حيث خصّص الرّجل قسم من كتابه تأملات فلسفية ” بالقضية الفلسطينية وعنونه بـ” غزة ومنطق العدالة ” وكذا المقاومة والوجود الذّي يُعتبر كامتداد للحديث عن العنف الإسرائيلي في غزة، و ما يتكبدّه إخواننا هناك، بالإضافة الى كتابه “تاريخ الوعي” الذّي توجّه من خلاله إلى جملة من القضايا الفلسفية العميقة والمفاهيم الشّائكة التّي ثمنّها كبار المشتغلين بالفلسفة في العالم العربي، وكيفية التّطرق إليها من باب الجدّة، والصّرامة الفلسفية التّي تمتاز بها الفينومينولوجيا الهُوسرلية، ولا أعتقد أن كلامي غريب عن الذّي يقرأ للرّجل ، فالقارئ له سيجد بأنّ هذا الأخير يكتب الهم الفلسفي الذّي يُعانيه ، وهذا ما يكتشفه القريبين منه كثيرًا خاصة في مجال التّفكير الفلسفي، سيتبدّى لهم بأنّ الكتابة المُونيسية تعبّر عن هم معيش، يعيشه الرّجل في ذاته ، بأدوات فلسفية تتعلق بقضايا أمته ليست غريبة عنها ولا حتى عنه شخصيا، وهو المطلب الفلسفي الذي نحتاجه اليوم، لا نكتب لنُرضي أطرافاً معينّة قد تكون سياسية أو دينية أو ماشابه ذلك، بل نكتب بحرية مُطلقة نكتب ما نعرف وما نفقه من تفلسف، نُحاول أن نكتب ما قد يكون دواء وعلاجا لبعض أمراض الأمة خاصة ونحن نُصنَّف ضمن دول العالم الثالث، لا نتجرّأ حتى على أن نخرج عن السّرب و نقول كلمة تُرضي ضمائرنا، و ُشفي غليلنا، لا ننتظر من وراءها لا إلى”تصفيق “، ولا يهمنا إن كانت جلبت لنا “تبزيق” من أفواه الآخرين، فهذا أمر عادي بل أحيانًا محتّم بلغة البيولوجي إيفان بافلوف ” لكل فعل ردّة فعل مُساوية في القوّة معاكسة في الاتجاه” بين المثير والاستجابة” وهذه الرّدة المُعاكسة أحيانًا تتجاوز معطيات العقل والمنطق ، مثل ما حدث لكبار الفلاسفة، في تاريخ التّفلسف الطويل منذ اليُونان وماحدث لسقراط حين أرغم على تناول السّم من طرف الجلاّدين ، وطلب منه الجلاد أن يتناوله وينهض يمشي قليلاً ، لوما يشعر بالدّوار يجلس ومنه تخرج روحه كبير الفلسفة بامتياز لا لشيء إلا لسبب تهم نسبت إليه لا أساس لها من الصّحة ولكن لما تموت لأجل فلسفتك ترفض أن تموت جبانًا لأنك كتبت ما تعيش وما تُعاني ،وليس ما يُعانيه غيرك، لا ننسى ما حدث كذلك في العصر الحديث لجيوردانو برونو وجاليلي جاليليو، ولا ننسى ماعاناه نيتشه من الأطراف المسيحية الدّينية، ولاحتى الذّين اعتنقوا المسيحية ذاتهم فضلاً عمّا حدث في العالم الإسلامي لبعض أعلام الفكر على غرار ” المفكر المصري نصر حامد أبو زيد ” حين اتهم بالإلحاد وطلقت منه زوجته وهو ما كان حدث لأسلافه الذّين أثاروا إشكالية خلق القرآن من عدمه في الدّولة العباسية ، ولا ننسى كذلك ما عاناه المفكّر الجزائري مالك بن نبي سياسياّ وبعده محمد أركون دينياّ حيث كان يرمى بالحجارة، ويتهم بالزّندقة والإلحاد، وأمثالهم كثير.

قائمة المصادر والمراجع :
-هيجل، محاضرات في فلسفة التاريخ ، العالم الشرقي الجزء الثاني، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام دار الثقافة للطباعة و النشر والتوزيع، ” دط ” 1968،
– هيجل، ” فينومينولوجيا الروح” تر : ناجي العونلي ، المنظمة العربية للترجمة ، ط1 بيروت، 2009
-هيجل، تاريخ الفلسفة ” ترجمة : إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي ط3، القاهرة مصر 1976
– مونيس بخضرة ” فينومينولوجيا المعرفة ” دراسة في فلسفة الظاهر الهيجليةمنشورات عالم الكتب الحديث ، الاردن 2013م
– مونيس بخضرة ” تأملات فلسفية في رسم بعض إشكالات العصر ” العنف والتسامح والمعرفة ” عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع إربد الأردن ط 1 .2013
– مونيس بخضرة، ” تاريخ الوعي ” مقاربات فلسفية حول جدلية ارتقاء الوعي بالواقع – الدار العربية للعلوم و منشورات الاختلاف و مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بيروت، لبنان ط1 ، 2009
– عبد الفتاح ديدي، ” فلسفة هيجل “، مكتبة الانجلو المصرية ” د ط ” 1970م
– إدغار موران ” إلى أين يسير العالم ” تر:أحمد العلمي الدار العربية للعلوم ناشرون ط01 ،بيروت 2009م
– مونيس بخضرة، ” فينومينولوجيا الدين و الشعب ” مجلة لوغوس logos مجلة سداسية محكمة تصدر عن مخبر الفينومينولوجيا وتطبيقاتها العدد الثاني فيفري 2014م
-عدنان إبراهيم،” نعمة الموسيقى “،شريط فيديو على اليوتوب من الدقيقة 3.22 إلى غاية 4.45 .بالعربية تم الدخول يوم: 5 ماي 2016م
موجز السيرة العلمية: أهم الأعمال والمشاركات المقدمة خلال الفترة الأخيرة :
– ملتقى ” الفلسفة والهامش ” المؤسسات ،الهيمنة الذكورية ، العنف والبربرية ” المنعقد يوم الإثنين : 23 والثلاثاء 24 فيغفري 2015 م بكلية العلوم الإنسانية و العلوم الإجتماعية تلمسان . بمداخلة عنوانها : الإنسانية والتمرد في فكر ألبير كامي.
– يوم دراسي حول ” الفلسفة والكولوكنيالية ” من تنظيم مخبر الفلسفة والعلوم الإنسانية ، و جرت أشغاله يوم 12/03/2016 م بكلية العلوم الإنسانيةوالعلوم الإجتماعية جامعة مستغانم بمداخلة عنوانها: ” عنف الإستعمار عند إدغار موران ” .
– الملتقى الوطني : النقد الثقافي ، المبادئ والتطبيقات المنعقد يومي الأحد 06 والإثنين 07 مارس 2016 م بمقر كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية ، بالمدينة الجديدة علي منجلي قسنطينة ، بمداخلة عنوانها:”الإنسان والتقنية ” ديالوجيكية العقل والجنون في فلسفة إدغار موران .
– يوم دراسي بعنوان ” في ضيافة حنه أرندت : قراءات في الفلسفة النسوية ” المنعقد يوم : الثلاثاء 08 مارس 2016 م بشعبة الفلسفة تلمسان ” مختبر الفينومينولوجيا و تطبيقاتها ” . قسم العلوم الإنسانية بمداخلة عنوانها : النزعة الأنثوية في فكر فاطمة المرنيسي ” .
– الندوة الأولى حول ” الفلسفة والمجتمع ” المنعقدة يوم: 21 أفريل 2016 م بقاعة المحاضرات ” أبو القاسم سعد الله ” من تنظيم ” مختبر الفينومينولوجيا وتطبيقاتها قسم الفلسفة ” تلمسان بمداخلة
عنوانها ” الإنسان في الميزان :” جدلية النباهة والإستعمار ” في فلسفة إدغار موران .
– المشاركة بمقال في مجلة منيرفا التي تصدر عن قسم الفلسفة جامعة تلمسان رئيس التحرير:
” د. مونيس بخضرة ” بعنوان :” الحقيقة ” جدلية العقل والدين ” مقاربة فلسفية بين محمد إقبال وعبد الكريم سروش .
– المشاركة ضمن كتاب جماعي بإشراف الأستاذ : ربوح كمال بمقال عنوانه :
” الإنسان ورحلة البحث عن البرهان “، جدلية الآلة والأداة في فلسفة إدغار موران” .


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد