انطلقت هذا اليوم الخميس 2 مارس 2017 على الساعة التاسعة صباحا وقائع الندوة العلميّة الدوليّة “الثقافي في المفترق الرقمي” التي تنظّمها المندوبيّة الجهويّة للثقافة بالمنستير، بالاشتراك مع جمعيّة العمل الثقافي بالمعهد العالي للغات المطبّقة بالمكنين والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، وبرعاية شبكة ضياء، أيام 2و3و4 مارس 2017 بنزل المنستير سنتر بمدينة المنستير/تونس.
اُفتتحت الندوة العلمية بكلمة السيّد المندوب الجهوي للشؤون الثقافيّة بالمنستير هالة بن سعد التي تحدّثت عن أهميّة مثل هذه الندوات العلميّة ودورها في تأثير الحياة الثقافيّة بالجهة وتناول أهم ما ستقف عليه محاور هذه الندوة وأشادت بمجهودات كلّ الأطراف المشاركة والداعمة لهذا اللقاء العلمي. ثمّ ألقى السيّد والي المنستير السيّد عادل خنثاني كلمة ثمّ تدخّل السيّد محمد سعد برغل المنسّق العام للندوة بقراءة الورقة العلميّة للندوة وتحدّث عن إشكالات هذه الندوة التي تسعى إلى الإجابة عنها بناء على مداخلات المشاركين.
ثم افتتح الأستاذ محمد سعد برغل (تونس) الجلسة العلمية الأولى المتكوّنة من مشاركات السادة الأساتذة نزيهة مصباح السعداوي وعسّال الجويلي ومراد جعفري مراد والعيد جلولي.
قدّمت الأستاذة نزيهة مصباح السعداوي (تونس) ورقة علميّة وسمتها بـ”رقمنة الإبداع من أجل ثقافة ديمقراطيّة”. بيّنت من خلالها مختلف أشكال الإبداع الثقافي التي تعبّر عن طبيعة التحوّل المجتمعي المائل إلى الطابع الاسهلاكي. وهو تحوّل، كما ترى الباحثة، لا يمكن لمسه فقط في الإبداع الثقافي بل نلحظه في أفضية التفاعل الثقافي الذي انتقل هو الأخير من المسارح والمعارض إلى شاشات التلفزيون والاسطوانات. وبينت الباحثة أساليب التعامل مع الإبداعات الفنية عبر الوسائط الرقمية وكذا دور الرقمي في تدعيم أكثر ما يمكن من الثقافة الديمقراطية مكنتها في تحقيق التوازن الاجتماعي.
وبيّنت الباحثة من خلال مداخلتها ما وجدته الثقافة في تكنولوجيا المعلومات من أداة جديدة ذات إمكانات غير مسبوقة في التنمية وكذا دور الثقافة الرقمية في فسح المجال أمام الإبداع الثقافي للتنوّع والازدهار والانتشار.
كما رأت التكنولوجيا في الثقافة فضاء رحبا وبكرا يسمح لها بتمدد غير مسبوق في نسيج المجتمعات الحديثة، الأمر الذي أفرز تحولات كبرى في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية الشيء الذي مهد لتحقيق الثقافة الديمقراطية .
أمّا الأستاذ مراد جعفري (المغرب) فقد قدّم مداخلة بعنوان ” الثورة الرقمية ومفهوم المواطن الرقمي” التحوّلات التي عرفها المجتمع الإنساني في ظل الثورة الرقمية التي شهدها العالم . وكذا الاستعمال المكثف للوسائط الحديثة لتكنولوجيا المعلوميات والاتصالات، التي أحدثت تغيرات جوهرية في الحياة اليومية للإنسان.
وما توصّل إليه الإنسان من اختراع وسائل حديثة للاتّصال عن بعد، سرعان ما عرفت تطوّرًا ملفتا للانتباه، فمن وسائل الاتّصال السلكيّة (التي انطلق العمل بها في منتصف القرن التاسع عشر)، ووسائل الاتصالات اللاّسلكيّة، إلى الأقمار الصناعية والألياف البصريّة ، التي أحدثت ثورة في ميدان الاتصالات الدولية. فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من الآليات الأساسية والمعول عليها في إحداث التنمية، الأمر الذي كان له انعكاس علـى العادات والتقليد المجتمعية المتوارثة لأجيال.
إن الثقافة المعلوماتية وقدرة الفرد على الوصول إلى المعلومة في مصدرها والوقت المناسب والحكم على قيمتها وصحتها وتوثيقها وتأمينها من المهارات الواجبة للتعايش الإيجابي الفاعل مع مجتمعات المعرفة لتحقيق المنفعة من معطياتها واستثمار تحدياتها، وقد اهتمت العديد من الحكومات بتثقيف مواطنيها وتسليحهم بمهارات القرن الجديد أو ألفية المعلومات المفتوحة، وفي سبيل تحقيقها لهذا الغرض ثم وضع الخطط والسياسات والبرامج للتوعية المعلوماتية على مستوى المواطن العادي، وشاع استخدام مصطلح المواطن الإلكتروني أو الفرد الرقمي للتمييز بين المثقف والأمي معلوماتيا.
فالإيمان بأهمية التحولات التي يعرفها العالم والمتغيرات الثفافية والاجتماعية التي رافقت الثورة الرقمية فرضت على الدول العمل على تحصين البيئة الثقافية المحلية وخصوصيات الحضارية، كما حدّثنا الباحث على مدى استيعاب المجتمعات العربية الآليات وميكانيزمات التي فرضتها الثورة الرقمية في الجوانب الثقافية وإمكانية الحديث عن خصوصية ثقافية محلية في ظل الإكراهات التي تفرضها الثورة الرقمية.
وقدّم الأستاذ العيد جلولي (الجزائر) ورقة بعنوان “الأدب الرقمي التفاعلي العربي: دراسة في المنجز الإبداعي والنقدي” بيّن لنا من خلالها أهمية الوسائط الإلكترونية الحديثة في مجال قراءات الأطفال. وطرح فيها مشروع تأسيس مفاهيم جديدة في القراءة المعاصرة بعد أن أصبحت هذه الوسائط تحاصر كل ما هو تقليدي كالكتاب الورقي والقراءة التقليدية وهذا لا يعني أن هذه التقليدية مآلها الزوال ولكن المداخلة تبحث في كيفية خلق فضاء تتعايش فيه هذه الوسائط وتقارب في الوقت نفسه المنجز العربي في مجال الوسائط الإلكترونية المعاصرة التي تقوم على عنصري التفاعل والمشاركة وهو ما نسميه في هذه الدراسة بـ (القراءة التفاعلية للأطفال) وقد ركّز الباحث الاهتمام على الأدب التفاعلي من خلال نماذج أدبية تفاعلية..
في حين قدّم الأستاذ عسّال الجويلي (الجزائر) ورقة بعنوان “هوية العقل الغربي من الفكر الفلسفي إلى النظام الرقمي”.
بيّن فيها مدى تمثل التحولات التي حدثت في بنية العقل الغربي وتمظهراته النسقية، من البراديغم الفلسفي إلى النظام الرقمي، وقد تمثّل الفعل التفكيكي لسلطة النسق في تدمير الإنسان لذاته وإعلان موته مع “نيتشه”، إذ تبلور مفهوم جديد للعقل يمكن تسميته بالعقل الرقمي مقابل العقل التقليدي، عقل الأنوار الذي جعل الإنسان عبداً لمنظومة القيم المجتمعية بعدما كان عبداً للطبيعة .
وبيّن الباحث أن هابرماس يرى أن فكر ما بعد الحداثة أنتج صورة جديدة للعقل هي العقل الأداتي المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة والميلتيميديا. ممّا أفضى إلى صياغة شروط جديدة داخل كوجيطو جديد، هو كوجيطو الرقمنة الذاتية، وهو ما سنبحث فيه ونؤسس له في هذه الورقة العلمية.
وما تجدر الإشارة إليه أنّ الجلسة العلميّة الأولى لهذه الندوة العلميّة قد كانت ثريّة من خلال المداخلات التي ألقاها السادة الأساتذة المحاضرون. وقد أثارت حلقة نقاش موسّعة حاور فيها السادة الحضور الأساتذة المتدخّلين، ساهمت في إثراء ما قُدّم وإضافة ما تمّ السكوت عنه.
انطلاق وقائع الندوة العلميّة الدوليّة الثقافي في المفترق الرقمي
الكلمات المفاتيح:
الآراء
-
شكراً للشبكة على مواكبة الندوات والمؤتمرات العلمية في العالم العربي..
-
شكراً للشبكة على مواكبة الندوات والمؤتمرات العلمية في العالم العربي..
-
شكرا جزيلا أستاذ عادل
-
شكرا جزيلا أستاذ عادل
-
شكراااا جزيلا
-
شكراااا جزيلا
اترك رد