الجلسة السابعة والثامنة من فعاليات الندوة الدولية الثقافي في المفترق الرقمي

نجاة ذويب – شبكة ضياء (تونس)

تواصلت أشغال اليوم الثاني (3 مارس 2017) من الندوة العلمية الدولية الثقافي في المفترق الرقمي التي تنظّمها المندوبيّة الجهويّة للثقافة بالمنستير، بالاشتراك مع جمعيّة العمل الثقافي بالمعهد العالي للغات المطبّقة بالمكنين والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، وبرعاية شبكة ضياء أيام 2و3و4 مارس 2017 بنزل المنستير سنتر بمدينة المنستير/تونس.
انطلقت أشغال الجلسة السابعة برئاسة الأستاذ فاتح بن عامر بمشاركة كل من الأستاذ رضا بوطقطوقة والأستاذة خديجة فندري حشيشة والأستاذ محمد علي اليوسفي والأستاذة أسماء بن خالد بوكراع.
افتتح الباحث مبروك بوطقطوقة (الجزائر) الجلسة بمداخلة عنوانها “الممارسات الثقافيّة في الفضاءات الرقميّة”. بيّن فيها التحوّل الجذري الذي أدّت إليه الثورة الرقميّة في الكثير من الممارسات الثقافيّة بدءا من الكتاب والصحافة إلى الموسيقى والسينما.
وقد سعى الباحث من خلال مداخلته إلى إلقاء الضوء على بعض التغييرات التي مست الممارسات الثقافية فبحث في أسبابها وحدّد أهمّ خصائصها.
كما بيّن ما أدّى إليه انتشار مواقع التواصل الاجتماعي من إعادة تشكل الهويات الفردية في أشكالها الافتراضية، وصعود الفردانية التعبيرية التي تسعى لتأكيد الذات من خلال الآخر، ومدى مساهمة الممارسات التعبيرية في ظهور “الإنتاج الجماعي” للمضامين الرقمية وتداخل الأدوار التقليدية للمنتج والناشر والمستهلك، وظهور “الإبداع الصاعد” في سياق تشاركي تشكل فيه التغذية الراجعة المتحكم الأول في تقييم وتداول المنتجات الثقافية.
أمّا الباحثة خديجة فندري حشيشة (تونس) فقد قدّمت ورقة بعنوان « Le numérique : L’ADN des musés remis en question »، عالجت فيها مسألة الرقمنة وعلاقتها بالمتاحف نظرا لدورها الفعّال في تسهيل زيارة المتاحف وتوثيق هذه الزيارات وكذا دور الرقمنة الريادي في التعريف بالمعروضات .
الباحث محمد علي يوسف(تونس) قرأ ورقة بحثية بعنوان «La bande dessinée numérique : Nouvelle génération et nouvelles approches » تناول من خلالها التقنيات الجديدة ومدى تأثيرها في الفنون، كما عرّج الباحث على أهمّ ايجابيات التقنيات الجديدة معارضا في ذلك المتهجّمين على الثقافة الرقميّة.
وقدّمت الباحثة أسماء بن خالد بوكراع (تونس) مداخلة بعنوان « Le tournant « industries culturelles » des humanités numériques » . تحدّثت فيها عن الثقافة وعلاقتها بالتكنولوجيا الرقميّة.
أمّا الجلسة العلميّة الثامنة فقد ترأسها الأستاذة مليكة عرعود (الجزائر)وشارك فيها كلّ من الأستاذ بوعلاّم معطّر (الجزائر) والأستاذة زنينة كلثوم (الجزائر) والأستاذ منذر الطمني (تونس) والأستاذة ليلى الفيلالي (الجزائر).
قدّم الباحث بوعلام معطّر (الجزائر) ورقة بعنوان “مستقبل الطفولة بين حتميّة الرقمنة ومخاطر الانزلاقات الثقافيّة” ركّز فيها عن السبل الناجعة في ترغيب الأطفال في الثقافة الرقميّة، كما بيّن لنا كيفيّة توظيف الرقمنة في النمو الوجداني والعقلي للطفل، مبرزا أهمّ الآليات الكفيلة بحماية الطفولة ممّا ينجو عن ذلك من مخاطر ثقافيّة، وقد دعا الباحث من خلال مداخلته إلى ضرورة الولوج بأطفالنا في عالم الرقمنة بطريقى ممنهجة وعميّة حتى تتحقّق الفائدة العلميّة والثقافيّة المرجوّة.
ثمّ قدّمت الباحثة ليلى الفيلالي (الجزائر) مداخلة بعنوان “تمظهرات التثاقف عبر الميديا الجديدة: شبكات التواصل الاجتماعي وتحديات المجتمعات العربيّة” قدّمت من خلالها من خلالها مقاربة مفهومية للتثاقف والثقافة الرقميّة وعرضت كذلك أهم تمظهرات التثاقف الرقمي في البيئة الرقميّة الجديدة مبرزة أهمّ سبل تفعيل التثاقف الالكتروني . لتبحث في مرحلة أخرى في أهمّ سلبيات هذا التثاقف الالكتروني على الفرد والمجتمع خاصّة على المستوى القيمي والمعرفي والأخلاقي.
وشاركت الباحثة زنينة كلثوم بورقة عليمّة عنونتها بـ”الإبداع الأدبي في الزمن الرقمي” بيّنت من خلالها مدى انخراط الأدب في هذا الميدان وهو ما من شأنه أن يحدث تغيّرات على مستوى المرجعية الفكرية والأرضية الفلسفية التي ينطلق منها الإبداع، فضلا عما يطرحه من آفاق نقدية وتحولات في مستويات القراءة لنص تلاقحت فيه الكلمة بالصورة والصوت متجاوزة بذلك حدود الزمان والمكان…
كما تناولت الباحثة الدعامة التقنية التي يستند إليها هذا التمظهر النصي، ودورها في تحقيق الدلالة وربط قنوات التواصل بين النص ومتلقّيه.
وقد ختم الباحث منذر الطمني (تونس) هذه الجلسة بورقة علميّة بعنوان “أيّ تأثير للثقافة الرقميّة على القيم” بيّن من خلالها دور الفضاء الرقمي في جلب قيم وسلوكات اجتماعية جديدة للمجتمع الإنساني، واكبت بروز مصادر معرفية رقمية متنوعة . ضمن هذا الفضاء الرقمي اصبح يتواجد صنفان من الظواهر ترتبط بالافعال الاجتماعية -كما حددها عالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر- ظواهر تتصل بالوافع المعيشي التقليدي . وظواهر ترتبط بالرقمي والافتراضي
وقد تمحورت ورقته حول التساؤل عن الملامح والهويات الاجتماعية الجديدة من خلال تأثير الثقافة الرقمية على الأفعال الاجتماعية في مستوى السلوك والقيم والعلاقات بين الأفراد والمجموعات . كما بحث في ما يمكن أن يؤدّيه اتساع الثقافة الرقمية من تدني سعادة الإنسان الحالي بسبب الهشاشة في العلاقات الاجتماعية الطبيعية التي فطر عليها الإنسان كالتواصل التلقائي والتعاون والتضامن الآلي الذي عبر عنه إميل دوركايم.


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد