عنوان الفعالية: فن الخطابة والتواصل وأثره في ترشيد الحياة الدينية
تاريخها: 06-05-04 جويلية، 2017
نوعها: دولية
التصنيف: ندوة
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
بعد أن درسنا، خلال سنتين جامعيّتين، الخطاب الدّيني المعاصر في سلبيّاته على وجه الخصوص، واللّغة العربيّة ومدى إسهامها في دراسة العلوم الإسلاميّة وتدريسها، والوسطيّة في الإسلام وما تعني من قيم التّسامح والاعتدال، والمعاملات في الإسلام بين سلطة النّصّ وتحدّيات العصر، نروم الآن دراسة الخطاب الدّيني خاصّة من الوجهة الفنّيّة الخالصة، نظرا إلى الحاجة التي صارت تزداد إلحاحا يوما بعد يوم إلى الأسلوب المنهجي في خطاب الإرشاد الدّيني.
والخطاب، لغة الكلام ومنه قوله تعالى ” فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعزَّنِي فِي الْخِطَاب ” .
والخِطاب الرّسالة: وفي التّنزيل: ” وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَاب ” ، أي ما ينفصل به الأمر من الخطاب.
وفصل الخطاب: الحُكمُ بالبيّنة، أو اليمين، أو الفِقه في القضاء… أو أن يُفصًلَ بين الحقّ والباطل، أو هو خِطاب لا يكون فيه اخْتِصار مُخِلٌّ، ولا إسهابٌ مُمِلّ.
وفي معنى الوضوح الخِطاب المفتوح في اللّغة الحديثة، وهو خِطاب يُوجّه إلى أولي الأمر علانيَةً.
أمّا الخَطابةُ فهي عند المنطقيّين قياس مُؤَلّفٌ من المظنونات أو المقبولات.
ومن اشتقاقات اللّفظ الخُطْبُ: وهو الأمر الشّديد الذي يكثُر فيه التّخاطب، وفيه دلالة على أنّ معنى الخَطابة حاجة المتكلّم وهو الخطيب إلى أن يكون فصيحا واضحا وذلك بتعديد الشّواهد والاستدلالات على الفكرة في الموضوع الذي يتحدّث فيه إلى جمهوره، وهو أمر ذو بال يستدعي تبيينه إسهابا في الكلام.
ومن هنا لفظ الخُطْبة ويعني الكلام المنثور يُخاطِبُ به مُتَكَلِّمٌ فَصيحٌ جمعا من النّاس لإقناعهم، ولعلّ هذا الهدف من الخِطاب هو مَوْطِن السّؤال اليوم، لأنّ المتكلّم الفصيح قد يكون مؤدلجا فيؤوّل الشّاهد أو الاستدلال الذي يسوقه في خُطبته على هواه ووَفقا للغاية التي يريد لا وفقا لما تقوله اللّغة والشرح الموضوعي للآية ، مثلا، أو الحديث، أو الحِكْمةُ وغيرها… ها هنا تُطرح مسألة خَطيب الجمعة وثقافته ومذهبه وجملة من الخصال الموضوعيّة التي يجب أن يكون متحلّيا بها. وهذا القصد الذي تحتاج إليه أمّة المسلمين اليوم وهم علماء يملكون – أو قد وهِبوا فصل الخِطاب – ويملكون أن يسهروا على تكوين الخطيب، أو مَن يقوم بالخَطابة في المسجد وغيره، تكوينا علميّا أكاديميّا متدرّجا متأنّيا من أجل إعداده لمهمّة الخَطابة والوعظ والإرشاد، حتّى يصبح متكلّما فصيحا وحسن الخُطبة وهو معنى الخطيب، أو صفة الخطيب في اللّغة.
فإنّ أيّ خطاب لا بدّ لمحتواه من قناة حاملة، ولا بدّ للقناة من طريقة موصلة للفكرة وأسلوب يعبّر عنها. ومتى أحكم باثُّ الخطاب اختيارَ الطّريقة، كتابةً أو شفويّا، واختار العبارة المناسبة للمعنى أمكنه الإيفاء بالقصد وتبليغ المدلول. فالمنهج والأسلوب هما أسّ رسالة الخطاب وهما الكفيلان بوضوحها لدى متقبّله. لذلك ينزع الباحث علميّا إلى الطريقة قبل الحقيقة في الكتابة ( لأنّ الحقيقة مسلّمةُ الخطاب ). أضف أنّ أسلوب الباثّ ليس واحدا فهو متعدّد تعدّد الخطابات ( وأجناسها ) وتعدّد المتلفّظ أو الكاتب، وخاصّة في مرجعيّته الفكريّة فضلا عن مرجعيّته المذهبيّة؛ وكان سانت بوف Sainte Beuve ( 1804 – 1869 ) يردّد: الأسلوب هو الرّجل.
إنّ باثّ الخطاب في مجال العلوم الإنسانيّة أوالدّينيّة تجده ناطقا عادة إمّا شاعرا وإمّا ناثرا، فإذا كان شاعرا رام جمع شتّى الأساليب، بعد اختيار البحر المناسب للقول، وإذا كان ناثرا اعتنى بالعبارة من أجل وقع خطابه في مخاطبه. وهذا التّعدّد والتّنوّع يطرح إشكاليّة مغزى الخطاب، لأن المخاطَب ( أو المُتلقّي ) يوجد عادة أمام معنى ظاهر ومدلول خفيّ، وهو إمّا أن يقف عند الفهم الملفوظ وإمّا أن يؤوّله، ولا بدّ له، في ذلك، من قرائن عليه أن يهتدي إليها اهتداء صائبا، ومَن يهديه هذه القرائن إلّا صاحب الخطاب وهو باثّه أو شارحه ومُيسّر فهمه لمخاطَبيه؟ وهو الذي يُفترض أن يوفيَ النّزاهة العلميّة حقها وأن يكون أمينا في تفسير الآية من القرآن – على سبيل المثال إذا كان معتليا منبر الخطبة – أو الحديث النّبويّ، أو القول الحكميّ، أو بيت الشعر، وما إليها وما تتضمّن من آليّات بلاغيّة… وأن يتجرّد بالتّالي من أيّ تأويل ذاتيّ، على استعصائه أحيانا، وليس بإمكانه الأمانة العلميّة ( وما تقتضي من خصال تكوينيّة علميّة وثقافيّة ما لم يكن مؤهَّلا في مجالها )، ومن أجل ذلك فإنّ فنّ الخطاب لا يمكن أن يدّعيه أيٌّ كان أو ذو مستوى ( وتكوين ) علميّ محدود.
ومصطلح الخطابة يتضمّن مدلول الخطاب الشّفوي والقدرة البلاغيّة على التّأثير في المتلقّي، وهذه الحالة يستخدم فيها الخطيب عدّة تقنيات قد تنشأ منذ هيئة الوقوف على المنبر أو الجلوس قرب عمود من أعمدة المسجد وهيئة اللّباس أو الظّرف الزّمني إذا اعتبرنا الخطاب الدّيني وغيرها، وذلك قبل الشروع في التّلفّظ بنصّ الخطاب. وقد وضع علماء المسلمين مقاربات لا بدّ أن يعود إليها طلبة العلم ويوظّفوها تبعا لحاجة المجتمع الإسلامي اليوم.
ويمكن لمن يروم الكتابة في هذا الموضوع أن يطرقه من خلال محاور متعدّدة تزاوج بين فنّ الكتابة فيه ومدى التّواصل الذي يؤثره في المتلقّي، أو بين فنّ المُخاطَبة والتّواصل مع المتلقّي، نسوق منها:
– الخطابة في المنظور الأرسطي وإمكانات توظيفها في الخطابة الإسلاميّة
– الخطاب الديني وفن الخطابة
– فنّ الخطابة في القرآن الكريم
– فنّ الخطابة في الحديث النّبويّ
– فنّ الخطابة لدى أعلامها: نماذج في الخطابة العربية الإسلاميّة
– فنّ الخطابة لدى المتكلّمين وأثره في حياة العامة
– الاستدلال وأساليبه في نصّ الخطابة
– الحجاج وآليات توظيفه في نصّ الخطابة
– مدلول الاتّصال والتّواصل في الخطاب الديني
– بيداغوجيا التّواصل في الخطاب الدّيني، وفي أداء الخطبة…
– المكتوب والشّفويّ في مجال الخطابة…
• المشاركة:
– ترسل بطاقة الرغبة في المشاركة والملخّصات في أجل لا يتجاوز 30 مارس، 2017.
– تُضبط قائمة الاختيارات المبدئيّة مع العنوان النّهائي للمداخلة المقترحة في أجل لا يتجاوز 15 أفريل، 2017.
– يرسل الباحثون أعمالهم النّهائيّة في أجل لا يتجاوز 15 جوان، 2017.
ويقع تحكيم الأعمال من قبل لجنة علميّة، وفي ضوء ملاحظات اللّجنة وقراراتها يتمّ نشر الأعمال التي تحظى بموافقة المقرّرين وإجراء التّعديلات المناسبة على الأعمال التي تحتاج إلى تعديل.
• إجراءات خاصّة بكتابة المقال:
– تُكتب الهوامش في أسفل الصّفحة.
– يتغيّر رقم الهامش بتغيّر الصّفحة.
– يُكتب الهامش على النّحو التاّلي: اسم المؤلّف، الكتاب، المكان، دار النّشر، التاريخ، الطّبعة، الجزء، الصّفحة.
– يُرفق المقال بقائمة المصادر والمراجع.
– يكون المقال خاصّا بالنّدوة ولم ينشر من قبل.
• لغات النّدوة: العربيّة – الفرنسيّة – الأنجليزيّة، ويتكفّل المعهد بتوفير الإقامة الكاملة للمشاركين طيلة أيّام النّدوة، ونشر الأعمال المقدّمة لاحقا بعد موافقة اللّجنة العلميّة عليها.
مواعيد هامة:
06-05-04 جويلية، 2017
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: المعهد العالي للخطابة والإرشاد الديني بالقيروان
المنسّق: مدير المعهد عبد الرزاق المجبري
نموذج المشاركة
اترك رد