نجاة ذويب – شبكة ضياء (تونس)
تمّ صبيحة اليوم الإربعاء 8 مارس 2017 افتتاح أشغال اليوم الثاني من الندوة العلميّة الدوليّة النص والسياق تحت إشراف مدرسة الدكتوراه الآفاق الجديدة في اللغات والآداب والفنون والإنسانيات بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بالقيروان.
وقد انعقدت هذا الصباح الجلسة العلميّة الخامسة برئاسة الأستاذ بشير الوسلاتي (تونس) وشارك فيها كلّ من الأستاذ خالد بلقاسم (المغرب) والأستاذ محمد الشاوش (تونس) والأستاذة هيفاء جدّة (تونس) والأستاذ محمد الصالح بوعمراني (تونس) والأستاذة نزيهة خليفي (تونس)
قدّم الباحث خالد بلقاسم مداخلة بعنوان “القراءة وبناء سياق جديد للنص” تناول فيها مفهوم السياق والقراءة منتهيا إلى ّأنّ السياق يتولّد بفعل القراءة. كما بين القارئ منطلقات القراءة وهي:
القراءة مصيرها أن تكون نسيانا، فالنسيان هو الضامن للقراءة نسبها اللانهائي وللنص بقائه ألاّ نهائي والمنطلق الثاني : القراءة هي عمل على اللغة وباللغة وأخيرا تصديق الحقيقة اللعبيّة/اللغة. وفعل القراءة ، حسب الباحث، هو مطلب إلى القيادة إلى ملامات لا محدودة، والقارئ غير معني بما قاله الكاتب بل هو معني بما قالت اللغة. فهو مطالب بضرورة الاقتراب من النص والابتعاد عنه في آن حتى يتمكّن من إنتاج ممّا يكشف عن دور القراءة التحويلي والمغيّر لسياق جديد.
قدّم الباحث محمد الشاوش مداخلة بعنوان “الخطاب مولّدا للخطاب”، بيّن فيها انّ السياق سياقان: مقامي شهادة حال ومقالي سابق المقال ذا وظيفة توضيحية لرفع الإبهام بالأساس من خلال تصوّر الخطاب السابق باعتباره محرّكا ومولّدا للخطاب الذي يعيده. كما تطرق الباحث إلى كيفيّة تأثير الكلام السابق في المقال. كما بيّن الباحث أهمّ وجوه دوران الكلام على نفسه.
قدّمت الباحثة هيفاء جدّة مداخلة بعنوان “أيّ دور للسياق اللغوي في تحقيق المعنى؟” أبرزت من خلالها أنّ قرائن السياق اللغوي الأربعة: النحويّة والصرفيّة والصوتيّة والمعجميّة. كما بيّنت الباحثة دور بنية الجملة في توليد المعنى وتغييره. فالسياق في اللغة ضروري وهو السبيل إلى تحديد وضبط الأشياء وهو ما بدوره يحدّد علميّة الكلمة.
محمد الصالح بوعمراني قرأ ورقة بعنوان “الاستعارة والسياق في النظريات العرفانيّة” تناول فبها “الاستعارة” في النظرية البلاغيّة و الاستعارة التصوّرية وكذا نظريّة المزج التصوّري مبرزا مدى حضور السياق فيها. كما وقف الباحث عند ما طوّرته النظريات السيميائيّة لنظرية المزج. وقد طبّق الباحث المسألة على الخطاب السياسي فأبرز تنازع السياق في الخطاب السياسي من خلال تناوله للاستعارات السياسيّة. ليخلص إلى أنّ الاستعارة أمرا مهما في سياق الخطاب السياسي.
أمّا الباحثة نزيهة خليفة فقد قرأت ورقة بعنوان “السياق والدلالة في “جمان وعنبر” لمسعودة بوبكر، بيّنت فيها كيفيّة تحكّم السياق في النصّ وكيفية اشتغاله داخل النص ودوره في تشكل النص وتحويله إلى سلطة فاعلة من خلال رواية “جمانة وعنبر” لمسعودة بوبكر.
أمّا الجلسة العمليّة السادسة فكانت برئاسة توفيق العلوي (تونس) وشارك فيها كلّ من الأستاذ رضا بن حميد (تونس) والأستاذة آمنة الرميلي (تونس) والأستاذ رضا لبيض (تونس) والأستاذ فتحي فارس (تونس) والأستاذ هاشمي حسين (تونس)
قدّم الباحث رضا بن حميد مداخلة بعنوان “السياق التداولي في الرواية العربيّة” تناول من خلالها دور الكلمة، الفعل في سياق النص متخذا من رواية “شرق المتوسط” نموذجا في دراسته. وهذه الدراسة هي عبارة عن قراءة تداولية للكلمة وقدرتها على تقوية عزيمة البطل وكلمة الأم مع ابنها في السجن. كما بيّن الباحث أنّ الملفوظ الروائي يتحدّد من خلال علاقته بالسياق الذي هو بدوره يتشكّل من المعجم والصورة والاستعارة والعلامات غير اللغوية.
وساهمت الباحثة آمنة الرميلي بورقة عنوانها “السياق المقدس وبناء الخطاب السردي” بيّنت من خلالها امكانيّة ارتحال السياق في النصوص بمرونة وقد تناولت هذا المبحث من خلال نموذجين اثنين هما : خبر من الادب العربي القديم تحديدا من كتاب الأغاني و الباب الاخير من رسالة طوق الحمامة تحديدا باب فضل التعفّف. فبحثت في نقاط التقاطع بين هذه النصوص مع القصّة المقدّسة وقد كانت قراءتها للخبرين خارج سياقهما المقدّس.
والباحث رضا لبيض شارك بورقه بحثيّة عنوانها “النصوص المصاحبة ودورها في بناء سياقات النص” بيّن من خلالها دور العتبات في بناء السياق متناولا العتبات في نموذج الملهاة الفلسطينيّة. وقد بحث رضا لبيض في سياق استئناف الكلام في العتبات وانتهى الباحث في مداخلته إلى بيان حدود المقاربة الجيناتيّة للعتبات انطلاقا من كونها تتنزّل في سياق مع بعد الحداثة. فقراءة جينات قد بقيت محفوفة بأفق ما بعد الحداثة. وقد وقف الباحث على قضيّة العتبة ودورها في بناء السياق ودورها السياقي في بناء العتبة، ودورها في فهم متن العمل.
وقد قرأ الباحث فارس فتحي ورقة بعنوان “سياق تحوّلات الكتابة السرديّة العربيّة في نشأة التخييل الذاتي” بيّن من خلالها دور نظرية الأجناس في فهم تحوّلات السرد العربي وصولا إلأى ولادة جنس أدبي هو التخييل الذاتي. وقد وقف فيها على أهم السياقات التي أدّت إلأى نشوء جنس أدبي جديد هو التخييل الذاتي.
وقد كان ختام الجلسة بورقة الباحث هاشمي حسين وعنوانها “دوائر السياق الثقافي في النص السيري الإباضي ببلاد المغرب” وقد دارت المداخلة حول أبواب السّياق الثّقافيّ الحافّ بمدونة السير الإباضيّة اهتمّ فيها بالسّياق والنّصّ من اللّسانيات إلى الأنتربولوجيا:المفاهيم اللّغويّة الأدبيّة ذاكرا أهمّ دوائر السّياق الثّقافي في النّصوص السّيريّة الإباضيّة الجماعة المتبقّية حلقة العزّابة مبرزا أهمّ نتائج توسّع دوائر السّياق الثّقافي على مدوّنة السّير الإباضيّة ببلاد المغرب.
اترك رد